الحمود بضيافة إفطار دار عمان لرعاية المسنين

المدينة نيوز - حل سفير النوايا الحسنة الدكتور نصير شاهر الحمود ضيفا على حفل إفطار لدار عمان لرعاية المسنين، في لقاء يأتي في سياق سعي الحمود لدعم هذه الفئة المحتاجة للتعزيز والدعم النفسي والمادي بعدما ضحّت بأجمل سني عمرها في سبيل خدمة الوطن وأبنائه، مستذكراً الآية الكريمة في محكم التنزيل "وصاحبهما في الدنيا معروفاً".
وأكد المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام" المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة على الدور الذي أطلع به هؤلاء المسنون حين استطاعوا تربية جيل تمكن بدوره من إعلاء الصرح الأردني في سائر الفعاليات والقطاعات والأنشطة.
وقال الحمود إن تميز المجتمع الأردني بارتفاع نسبة اليافعين والشباب لا يعني تجاهل فئة كبار السن التي أفنت سنين عمرها في التأسيس لأبناء دولة تميزت بالمدنية والرقي تحت راية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم نصير الفقراء المعوزين والذي يعامل كبار السن معاملة الابن البار لأبويه.
وشكر الحمود الصحافيين والإعلاميين اللذين حضروا الافطار وقاموا بإعداد الإفطار وتقديمه للمسنين وهم الأساتذة هيثم يوسف رئيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب، والإعلاميين لطفي الزعبي والدكتور سليم شريف وجمانة سليم وسرى ناصر وزياد ياسين ومحمد يوسف وشادي صلاح فضلاً عن الأستاذ عماد نصير من التلفزيون الأردني، كما شارك في الحفل العديد من طلبة الإعلام في الكليات الأردنية.
ويعد حفل هذا الإفطار الثالث من نوعه الذي ينظمه الحمود خلال رمضان الحالي، بعد نحو شهر من اختياره عضوا فخرياً لملتقى الإعلاميين الشباب العرب، إذ سبق ذلك حفلا إفطار مشابه لمركز أيتام مخيمي البقعة وغزة، فيما يواصل سفير النوايا الحسنة توزيع طرود الخير الرمضانية بشكل يومي في أرجاء المملكة، بالإضافة لرعايته برنامج تلفزيوني رمضاني يلقي الضوء على حاجات الأسر الأردنية المتعففة ويعرض على قناة نورمينا الأردنية الفضائية ويتخلله منح تلك الأسر مساعدات عينية ومالية لمساعدتها على مواجهة ظروف معيشتهم الصعبة.
وأبدى المسنون سعادتهم خلال الحفل الرمضاني، حيث ظهر على وجوههم البهجة والفرحة الغامرة التي تعكس حاجتهم لعيش لأجواء التي تذكرهم بأجواء التآلف والدفء ، وهو ما يلتقي مع رسالة الحمود المتمثلة في الاهتمام بسائر شرائح المجتمع وتوفير الظروف المعيشية الكريمة التي تضمن لهم حياة كريمة ولائقة تناسب مساهماتهم وتضحياتهم.
ويرمي الحمود من وراء دعم هذه الفعالية لإبراز أهمية وجود المسنين بين أفراد الأسرة باعتبارهم قوة تمد تلك الأسر التي تتفرع فيما بد لتشكل نسيجاً متآلفاً يقوم على أساسه المجتمع.
كما يسعى لتحقيق عدد من الأهداف الفرعية من بينها حث المواطنين على رعاية المسنين وتربية الصغار والنشء على الخصال والقيم التي تحض على ذلك وغرسها في نفوسهم، وإدخال البهجة والسرور في نفس المسنين في هذه الفئة العمرية الحساسة التي يكونون فيها بحاجة للمزيد من التفاف الناس حولهم، والقضاء على الفجوة بين الأجيال.
وقال أحد المسنين خلال الحفل " لمسنا مقدار التواصل والود من قبل منظمي الحفل، الذين حرصوا على توفير أجواء مثالية تعيدنا لسنوات شبابنا، كما بعثوا برسائل تبرهن على دوام الخير في مجتمعنا الحبيب".
وشكر ذلك المسن الدكتور الحمود، مستعرضاً مساهماته مع الفقراء والمحتاجين والأيتام وكبار السن"، ليرد عليه الحمود بالتأكيد على مضيه قدماً في إدامة التواصل مع المسنين وتعهده بإقامة مزيد من الحفلات واللقاءات التي تكسر جمود بقاء هؤلاء المسنين في الدار لفترات طويلة من دون أن يحظوا بتغير في نمطية حياتهم اليومية.
وتعرف منظمة الصحة العالمية كبير السن بكل من تجاوز60 عاماً من العمر في الدول النامية و65 سنة في الدول المتقدمة، فيما تقدر نسبتهم في الأردن بـنحو5.3% من إجمالي السكان، على أن تزيد تلك النسبة إلى 11% بحلول عام 2035 ، ما دعا الحمود للتأكيد على أهمية تضافر الجهود اللازمة لرعايتهم.
وقال " قبل سن التشريعات الوضعية، فقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية على وضع كبار السن في المكان اللائق لهما، ليكونا شفيعين يوم القيامة لمن يكرم وفادتهما"، مؤكداً على الدور الهام الذي تبذله دار عمان لرعاية المسنين في خدمة هؤلاء ورعايتهم، وموجها شكره لإدارة الدار والعاملين فيها على صبرهم ومثابرتهم في هذا الدور المقدس.
ويبلغ عدد دور المسنين في المملكة 11 داراً تأوي 330 مسناً ومسنة.
هذا وقد دعا الحمود الشباب الذي لا يُقدم على رعاية أحد والديه أو كليهما لمراجعة نفسه، فيما لا يزال المجتمع الأردني يتسم بالأصالة والمحبة والتآلف، ولا يقبل تنكب أبنائه طريق وعادات وتقاليد وقيم رسمها الآباء والأجداد على مدار عقود طويلة، ظل خلالها "صدر البيت" للأب والأم اللذين لم يبخلا على أبنائهم بالعطف والحب والحنان، كما أنهما سهرا كثيراً على رعاية هذا الجيل، بل كانوا يمنعون اللقمة عن أفواههم في سبيل تقديمها لفلذات أكبادهم.
وختم الحمود بقراءة الآية الكريمة من سورة الإسراء " وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ لا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا".