شراهه وانانيه!
![شراهه وانانيه! شراهه وانانيه!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/54525.jpg)
قبل ايام وفي هذا الشهر الفضيل كان خبر مفاده اب يقتل ابنه لتأديبه حيث انهال الاب بالضرب على راس طفل عمره 13 عام بعصى مما تسبب بنزيف في الدماغ ووفات الطفل ، وفي خبر اخر مشاجره بين عشيرتين واطلاق عيارا ت ناريه واصابات بليغه ، خبر اخر ورد في "العربية.نت" عن شاب مغربي قامت أسرته بحبسه في إسطبل للحيوانات مدة 6 سنوات لأنه يطالب بإرثه من والده!الى آخر هذه الأخبار التي نقرؤها في الصحف المحلية خاصة والعربية بشكل عام وهذه الاخبار المؤلمه تكاد ان تكون يوميه عن العنف تجاه الضعفاء كدليل على عدم مخافة الله وعلى نزع الرحمة من القلوب.
اما الأيتام فحدث ولا حرج ، "ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم" فإننا نفهم الأسلوب الذي كان يتم به معاملة الأيتام، وهو أسلوب يقوم على التحرج من مخالطتهم، لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان قدوة لأصحابه بالرفق بالأولاد عموماً وبالأيتام وأمثالهم خصوصاً، لدرجة أنه كان يعدّ زيدا ابنه قبل أن يلغى التبني، وكان أسامة بن زيد يلقب بـ"حِبّ رسول الله"، وأم أيمن هي حاضنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي أم أسامة كانت تعتبر كأنها واحدة من أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، ولا ينظر إليها كخادمة، وكانت عائشة رضي الله عنها تساوي بينها وبين خادمتها، وهي التي نبهتها أنها تصدقت بكل شيء من الهدية التي أتتها ولم تبق شيئا لإفطارها، وأبو ذر كان يلبس خادمه مثل ثوبه، ويذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "هم إخوانكم وضعهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس".
مقالات وتحقيقات صحفيه بين الحين والاخر تتحدث حول معاناة فئة اللقطاء في المجتمع، ، حتى أن رعايتهم تغدو مشكلة بمجرد دخولهم سن البلوغ، من حيث الاعتداء الجنسي عليهم - غالبا عليهن- أو من حيث الاندماج في الاسره والمجتمع وغيره، وليت الفقهاء الأفاضل يجدون للقطاء وللأيتام المكفولين مخرجاً من الحرج، فهم أحق بفتوى الإرضاع – وهم أطفال - من غيرهم كي يعتبروا من نفس نسيج الأسرة حتى لو لم يأخذوا نفس اللقب العائلي.
لماذا بعض الناس يتميزون بقسوة لا مثيل لها؟ لا شك أنها الوراثة والبيئة والتربية والثقافة، فهذه قصص نسمعها ونقراء عنها وتتكرر بشكل دائم تلك التي تمارس مع الخدم والخادمات والعمال المغتربين، قد تكون سلوكيات موروثه وعصبية بالتربية، لكن البيئة العامة تتيح للبعض ممارسة العنف تجاه الضعفاء، مع غياب القانون الذي يساوي بين الخادم والمخدوم، والكفيل والمكفول، والحاكم والمحكوم والغني والفقير والقوي والضعيف.
رمضان فرصه، وإذا نظرنا إلى الثقافة التي تحوطنا في رمضان، وجدناها ثقافة الطعام وليست ثقافة الصيام، والقول الحكيم لاحدهم يقول: "لا تجعل يوم صومك وفطرك سواء" فنحن نجعل رمضان مختلفاً عن باقي الشهور، لكن بشكل آخر لا يمت إلى مقصد الشرع بشيء، فيبدأ رمضان قبل شهر بتسوق يشبه شراء " الشره الاناني" الذي لم يذق طعم الطعام منذ عام، أو كأن مجاعة سوف تجتاح البلاد في هذا الشهر، أو تجد شيئاً أشبه بالنفير العام في الأسواق وكأن البلاد مقيله على حرب، وأبسط مثال هو أن الأسرة التي كانت مشترياتها ملء عربة تسوق شهريا قبل رمضان تصبح تملأ عربتين على الأقل، ويتحول نهار رمضان إما إلى نوم أو إلى وقوف في المطبخ لساعات، وطوابير على ابواب المخابز،ومعاناه من التخمه، ويصبح ليل رمضان حركة دائبة في الفكين، وطحنا مستمرا بين الضروس، وسهرا أمام التلفاز، إلا من رحم ربي، ولا تجد المرأة العاملة وقتا لعبادة تستروح بها القلوب، وبدل أن يكون شهر رمضان شهر القرآن والتراويح والإحساس بالجائع، يصبح شهرا للسهر والتخمة وقسوة القلب.فإذا لم يكن رمضان شهر التحكم بالنفس والعدل وتقوية الإرادة والشعور بالجائع والمحروم فماذا يكون!