رفيق العودة يروي لحظات تلقيه نبأ موت عائلته..مؤثر

تم نشره الأحد 12 شباط / فبراير 2017 11:32 صباحاً
رفيق العودة يروي لحظات تلقيه نبأ موت عائلته..مؤثر

المدينة نيوز :- قال الداعية الدكتور عبد الوهاب الطريري إنه كان يحضر برفقة الدكتور سلمان العودة لحضور مؤتمر الأئمة في فلندا، ليلة وقوع الحادث الذي أودى بحياة زوجة العودة، ونجله، وإصابة عدد من أفراد العائلة، مشيراً إلى أنه كان في مدينة اسطنبول التركية برفقة الدكتور العودة.

وأضاف الطريري في مقالته التي نشرها عبر موقع "الإسلام اليوم" أنه كان برفقة الداعية العودة عندما اتصل به أحد الدعاة من السعودية، وأخبره بتعرض عائلة العودة لحادث سير، وعندما قام بإبلاغ الشيخ سلمان بضرورة العودة، وقبل معرفة تفاصيل ما حدث قام العودة بالاتصال على نجله البراء الذي أخبره بوفاة والدته وشقيقه، فما كان من العودة إلا أن قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

ويقول الطريري: "بدأ الشيخ يتعامل مع المصيبة، وقد استحضرها تماماً بالحمد والاسترجاع، لا أحصي كم سمعت الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله بلهج لا ينقطع، وثبات لا يتزلزل، لم أر عبرة ذارفة، ولم أسمع شهقة بكاء، وإنما استرجاع وحمد، يستجمع به عزيمة الصبر، وفضيلة الرضا، وكان يستعين على ذلك بتكرار الحمد؛ الحمد لله، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى، يالله هذه الكلمة كان ينبغي أن تقال له، وأن يُذَكَّر هو بها، لكنه الآن يَذْكرها ويذكرِّ بها نفسه، ليعبر الصدمة الأولى بالصبر الجميل والرضا عن الله بما قضى".

ويصف الطريري رحلة العودة من تركيا للمملكة العربية السعودية فيقول: "في الطريق للمطار لم أستطع أن أعبر عما يعتلج في نفسي، فقد أُلجم لساني وتشتت الكلمات في ذهني، ولم أجد ما أعبر به إلا أن أشد بيدي على يد الشيخ فإذا به يلتفت إلي ويقول: أم البراء فقيدتي؛ هذه هي الكلمة الأولى التي ذكر فيها الفقيدة وكأنما يزفر بذكرها لوعته، ولم أجد ما أعبر به فقد تبخرت الكلمات وتبعثرت".

ماذا حدث في مطار اسطنبول؟
يقول الطريري : "دخلنا المطار لأشهد مشهداً مدهشاً فها نحن نسير في البهو، ونحن نغالب فجيعتنا، والشيخ يطوي جوانحه على ثكله فيتلقاه شباب يعرفونه ويحبونه ولكنهم لا يعرفون الخبر، ولم يشعروا بعد بالمصاب، يقابلونه بحب، ويبتسمون له بود، ويسألونه سؤال الفارغ للقاء من يحب، الغافل عن مصابه: يا شيخ ممكن نصور معك؟ فترتسم على وجهه ابتسامة المجاهدة، ويقول: تفضلوا، وأنا في حال من الاندهاش؛ فنحن في شأنٍ وهم في شأنٍ آخر، ولكن الشيخ يعلم أن هؤلاء سألوا بعفوية المحب، وأنه لا يمكن أن يعتذر منهم مهما كان مصابه، ولا أحصي عدد الذي استوقفوه فيقف لهم بأناة، ويبتسم لهم بود، ويصور معهم من غير أن يَشعر أيٌّ منهم بحقيقة حاله أو يحس بمعاناته، حتى إذا دخلنا قاعة المغادرة لقيه شاب وسأل كما سأل غيره أن يصور معه فاستجاب له الشيخ بذات الود والحفاوة، فلما رأى الشاب إقبال الشيخ عليه وتلطفه به قال: يا شيخ والدي قدم الآن من ألمانيا وهو هناك وأرجو أن تذهب معي لتسلم عليه فهو يحبك، وأجاب الشيخ بدون أدنى تردد: هيا، هيا بنا إليه، ومضينا إلى والده فإذا هو شيخ يتكئ على عصاه، فلما رأى الشيخ مقبلاً قام فسلم عليه الشيخ واحتفى به وقال له مؤانساً: الآن رأيناك بهذه العصا، ولكن أريد أن أراك المرة الأخرى وقد ألقيتها وعدت شاباً، يالله أما زال في قلبه متسع أن يلاطف هذا الأب، ويدفن حزنه وفجيعته ليستخرج ابتسامة فرح من هذا الشيخ، يالله أي صلابة في هذه النفس، وأي إيثار بالسعادة للغير، هذا ما لا يمكن تكلفه ولا التظاهر به ما لم تدفع إليه نفس سوية زكية، فلما جلسنا في قاعة الانتظار أتانا هذا الشاب ملتاعاً يعتذر إلى الشيخ ويقول: الآن علمت بخبر الأهل من الواتس، أعذرني يا شيخ لم أكن أعلم، فجعل الشيخ يؤانسه ويلاطفه ويهون الأمر عليه، فمضى عنا ذاهلاً مما رأى وما سمع، وقد كان ذلك والله مذهلاً".

العودة يلقي نظرة الوداع على زوجته وابنه
ويصف الطريري لحظات وداع الداعية العودة لزوجته وابنه فيقول: "قبيل صلاة العصر دُعي الشيخ ليودع ابنه هشام بعد أن سجي وغسل، وذهب الشيخ وكشف له الوجه المسجى، في تلك اللحظة طفح تأثر الشيخ وسمح لفطرته أن تعبر عن نفسها ولطبيعته أن تنطلق على سجيتها، ففاض حزنه، وتفجرت الرحمة دموعاً تسح من عينيه، وغطى وجهه وأجهش في بكاء مكتوم تحسه ولا تسمعه، تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا هشام لمحزونون، وكانت هذه هي اللحظة الأولى التي رأينا فيها الدموع تذرف من النفس القوية المتماسكة، والقلب الصابر المحتسب، إنها رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، وكان مشهداً لتمازج القوة والرقة، والمصابرة والمرحمة.

ثم صحب الشيخ بنيه ليودع أمهم أم البراء بنظرات الوداع الأخيرة يتزود فيها ذكرى تغطي مسيرة حب، ورحلة عمر، رباه أهي النظرة الأخيرة قبل الفراق الطويل، نظرة تطوي صفحة صحبة طويلة وشراكة حياة، متاع قليل من حبيب مفارق.

دخل مغسلة النساء وأبناؤه معه، وقف هناك ودعا ما شاء الله أن يدعو، وتلقيناه خارجاً ومعه أبناؤه تسح العبرات من عيونهم، وهو يفيض عليهم من سكينته وصبره، ويدع لمشاعرهم الانطلاق لتنفس عن فجيعتهم بهذه الدموع الذارفة على الوجوه الطرية الغضة، تقدم الشيخ وصلى على الجنازة وأمامه ثلاثة نعوش أم البراء وهشام وأسماء الشعلان ابنة أخت أم البراء".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات