"رابطة الكتاب" تحتفي بالاديب هزاع البراري ونصه المسرحي "زمن اليباب"
المدينة نيوز :-احتفت رابطة الكتاب الاردنيين بتنظيم من لجنة المسرح والدراما التابعة لها، بالاديب هزاع البراري ونصه المسرحي "زمن اليباب"، مساء أمس الاحد في قاعة غالب هلسة بمقر الرابطة الرئيس، وذلك بمناسبة فوز النص بجائزة الهيئة العربية للمسرح، فئة النص الموجه للكبار، في مسابقة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للدورة التاسعة، والتي أقيمت في كانون الثاني الماضي بالجزائر.
وقالت الناقدة الدكتورة رزان إبراهيم في قرآءتها النقدية المميزة والتي حملت عنوان "الإنسان بطلا للعجز والهوان"، وقدمت فيها إضاءة على النص الفائز، انه "كما في ( أرض اليباب) لإليوت، وكذلك في ( نهاية اللعبة) لصموئيل بيكيت الذي تحولت إليه سوداوية سوفوكليس، وكما في رواية هزاع نفسه "تراب الغريب" ،يحضر الموت سلطة مطلقة على العباد تفرض نفسها عليهم، فلا قدرة ولا إرادة ولا حيلة تنقذ الإنسان من انقراض في الزمن يأخذه إلى عطب حتمي".
وبينت في الامسية التي حضرها عدد كبير من المثقفين والمبدعين انه من هذا المنطلق يأتي الديالوغ وكذلك المونولوج في النص المسرحي "زمن اليباب" منذ البداية بهذيانات مخيفة تنتهي بحالة استسلام قاهرة تعبر عن نهاية الإنسان بعد سفرة الحياة، أو بعد تحولات فاجعة تقوده نحو نهاية لا راد لها؛ لذلك ترددت عبارة " الموت لا يموت"، بإحالات إلى وجود مقفل لا يمكن تعديله، فما إن يمس الوباء شخصيات المسرحية حتى تتعطل ولا يعود هنالك ما يمكن أن ينقذها من زوالها وانطفائها، مشيرة إلى موضوعة موت الأحياء في النص، حيث الأفكار تأتي تباعاً حول موت يتعلق بالأحياء أنفسهم.
ولفتت الدكتورة إبراهيم إلى حضور الفضاء المكاني والزماني في النص بخصوصية تفاصيله معبرا عن مكنونات الشخصيات فيها، مشيرة إلى ان الغرفة الرمادية اللون حيث تدور أحداث النص بدت كأنها تمثل العالم، أو تعبر عن وجود مصغر، أما الشخصيات فهم أبناء الحياة الذين يرمزون للإنسانية بمراحلها المختلفة، ولغة النص التي إندمجت مع عناصر السينوغرافيا من ديكور وملابس وحركة وحضور لصوت الريح، بما يضمن مخاطبة لا وعي القاريء والمتلقي خلافاً للغة ما فتئت تخاطب وعيه.
ومن جهته عبر البراري عن عميق شكره على هذه اللفتة بتكريمه من قبل الرابطة وتحدث عن تجربته في كتابة هذا النوع من الأدب في فن النص المسرحي المستوحى من أحداثيات ومجريات الحياة التي عايشها عموم البشر في كل اماكن وبقاع الدنيا وشواهدها وآثارها التي بقيت شاهدة على هذه الإشكالية فلا يبقى الا قبورا كالأهرامات الفرعونية والتي تفنن صانعوها من الأحياء لمقرهم بعد الفناء إذ لم يبقى منازل او عمار او اية حياة أخرى إلا مسكنهم الأخير.
ولفت إلى فكرة تفاؤله بعكس ما قد يتبادر إلى الإذهان من عقدة كتاباته السوداوية.
وكان رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الناقد الدكتور زياد ابو لبن قال في كلمة له انه بالرغم من أن فن المسرح ظهر في أوروبا وانتقل للعرب في وقت متأخر، إلا ان المسرح العربي الحديث الذي بدأ في نهضة حديثة، وأدهش الكثيرين، وبشّر بمستقبل للمسرح مكانة كبرى فيه، نجد أن تدهور مكانة الفن المسرحي بالقياس إلى الشعر أولا والقصة والرواية ثانيا، لعل هذا الفن أن ينهض من جديد على أيدي كتاب مخلصين أوفياء لفن المسرح.
واضاف إن تكريم الرابطة لعلم من كتاب المسرح في الأردن وهو الروائي هزاع البراري يأتي في إطار تكريم المبدعين من الكتاب والمفكرين الأردنيين، الذين أسهموا إسهاما حقيقيا في الحركة الثقافية أردنيا وعربيا، لاسيما وانه انجز عددا من المسرحيات والروايات، حققت له مكانة مرموقة بين الكتاب العرب أصحاب الشهرة الواسعة.
وقال مقرر لجنة المسرح والدراما الناقد المسرحي الزميل مجدي التل في تقديمه للندوة التكريمية "اننا في رابطة الكتاب الاردنيين ولجنة المسرح والدراما إذ نكرم ونحتفي بالاديب هزاع البراري في زمن اليباب الذي يحيط بنا فاننا نحتفي بالابداع كما نحتفي بالحياة أيضا".
كما قدم كل من الاديب مفلح العدوان والشاعر والناقد الدكتور راشد عيسى والشاعر محمد سلام جميعان والاعلامي والمعد اسعد خليفة إضاءات على تجربة الاديب هزاع البراري لافتين إلى هاجسه الدائم بالتعاطي مع ثيمة الموت في مختلف ابداعاته الادبية وما يحتمل نصه المسرحي الفائز "زمن اليباب" من قراءات متعددة تحفر في العمق الوجودي الانساني، مشيدين بتميزه الابداعي.
وفي ختام الندوة سلم الدكتور ابو لبن درعا تكريما للإنجازات التي قدمها البراري في مجال المسرح وحيازة نصه المسرحي "زمن اليباب" على جائزة الهيئة العربية للمسرح.
--(بترا)