شراهه وانانيه!

تم نشره الأربعاء 01st أيلول / سبتمبر 2010 01:56 مساءً
شراهه وانانيه!
د.علي الضلاعين

قبل ايام وفي هذا الشهر الفضيل كان خبر مفاده اب يقتل ابنه لتأديبه حيث انهال الاب بالضرب على راس طفل عمره 13 عام بعصى مما تسبب بنزيف في الدماغ ووفات الطفل ، وفي خبر اخر مشاجره بين عشيرتين واطلاق عيارا ت ناريه واصابات بليغه ، خبر اخر ورد في "العربية.نت" عن شاب مغربي قامت أسرته بحبسه في إسطبل للحيوانات مدة 6 سنوات لأنه يطالب بإرثه من والده!الى آخر هذه الأخبار التي نقرؤها في الصحف المحلية خاصة والعربية بشكل عام وهذه الاخبار المؤلمه تكاد ان تكون يوميه عن العنف تجاه الضعفاء كدليل على عدم مخافة الله وعلى نزع الرحمة من القلوب.

اما الأيتام فحدث ولا حرج ، "ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم" فإننا نفهم الأسلوب الذي كان يتم به معاملة الأيتام، وهو أسلوب يقوم على التحرج من مخالطتهم، لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان قدوة لأصحابه بالرفق بالأولاد عموماً وبالأيتام وأمثالهم خصوصاً، لدرجة أنه كان يعدّ زيدا ابنه قبل أن يلغى التبني، وكان أسامة بن زيد يلقب بـ"حِبّ رسول الله"، وأم أيمن هي حاضنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي أم أسامة كانت تعتبر كأنها واحدة من أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، ولا ينظر إليها كخادمة، وكانت عائشة رضي الله عنها تساوي بينها وبين خادمتها، وهي التي نبهتها أنها تصدقت بكل شيء من الهدية التي أتتها ولم تبق شيئا لإفطارها، وأبو ذر كان يلبس خادمه مثل ثوبه، ويذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "هم إخوانكم وضعهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس".
 
مقالات وتحقيقات صحفيه بين الحين والاخر تتحدث حول معاناة فئة اللقطاء في المجتمع، ، حتى أن رعايتهم تغدو مشكلة بمجرد دخولهم سن البلوغ، من حيث الاعتداء الجنسي عليهم - غالبا عليهن- أو من حيث الاندماج في الاسره والمجتمع وغيره، وليت الفقهاء الأفاضل يجدون للقطاء وللأيتام المكفولين مخرجاً من الحرج، فهم أحق بفتوى الإرضاع – وهم أطفال - من غيرهم كي يعتبروا من نفس نسيج الأسرة حتى لو لم يأخذوا نفس اللقب العائلي.
لماذا بعض الناس يتميزون بقسوة لا مثيل لها؟ لا شك أنها الوراثة والبيئة والتربية والثقافة، فهذه قصص نسمعها ونقراء عنها وتتكرر بشكل دائم تلك التي تمارس مع الخدم والخادمات والعمال المغتربين، قد تكون سلوكيات موروثه وعصبية بالتربية، لكن البيئة العامة تتيح للبعض ممارسة العنف تجاه الضعفاء، مع غياب القانون الذي يساوي بين الخادم والمخدوم، والكفيل والمكفول، والحاكم والمحكوم والغني والفقير والقوي والضعيف.

رمضان فرصه، وإذا نظرنا إلى الثقافة التي تحوطنا في رمضان، وجدناها ثقافة الطعام وليست ثقافة الصيام، والقول الحكيم لاحدهم يقول: "لا تجعل يوم صومك وفطرك سواء" فنحن نجعل رمضان مختلفاً عن باقي الشهور، لكن بشكل آخر لا يمت إلى مقصد الشرع بشيء، فيبدأ رمضان قبل شهر بتسوق يشبه شراء " الشره الاناني" الذي لم يذق طعم الطعام منذ عام، أو كأن مجاعة سوف تجتاح البلاد في هذا الشهر، أو تجد شيئاً أشبه بالنفير العام في الأسواق وكأن البلاد مقيله على حرب، وأبسط مثال هو أن الأسرة التي كانت مشترياتها ملء عربة تسوق شهريا قبل رمضان تصبح تملأ عربتين على الأقل، ويتحول نهار رمضان إما إلى نوم أو إلى وقوف في المطبخ لساعات، وطوابير على ابواب المخابز،ومعاناه من التخمه، ويصبح ليل رمضان حركة دائبة في الفكين، وطحنا مستمرا بين الضروس، وسهرا أمام التلفاز، إلا من رحم ربي، ولا تجد المرأة العاملة وقتا لعبادة تستروح بها القلوب، وبدل أن يكون شهر رمضان شهر القرآن والتراويح والإحساس بالجائع، يصبح شهرا للسهر والتخمة وقسوة القلب.فإذا لم يكن رمضان شهر التحكم بالنفس والعدل وتقوية الإرادة والشعور بالجائع والمحروم فماذا يكون!


Ali_dalain@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات