محاضرة تسلط الضوء على السردية الوطنية

المدينة نيوز :- سلطت محاضرة بعنوان "السردية التاريخية الاردنية"، الضوء على السردية الوطنية وعناصرها وعواملها واسبابها وارتباطها بالمعالم الاثرية والتاريخية.
وقال استاذ اللغات القديمة في ب الدكتور عمر الغول في محاضرة القاها مساء أمس السبت في منتدى الفكر الاشتراكي بعمان، إن السردية الوطنية هي حكاية تاريخية تضعها الأمم لتبرز من خلالها عوامل مشتركة يجتمع حولها الشعب ويستمد منها السمات الرئيسة لهويته.
واستعرض الغول المعطيات التاريخية التي ساهمت في صياغة السردية التاريخية الأردنية منذ تأسيس إمارة شرق الأردن، مشيرا إلى الأحوال التي سادت في مناطق الأردن في القرن التاسع عشر.
وبيَّن أن الاهتمام الغربي، الديني والسياسي، بفلسطين، أدى إلى وضع سردية تاريخية لفلسطين شملت الأردن، لكنها عدته مساهمًا هامشيًا في تلك السردية.
وكان من أولى المهمات التي تولاها النظام السياسي الجديد في الأردن عند تأسيس إمارة شرق الأردن وضع سردية تاريخية تبث في مواطنيه الشعور بانتمائهم المشترك للإمارة بعد أن كانوا خلال العهد العثماني أصحاب انتماءات عشائرية أو مناطقية.
وبين المحاضر أن الأداة الرئيسة التي اتخدها الأردن في وضع هذه السردية كانت المنشآت الأثرية الموجودة على أرضه، وفي مقدمتها مدينتا البترا وجرش.
وعرض التعديلات الأساسية التي أصابت السردية الأردنية جراء حرب عام 1948 والأحداث التي تلت ذلك، وفي مقدمتها وحدة الضفتين، إذ تم إعادة صياغة السردية الأردنية لتعبر عن انضمام الضفة الغربية وسكانها إلى المملكة، وجاء ذلك عن طريق إضافة رموز دينية - إلى الرموز التاريخية السابقة المعبرة عن تاريخ الضفة الشرقية - وفي مقدمتها المباني الدينية في القدس، وخاصة قبة الصخرة والمسجد الأقصى، والتي أضفت على السردية الأردنية وعلى الحكم في الأردن بعدًا شرعيًا إضافيًا، تمثل برعاية الهاشميين للمقدسات في القدس.
ولفت الدكتور الغول الى تبني السردية الادرنية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ادبيات القومية العربية، ومناهضة الإمبريالية، والعمل على تحرير فلسطين، وهي التي كانت سائدة في المحيط العربي آنذاك، بالإضافة إلى رعاية الدولة لسكانها وحرصها على حسن حالهم.
وتلا المحاضرة نقاش، تساءل فيه المشاركون فيه عن أهمية وضع السرديات التاريخية اليوم، وعن دورها بالمقارنة بدور الهوية الوطنية، فيما تساءل آخرون عن الآليات التي يمكن اتباعها لإجراء حوار شامل في موضوعي السردية التاريخية والهوية.بترا