اسطنبول تنحاز الى حضارتها الإسلامية باحتفالاتها كعاصمة للثقافة الأوروبية

المدينة نيوز- انحازت اسطنبول وهي تحتفل كعاصمة للثقافة الأوروبية لهذا العام ، الى الشرق وثقافتها الإسلامية عندما اخذت فعالياتها خلال شهر رمضان المبارك جانبا دينيا يرتوي من الحضارة الإسلامية العريقة .
فاسطنبول التى تحتفل إلى جانب مدينتي ايسن الألمانية ، وبيش المجرية ارادت ان تتميز باحتفالاتها لتثبت للاتحاد الأوروبي بأنها مدينة عريقة تتمسك بجذورها الأسيوية ، ولكنها لن تتخلى عن امتدادها الأوروبي .
يقول منسق برنامج اسطنبول عاصمة للثقافة الأوروبية مصطفى سراج ان الاحتفالات التي تقام تمزج بين الثقافة الغربية والشرقية ، فهناك ثقافة اوروبية مشتركة ، وثقافة إسلامية مشتركة مع الجانب الاسيوي .
ويرى ان المدينة التي تبدو فيها الكثير من المظاهر الإسلامية ، عملت على استضافة اعلاميين وصحفيين من دول عربية واسلامية وجاليات اسلامية في دول اوروبية ليشاهدوا عن قرب مآثر الحضارة الإسلامية وإسهاماتها الحضارية .
تمتاز اسطنبول بحركة سياحية نشطة حيث يدخلها سنويا ما يقدر بنحو 8 ملايين زائر ، اذ يطمح القائمون على الاحتفالات الى ان يصل عدد السياح الذين يزورونها مع احتفالاتها كعاصمة للثقافة الى نحو 10 ملايين .
ويؤكد رئيس اللجنة التنفيذية لوكالة اسطنبول عاصمة للثقافة الأوروبية شكيب اوضاغيتش إن المدينة تريد أن تنقل التراث الثقافي التقليدي الغني الذي تمتلكه الى العالم ، ولكل الأجيال من خلال الفعاليات التي تقام وتسهم في رفع الحس الفني والثقافي للمدينة خاصة في شهر رمضان المبارك حيث تكون البرامج مؤثرة .
" ان لرمضان طعما ومعنى مختلفا في المدينة التي كانت مهدا للحضارات وأنتجتها من جديد بهوية متفردة حيث أحيت ثقافاتها ومزجت بينها ،وهو يجسد التعاون والتكافل على مر العصور الطويلة كواحد من ثوابت شعور العبودية لله سبحانه وتعالى لتضع الإنسان في مركز القيم الكونية " كما يقول رئيس بلدية اسطنبول قدير طوب باش .
ويضيف ان اسطنبول التي تعيش القيم في اعماقها مصحوبة بالإبعاد الجديدة التي ينتجها العصر ، وتحيا من جديد في كل رمضان يأتي ودون ان تبتعد عن تراثها وثقافتها مؤكدا ان المدينة تتحول مع رمضان الى مدينة السعادة التي تعيش اجواء المشاعر الإنسانية والمحبة بين الناس وتنمية قيم السلام .
ويشير رئيس البلدية إلى الفعاليات التي تقام في شهر رمضان الفضيل ومنها إقامة الأسواق الرمضانية والمعارض الفنية ومعارض الكتب والعروض الفنية حيث تزدهي فيها الحياة الثقافية على حقيقتها .
ويأمل وزير الدولة ورئيس مجلس تنسيق وكالة اسطنبول عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2010 حياتي يازجي ان ينمو مشروع اسطنبول رمضان ، بحيث يصبح تقليدا سنويا ويتوسع بشكل اكبر ليأخذ حجما عالميا واكبر من ناحية المحتوى المقدم إلى الناس ومن ناحية المشاركة الشعبية بالانشطة .
ويقول ان رمضان في اسطنبول ليس مجرد وسيلة لمزيد من العبادة فحسب، انه سبب لسعادة كبرى واحتفال اكبر تمارس فيه الفعاليات الثقافية الفريدة من نوعها والشعائر الدينية وأوجه الترفيه المختلفة الى جانب جعل هذه الأنشطة منتدى للثقافة والسياحة والحوار بين دول العالم .
وركز على دور الإعلام حيث تم استضافة إعلاميين من الكثير من الدول ليتعرفوا على مشروع رمضان اسطنبول الذي يؤكد هوية المدينة وعراقتها .
وضم الوفد الاعلامي ممثلين عن الأردن وسوريا والإمارات العربية المتحدة والكويت والسعودية وماليزيا وجنوب افريقيا واندونيسيا والهند والباكستان وبنغلاديش وبريطانيا وأوكرانيا والبوسنة وهنجاريا وأذربيجان وازبكستان وتتارستان .
ويقول حياتي يازجي " إن أنماط الحضارة التي تحملها اسطنبول من عقيدة ، صار لها شكلا ذاتيا خاصة بها ، وبقيت إلى يومنا هذا تراثا بمثابة ثروة ثقافية لا تقدر بثمن .
" واعتبرت اسطنبول اول عاصمة للثقافة في اوروبا من خارج الاتحاد الأوروبي خاصة ان تركيا تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، وقد جعلت الجغرافيا المدينة لان تكون جسرا بين قارتي اسيا وأوروبا وكانت عاصمة للإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية . (بترا)