إسرائيل تسعى لصياغة مشروعها التصفوي

تم نشره السبت 04 أيلول / سبتمبر 2010 06:03 مساءً
 إسرائيل تسعى لصياغة مشروعها التصفوي
عبدالرحيم غنام

المدينة نيوز - تعرف كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس حكومة العدو الإسرائيلي نتنياهو ، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلام والأمن ليسا في يد الأخير " المفاوض  المقابل لنتنياهو  "، لكن اوباما ونتنياهو  تريدان  التقدم في مشروعهما التصفوي للقضية الغلسطينية لذا فهما يوظفان  هذه المفاوضات لتحقيق ما يلي
 كتسب المزيد من الشرعية ليهودية الدولة في حلسطين .،
 إسقاط حق العودة،
 ترسيخ حضورالدولة العبرية  في النظام العربي.
  ان هذه المفاوضات التي أجبر المفاوض الفلسطيني على المشاركة بها من خلال التهديدات الأمريكية بالترهيب بوصفها مفاوضات الفرصة الأخيرة بالنسبة للفلسطينيين فإما المشاركة ضمن الشروط الإسرائيلية المدعومة امريكيا أو الإستنكاف وهذا يعني خسارة الفلسطينيين للوعوط الأمريكية الشفهية والمزعومة .
ونحن بدورنا نؤكد كما يؤكد اكثر من ثمانين بالمائة من ابناء الشعب الفلسطيني داجل الأراضي الفلسطينية كافةوخارجها رفضهم المطلق لهذه المفاوضات والتي  لم يعرف التاريخ مثيلا لها  نعم لم يشهد التاريخ تسوية لصراع لا يتوافر لها عنصرا الأرض والشعب.
في حال سريان هذه المفاوضات اللاشرعية تأخذ إسرائيل ثمانين في المئة من أرض فلسطين، وتبقي ثمانين في المئة من شعب فلسطين خارج الحل.
ان ابرام نتائج هذه المفاوضات فهي ليست أكثر من  صفقة تصب بصالح "اسرائيل و لا تحمل معنى التسوية ولو المجحفة".أضف الى ذلك ان هذه الصفقة  لا تملك ، إذا بلغت أهدافها، أية شرعية لأنها لا تعالج قضية الملايين من الشعب الفلسطيني الذين ستقفل ملفهم من دون أي مقابل.
 أمام هذه الأوضاع كيف تضمن إسرائيل الأمن الذي تضعه في مقدمة شروطها؟
 إن ابرام هذه الصفقة المشبوة سيؤدي حتما الى قيام حرب اهلية فلسطينية ـ فلسطينية  في حال تتوغل السلطة  الفلسطينية في تنفيذ الخطة الإسرائيلية كما يحصل منذ اتفاقية أوسلو. يغامر المفاوض الفلسطيني ويغامر النظام العربي في السعي إلى هذه الصفقة.
وهكذا فإنه لاتوجد اي ضمانات في ان تنفذ إسرائيل تعهداتها بوقف التهويد والإستيطان ، وفي الوقت نفسه وفي ظل عدم موافقة اكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني بالإضافة لثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا  على المفاوضات اولا وبالتالي عدم الإلتزام بنتائجها كونها لا تعنيهم إطلاقا فلن تجد من  يضمن لإسرائيل الأمن.
  الثقة بين طرفي الصراع  "الإسرائيلي ـ الأمريكي والغربي من جهة والفلسطيني ـ العربي من جهة أخرى " غير متوفرة ابدا  وخاصة انه وفي أكثر من موعد حدد لقيام دولة فلسطين ولكنها مجرد وعود تذروها الرياح بعد ان تحقق إسرائيل أهدافها من وراء هذه الوعود وغالبا ما تكون الذريعة للتهرب من الإيفاء بهذه الوعود  عدم توفير الأمن ، ولكن الحقيقة ان إسرائيل ترفض قيام دولة فلسطينية ، وأنها تسعى لإعادت صياغة مشروعها للحل.من خلال منح الفلسطينيين إدارة     ا محلية موسعة وليس إقامة  الدولة الفلسطينية ذات السيادة .
  باختصار هذا ما يطرحه نتنياهو ويسعى لتكريسه من خلال المفاوضات المباشره القائمة الأن برعاية امريكية والتي يسعى نتنياهو الى تثبيتها ضمن الاتفاقات. التي سترشح في نهاية المفاوضات
وهذا الخيار هو الاستجابة التي يقدمها نتنياهو  لأميركا وبعض أصدقائه العرب. فهو يتردد حتى في تجميد الاستيطانولو لسنة واحدة كما طلب  الرئيس الأميركي لإنجاز هذه التسوية لأهداف دولية عدة قد تضيع في اختبار قدرة السلطة الفلسطينية على ضبط الأمن .
إن مغامرة  محمود عباس وفريقه المفاوض ومن يقف خلفهم من ابناء السلطة وخاصة المستفيدون من اجراء هذه المفاوضات المسبوهة والمرفوضة فلسطينيا لم ولن تكون قادرة على إنتاج تسوية قادرة على الإستمرار وستفشل تحقيق اهدافها التي تصب في صالح اعداء شعب فلسطين والشعوب العربية ومسيرة نضال شعب فلسطين.
 
أوباما  و نتنياهو يعطيان أهمية استثنائية لمفاوضات السلام الجارية مع الفلسطينيين. ويعتبرا هذه المفاوضات «فرصة تاريخية» لإنهاء نزاع عمره مئة عام. في كل مرة يقبل الإسرائيليون التفاوض يكونون قد ضمنوا انتزاع مكاسب إضافية. يتمسك الإسرائيليون بفكرة التفاوض المفتوح أو من دون شروط. نقطة الانطلاق دائماً هي ميزان القوى والوقائع.
فهم الطرف الذي يطلب التنازلات من الآخر.
. تفاوض إسرائيل على الجزء المكلف لها من الوجود الفلسطيني. العبء السكاني الذي تصعب إدارته وضبطه على المدى الطويل. تفاؤل نتنياهو ورغبته في هذا «السلام» لها أكثر من مبرّر. الرئيس الأميركي يضع ثقله وراء هذه المفاوضات ويحذر الفلسطينيين من عدم التقاط الفرصة الأخيرةكما اسلفت . فالمفاوض الفلسطيني الذي يغامر من دون أي تفويض حتى من المنظمة التي يرئسها ،وا لتي يجري اقتسامها الآن.
 والأهم من هذا وذاك من اين لمحمود عباس وفريقه أية شرعية للحديث حول انجاز تسوية على حقوق فلسطينيي الثمانية والأربعين والفلسطينيين في قطاع غزة وفي الشتات وهم الذين اعلنوا وبصوت مرتفع رفضهم الكامل للمفاوضات ولنتائجها رفضا قاطعا ؟  ومن المؤكد ان السلطة الفلسطينية لاتملك مقاومة اوإلغاء  نتائج هذه المفاوضات وخاصة في ظل إنفراط العقد العربي وتخلي معظم الأنظمة العربية عن الإلتزام بالقضية الفلسطينية كقضية العرب المركزية وأن فلسطين لم تعد هماً قومياً يتداعى له كل العرب، لكنها لم تقطع صلتها الواقعية وتأثيرها على أكثر من دولة عربية خاصة في الجوار. إلى ذلك ما زال موقع إسرائيل في دائرة توازن النظام الإقليمي كله الذي لم تعد تهيمن عليه ولا تنفرد في صياغته.

 




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات