وعود البنتاغون المخلفة
نذكر حتى الآن الفوضى والدمار حدثت بسبب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. ولا تزال العواقب الوخيمة للأعمال الإجرامية من قبل الأمريكان وحلفائهم حتى هذا اليوم. أدى الغزو العسكري الأمريكي للعراق إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وإلى خلق جو من التوتر في بعض دول الشرق الأوسط فأصبح ذلك بدوره السبب لتشكيل الجماعات الإرهابية بما في ذلك داعش.
مع ذلك إلى جانب الهزة الاجتماعية والسياسية عانى العراقيون من الأسلحة الفتاكة التي استخدمها الجيش الأمريكي. استعملوا الأمريكان ذخائر اليورانيوم خلال عمليتهم العسكرية لتدمير معدات الجيش العراقي. فقد ثبت أن استخدام مثل هذه الذخائر يسبب اندلاع الأمراض السرطانية والوراثية فضلا عن تلوث الأرض. إذن وفقا للخبراء الدوليين والمدافعين عن حقوق الإنسان ازداد معدل وفيات الأطفال وعدد حالات الإجهاض التلقائي وعدد من العيوب الخلقية نتيجة الكارثة البيئية في العراق. وكذلك تم زيادة معدل الإصابة بالسرطان بين الأطفال بـ12 مرة. ولكن لم تكترث القيادة السياسية الأمريكية بهذا الصدد.
وإن التاريخ يعيد نفسه. يستخدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اليورانيوم المنضب مرة أخرى خلال عمليات مكافحة الإرهاب في سورية. وقد أكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية هذه الحقيقة على الرغم أن سابقا كانت تنفي هذه الاتهامات. ومن الجدير بالذكر أيضا أن المتحدث باسم التحالف جون مور قال في شهر مارس/آذار من العام 2015: "إن طائرات القوات الأمريكية والتحالف الدولي لم ولن تستخدم ذخائر اليورانيوم المنضب في سورية والعراق".
نشاهد من الجديد النفاق والاستهتار الغرب نحو المدنيين في سورية والعراق. تستخف قيادة التحالف بقواعد الأخلاق فيؤدي سعيه إلى هزيمة الإرهاب إلى كارثة إنسانية وبيئية فقط.