العلان : علم الجمال لم توضع له معايير تحكم موضوعاته

المدينة نيوز :- قال استاذ تاريخ الفن وعلم الجمال في جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان العلان إن علم الجمال من الموضوعات التي لم توضع لها معايير او قوانين يتحكم من خلالها بمفاهيم الجمال والقبح.
وعرض الدكتور العلان في محاضرة بعنوان "فلسفة الجمال على الصعيد النظري" ألقاها مساء امس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية، معنى الفلسفة لدى الإغريق، مبينا ان الفلسفة تعني حب الحكمة حسب المصطلح الإغريقي، والحكمة بالمفهوم القرآني الوارد في الآية: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً".
وأوضح في المحاضرة التي أدارها امين سر الجمعية الباحث مجدي ممدوح، إن المعنيين بمفهوم الحكمة مختلفين في تفسيرها، لافتا إلى أن مفهوم الحكمة لدى أفلاطون وأرسطو ليست هي الحكمة الواردة في الآية بتاتاً، إذ أن الحكمة لدى أفلاطون وأرسطو وهيراقليطس منتج بشري عقلاني اجترحه الذهن الإنساني خلال رحلته لفهم أسرار الطبيعة والكون من حوله، بينما مفهوم الحكمة في الآية القرآنية مفهوم غيبي يقوم على التصديق بما ورد في الكتب الدينية.
وعرض المحاضر عددا من القضايا الفلسفية المرتبطة بعلم الجمال وفلسفة الجمال وعلاقتهما بالفن والنقد الفني، مبينا أن علم الجمال ليس علماً بالمعنى الموضوعي الإمبديقي، وإنما هو مجموعة انطباعات ينتجها الإحساس الإنساني، لكل فرد بشكل خاص ومحدد، ومن هنا نفهم لماذا يختلف الناس في تقييم الجميل والأقل جمالاً.
ولفت إلى أن لكل إنسان رؤيته وإحساساته، وعليها يبني رأية في هذا المجال، موضحا أن الفنان التشكيلي يقدّم عمله تعبيراً عن مكوّناته الفكرية والثقافية والدينية ووضعه الاقتصادي ورؤيته السياسية، ومن ثم يقوم المشاهد والمتلقي بالتعامل مع هذا الموضوع البصري بمعطيات مختلفة تماماً عن معطيات الفنان، ومختلفة عن معطيات أي إنسان آخر.
وعرض في هذا السياق لآراء العديد من الفلاسفة من أمثال جون ديوي وشلايرماخر وشليغل وديدرووبرجسون وكروتشه وسانتيانا وغيرهم، كما أستشهد بآراء عدد من الفنانين التشكيليين من عصور مختلفة ومنهم ديلاكروا ودومييه وسيزان وغيرهم.
وأشار المحاضر لتجربته الشخصية في هذا المجال إذ عبر مسيرته التشكيلية التي قدّم خلالها 25 معرضاً وكان في كل معرض، بل وفي لوحة يقدّم لنفسه تصوّراً للجمال مختلفاً عن المعرض أو اللوحة التي تأتي لاحقاً.
وبين أن التشكيلي ربما يبتعد عن لوحته لتجف بعض الوقت وحين يعود إليها يستغرب كيف نفذ هذه المفردة وكيف عالج ذاك اللون، وبالتالي يتغير تصوّره للجمال وفلسفته بين ساعة وأخرى حسب التفاعل الذهني والنفسي له أثناء رسم اللوحة أو بعدها.
وختم الدكتور العلان محاضرته التي تلاها نقاش مستفيض من الحضور، بالتمييز بين الجمال الذي نتحدث عنه في موضوعة المرأة وما يطلق عليه ظلما "ملكات الجمال" حسب المقاييس الغربية، وبين جمال الأشياء الأخرى كالفراشة والوردة والمنظر الطبيعي وغير ذلك.