فطين البداد في اطروحة دكتوراة عن العلاقات الأردنية - الفلسطينية

تم نشره الإثنين 20 أيلول / سبتمبر 2010 12:18 مساءً
فطين البداد في اطروحة دكتوراة عن العلاقات الأردنية - الفلسطينية

المدينة نيوز – سلطان الحطاب - : العنوان هو عنوان أطروحة للدكتوراة أعدها الباحث فطين البداد لينال عليها الدرجة بإشراف البروفيسور رونالد جرونوالد في الولايات المتحدة الأميريكية..وقد تم تقديم هذه الأطروحة في كتاب على طبعتين عربية وإنجليزية. وقد قرأت مقدمة الطبعة العربية التي وضعها الدكتور عبد السلام المجالي خاصة وأن للمجالي أفكاراً معروفة طرحها منذ بداية السبعينات وتحديداً في أعوام 1972، 1973 حول العلاقة الأردنية-الفلسطينية وأشكالها وحول الصيغ السياسية التي يمكن أن تناسب هذه العلاقة ومستوياتها في الفيدرالية والكونفدرالية قبل فك الإرتباط وقد قدم أيضاً أفكاراً بعد فك الإرتباط وبما يصلح ان يجري الحديث فيه بعد أن تكون الدولة الفلسطينية_وقد قامت ولو ليوم واحد عندها لا بد أن تكون السيناريوهات معروفة وواضحة وأيضاً موضوعة وجاهزة من خلال الحوار وانعقاد الرأي بالإجماع أو التوافق..

لم يكن عنوان الأطروحة قد عكس بالضبط مضمونها فقد جاء فضفاضاً والحقيقة أن صاحبها كان يبحث عن شكل العلاقة المستقبلية لهذه العلاقة وهذا ما دفعه أن يطلب من الدكتور المجالي ان يكتب لها المقدمة والتي جاء فيها: أنه بين حين وآخر تطالعنا قرارات ورؤى وآراء حول شكل هذه الدولة الفلسطينية وما ستكون عليه عندما تتأسس وما هي طبيعة علاقاتها مع جيرانها..ومن واجب المجتمع العربي وقياداته السياسية والإجتماعية والإقتصادية ان تعير هذا الموضوع اهتماما خاصاً، وأن ترسم سيناريوهات مختلفة لعلاقة الدولة الفلسطينية مع جيرانها»..

ويرى الدكتور المجالي أن جهود الدكتور فطين البداد في اطروحته الجديدة المنشورة في (آب 2010) تقع في هذا الإطار فهي كما وصفها جهد أكاديمي شامل ينظر بعمق إلى سيناريو الكونفدرالية والفيدراية المقترح بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين المستقلة القائمة على الأراضي الفلسطينية داخل حدود 4 حزيران عام 1967..

الكتاب الذي يزيد عن أربعمائة صفحة من القطع الكبير جرى تقديمه في فصول ثلاثة. الأول فلسطين جغرافيا وتاريخاً والثاني عن المملكة الأردنية الهاشمية حضارة وتاريخاً والثالث وهو محور البحث الأساس جاء تحت عنوان الإتحاد الكونفدرالي الأردني_الفلسطيني إحياء لنموذج وحدة الضفتين للملك والمؤسس عبدالله بن الحسين وقد جاء في أربعة مباحث الأول عن مقومات الدولة وأنواع الدول والثاني عن مقومات الوحدة بين الدول والثالث عن تفاعل الأردنيين مع القضية الفلسطينية والرابع عن وحدة الضفتين كنموذج تاريخي يستحق الإحياء..

ولعل ما جرى تقديمه من مقارنة في الفرق ما بين الاتحاد الفيدرالي والاتحاد الكونفدرالي وهي فروق كبيرة وجوهرية ما يلقي الضوء عليها إذ أن التمييز بينهما يحدد الصيغة التي يمكن ان يجري التوافق عليها بين الدول أو الشعوب ويذكر الكتاب أربعة فروق جوهرية فيها أن الاتحاد الكونفدرالي ينشأ بمقتضى معاهدة دولية أو ميثاق تحالف في حين ينشأ الفيدرالي بموجب دستور تتفق عليه الوحدات المنضمة في الاتحاد..وفرق آخر انه بموجب المعاهدة الكونفدرالية تحتفظ دول الاتحاد الكونفدرالي بإستقلالها وكافة مميزات شخصيتها الدولية(جنسية، حكومة، علم، نشيد، جيش، قانون..الخ) وتمارس كافة مظاهر السيادة الخارجية، أما وحدات الاتحاد الفدرالي فتفتقد بموجب الدستور الفدرالي شخصيتها الدولية..وفي الفرق الثالث أنه تشرف على الإتحاد الكونفدرالي وتمثله جمعية عامة تتألف من ممثلين عن الدول الأعضاء وقراراتها ليست ملزمة للدول الأعضاء وإنما تتوقف على موافقة هذه الدول عليها بينما تشرف على الإتحاد الفدرالي وتعبر عنه حكومة مركزية تتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية وتكون القرارات التي تتخذها في مجال اختصاصها ملزمة لجميع وحدات الإتحاد إلا إذا خالفت نصوص الدستور الفدرالي..وفي الفرق الرابع انه يجوز لدولة الاتحاد الكونفدرالي أن تنسحب من الاتحاد من جانبها اذا ارادت ذلك بينما لا تتمكن وحدة الاتحاد الفدرالي أن تنفصل، ويمكن استخدام القوة من قبل الحكومة الفيدرالية للقضاء على أية حركة انفصالية والعمل على ابقاء الوحدات التي تحاول الانفصال في اطار الاتحاد ..أما النقطة الخامسة والأخيرة من الفروق فهي انه في حال نشوء حرب بين دولتين أو أكثر من دول الإتحاد الكونفدرالي تعتبر حرباًَ دولية تخضع لقواعد القانون الدولي اما الحرب بين وحدات الاتحاد الفيدرالي فتعتبر حرباً أهلية ويكون أمر معالجتها والتصدي لها من اختصاص الحكومة الفيدرالية..

كتاب الدكتور فطين البداد جدير بالقراءة لما فيه من مراجعات تاريخية أيضاً.. ( الرأي ) .

 

alhattabsultan@gmail.com

سلطان الحطاب



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات