هل اقتربت معركة الكيان الجديدة مع غزة ؟؟؟
منذ بداية العام الجاري والمسئولين في الكيان الصهيوني يتخبطون في تصريحاتهم الإعلامية وفي تحليلاتهم السياسية عن اقتراب معركة عسكرية جديدة مع قطاع غزة، ويرصد الصهاينة عن كثب التطورات العسكرية للمقاومة في غزة ويتابعون التجارب الصاروخية التي تجريها كتائب القسام بين الفنية والأخرى كما يرصدون الأحداث الميدانية العسكرة الأخيرة فيما عملت وسائل الإعلام في الكيان على تهويل الأحداث وشيطنة القضايا خاصة بعد اختيار حركة حماس أحد قادة كتائب القسام الأسير المحرر يحي السنوار رئيسها لها في قطاع غزة لتعلوا صيحات المحللين الصهاينة عن اقتراب المعركة الجديدة مع غزة وغضبهم تجاه مواصلة حفر الأنفاق وتطوير القدرات العسكرية في القطاع.
إن المتابع للشأن الصهيوني يدرك أن حسابات الكيان بالنسبة للمعركة جديدة على مستوى حرب مع القطاع مختلفة خاصة بعد الضجيج الكبير الذي صاحب نشر تقرير مراقب الدولة في الكيان (يوسف شابير) وإخفاقات الجيش (الإسرائيلي) في الحرب الأخيرة على القطاع، والفضائح الكثيرة التي تلاحق رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني (نتنياهو) والضجيج المتواصل من كافة الأحزاب في الكيان على أداء حكومة ( نتنياهو) الضعيف؛ كافة هذه التخبطات وغيرها في الخطاب السياسي في الكيان وسط غياب الرواية الرسمية لوزارة الحرب عن اقتراب موعد المعركة مع غزة؛ يؤكد أن قرار الكيان في خوض معركة جديدة مع قطاع غزة هو قرار صعب في الكيان وله تأثيراته وأبعاده الكبيرة على الكيان نفسه على كافة المستويات.
إن الوقائع العسكرية الأخيرة التي حدثت على حدود قطاع غزة والقصف الصهيوني المحدود على أطراف القطاع ولعدد من المواقع العسكرية هي بالتأكيد مؤشرات مبدئية لأية مواجهة عسكرية مع القطاع؛ لكن شرارة الحرب على المستوى الأكبر لم تنطلق بعد، بل إن قرار الحرب لم ينضج بالنسبة للعسكريين في الكيان، لأن حسابات الحرب مع غزة هذه المرة مختلفة بشكل كبير عن سابقاتها، في ظل الكثير من التحديات الميدانية وبنية المقاومة الفلسطينية الصلبة في القطاع وتطوير قدرات المقاومة في قطاع غزة، هذه الأمور وغيرها تجعل من اتخاذ قرار خوض حربا واسعة مع قطاع غزة أمر ليس باليسير بالنسبة للكيان، خاصة في ظل إخفاقات حرب عام 2014م وتقرير مراقب الدولة الإسرائيلي حول الإخفاقات التي لازالت ظاهرة على السطح ولها ضجيج في الكيان، كما أن التخبط الإعلامي في الكيان بخصوص الحرب يؤكد أن المواجهة مع القطاع بعيدة وأن هناك الكثير من الملفات والقضايا الساخنة في الكيان أهم من قرار الحرب مع قطاع غزة في ظل غياب الرواية الرسمية لوزارة الحرب في الكيان حول معركة جديدة مع القطاع، ولا ننسى أن هناك جنود صهاينة أسرى لدى كتائب القسام، وربما يحمل هذا العام بشريات بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال في صفقة جديدة والأمل بوجه الله كبير.
إذا هناك ضجيج إعلامي كبير في الكيان حول ضرورة خوض حربا جديدة ضد قطاع غزة وسط مواصلة حفر الأنفاق على حدود غزة ومواصلة المقاومة تطوير قدراتها العسكرية، هذه الأمور وغيرها لا يني عليها العسكريين قرارات كبيرة بحجم قرار الحرب على قطاع غزة، لأن هذا القرار سيكلف الكيان الكثير الكثير، وإن كان هناك تدريبات عسكرية تجري في مستوطنات غلاف غزة ولكنها عبارة أن رسائل لا ترتقى لمستوى الاستعداد لمعركة جديدة مع القطاع .
إن المحللين والمراقبين الصهاينة يشيرون إلى أن التصعيد العسكري الأخير على حدود غزة سببه الأوضاع الاقتصادية والأزمات الإنسانية التي يحياها المواطنين في القطاع؛ إن هذه التحليلات الصهيونية هي تكهنات وبعيدة عن المنطق وإن كانت الأوضاع الاقتصادية صعبة في غزة لكنها لا ترقى إلى أزمات قد تجر شعب كامل إلى حرب مع الكيان؛ والمقاومة الفلسطينية ليست بعيدة عن الشعب وما يحياه من أوضاع اقتصادية صعبة، بل إنها تشكل الدرع الحامي لهذا الشعب والمدافع عنه، وإن الأوضاع الاقتصادية والأزمات سببها الرئيس الكيان الصهيوني ومواصلة إغلاق المعابر الإسرائيلية ومواصلة التضييق على دخول مواد البناء إلى قطاع غزة والحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع، وكافة التحديات الاقتصادية التي يحياها القطاع السبب الرئيس هو الاحتلال؛ ومع ذلك فإن المواطنين في القطاع يتكيفون مع الظروف الاقتصادية الصعبة ولا يمكن أن تكون الظروف الاقتصادية الصعبة سببا لمواجهة عسكرية قادمة مع الكيان؛ هذا الكيان الذي يخلق ذرائع واهية وتقارير كاذبة عن الأوضاع في غزة وذلك ليبرر أي عدوان عسكري جديد بحق القطاع .
إن الوقائع الميدانية على الأرض في غزة لا تشير إلى اقتراب معركة عسكرية جديدة مع غزة، ومن الواضح أن وسائل الإعلام الصهيوني تضخم الأحداث وتهوله لتجد تبريرا لأي عدوان إسرائيلي جديد على القطاع؛ وإن الكيان الصهيوني يدرك ماذا يعني قرار الحرب على قطاع غزة في ظل تطور قدرات المقاومة وتطور القدرات العسكرية لكتائب القسام .