محاضرة تعاين تأثر الاديان ببعضها وبقصص الحضارات القديمة
المدينة نيوز:- عاينت محاضرة القاها استاذ الهندسة المدنية والباحث الدكتور سليمان الطراونة مساء أمس الثلاثاء في قاعة غالب هلسة بمقر رابطة الكتاب الاردنيين في عمان، تأثر الاديان السماوية ببعضها وبقصص الحضارات القديمة.
ورأى الدكتور الطراونة الباحث في الدراسات الثقافية والانسانية، في المحاضرة التي جاءت بعنوان "يهودية الاسلام والمسيحية" وأدارها الدكتور احمد ماضي وأثارت جدلا كبيرا بين الجمهور العريض، ان اليهودية في جوهرها غير السماوي ديانة إسرائيلية كنعانية فينيقية أوغاريتية فرعونية بابلية فارسية مقدونية رومانية، رغم أنّها في جوهرها كنعانية لم تفقد كنعانيتها الأبدية رغم هجومها المفتعل على كنعان، معتبرا أنها تطوّرت عبر المسيحية والإسلام، وعبر حضارات الأيام التي انغمست فيها أو تماست معها أو نمت بها وعبرها منذ ما قبل تشكّلها في بابل وما حولها ومن تماس معها.
واعتبر ان بني اسرائيل هم بدو الكنعانيين أو من البدو المجاورين لهم والمتعاركين أو المتداخلين في الأحلاف معهم بشرياً ودينياً وليسوا عرقا منفصلا بحد ذاته.
واستعرض الدكتور الطراونة التاريخ القديم منذ حضارات سومر وآشور وبابل وكنعان، مرورا بتأثير اللغات التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية البعيدة وما اعتبره اخطاء في الترجمة بين اللغات لاسيما من الكلدانية الى الارامية.
ورأى أن موروثنا النصي الشفوي والمكتوب الذي يتركّب من مفردات نصية غير أسطورية في ظاهرها، تربط مفرداته شبكة أسطورية من العلاقات النصية المترسّخة عبر القرون، معتبرا أن هذه "الميثية" المتغلغلة في النسيج الداخلي لنصنا الحضاري تتمظهر في نصنا اللغوي والأدبي والديني والسياسي والفكري، وفي تناصنا الثقافي مع غيرنا.
واعتبر ان الافكار التي تطرح من تشدد وتكفير للآخر، ومن ابرز تجلياتها عصابات داعش الارهابية ومن ماثلها، ترجع إلى ما وصفه بـ"الاساطير" التي التصقت بالاديان السماوية من إفرازات الحقب القديمة والحقب التي تلتها وما ترتب عليها من بناء فكري واجتهادات، داعيا الى اعادة قراءة تلك الطروحات وتفكيكها ومناقشتها.
وفي المحاضرة التي استمرت ازيد من ساعتين ووقع في ختامها كتابه الاخير الصادر عن الآن، ناشرون وموزعون تحت عنوان" اسفار هيكل سليمان بن داوود"، دار حوار معمق بين الحضور الكبير من متخصصين في الحضارات واللغات القديمة وأكاديميين وباحثين ومثقفين قدموا العديد من المداخلات التي أثرت النقاش رغم اختلاف رؤاهم وطروحاتهم حول الموضوع.
والدكتور سليمان داوود الطراونة درس الهندسة المدنية، وحصل على الشهادات الجامعية الثلاثة في مجال الهندسة المدنية، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية بأربع سنوات عاد ليدرس الأدب العربي وحصل على درجة الماجستير فيه، وله العديد من الابحاث والدراسات في حقل الهندسة المدنية، كما كتب في الرواية وفن القص والدراسات الثقافية والإنسانية.
ومن ابرز مؤلفاته : دراسة نصية في القصة القرآنية، وابتهالات ثقافية، والإعجاز العلمي في القرآن الكريم، بالاضافة الى عدد من المجموعات القصصية ورواية "البتراء الام القدراء".
(بترا)