القلوب النظيفة تمرض ايضا

تم نشره الإثنين 20 أيلول / سبتمبر 2010 04:39 صباحاً
القلوب النظيفة تمرض ايضا
عطا الله الحنيطي

المدينة نيوز -  كنا نعتقد ان اصحاب القلوب الطيبه و النظيفه الخالية من الضغائن والاحقاد والفساد لا تمرض و تبقى الى نهاية الحياة صامدة لا يقربها المرض،الا ان ما المَ بقلب الاستاذ طاهر المصري مؤخرآ أكد لنا بان المرض لا يفرق بين قلب طيب نظيف واخر حاقد فاسد مليئ بكل ما هو سيئ .

انا اتحدث هنا من موقع يؤهلني لان احلل او اذكر وقائع عايشتها وكنت حاضرآ او شاهدآ عليها كوني عملت صحفيآ محررآ للشؤون البرلمانيه في وكالة الانباء الاردنيه (بترا) وكان معالي النائب طاهر المصري (انذاك) - والذي له من اسمه نصيب كبير فهو بحق طاهر السيرة والسريرة - عضوآ في مجلس النواب في برلمان 89 وتعرفت عليه حينها عن قرب انا وزملاء أعتز بزمالتهم حتى الان وهم علي ابو طبنجه ونايف المحيسن وفيصل الشبول وطارق المومني واحمد الحسبان وسامي الحوساني وفيما بعد فؤاد حسين ، اذ لم يكن انذاك انتشار واسع كما هو الحال الان للصحف والفضائيات وكنا نلتقي مع ابي نشأت ونستمع اليه ونتحاور معه حول مختلف القضايا المحليه والدوليه وكان يعامل كل واحد منا كأخ وصديق له وكنا في كثيرمن الاحيان نستأنس برأيه في بعض المسائل وكان يأسرنا بأخلاقه و محبته ودماثته وتواضعه الجم . لا اقول ذلك من باب النفاق او المجامله فجميع زملائي ومعارفي يعلمون مدى بغضي للنفاق والمنافقين ..... ولكن من حق الرجل ان يذكر في زمن قل فيه الوفاء ورد الجميل فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..... نعم كنا نلتقي مع ابي نشأت واستمرت العلاقه واللقاءات بعد ان اصبح رئيساً لمجلس النواب ورئيساً للحكومه ومن ثم عضوآ في مجلس النواب والاعيان ولم يتغير الرجل في اي من المواقع التي تسنمها بل على العكس ازداد تواضعآ .

ابو نشات اصبح رئيسآ لمجلس النواب عن طريق الديمقراطيه وبانتخاب حر وليس عن طريق شراء الذمم والرشوة والمحسوبيه فقد اختاره النواب جميعآ عن اقتناع ورضا وترك الرئاسه بمحض ارادته ومن موقع القوي ولم يحاول استقطاب فئه او جهة لتدبير امرٍ بليل بهدف المحافظة على الموقع مما زاد من حب وتقدير واحترام زملائه له. كما ضحى ابو نشات كذلك بمنصبه في رئاسه الحكومه وقدم استقالته ، واستقالت حكومته اثر ذلك من اجل ان لا يضحي بالديمقراطية أو ان يعكر صفو الديمقراطيه ان جاز التعبير،في حين ان البعض يمكن ان يضحي بكل المثل والمبادئ والقيم وبكل شيء من اجل ان يبقى في منصبه وان كان منصبه اقل من رئيس الحكومه . اعرف مواقف كثيرة وكبيرة له لا مجال لذكرها لكنني اود ان استذكر واحدة منها على سبيل المثال وهي ان طاهر المصري زار قبل عامين تقريبا عشائر الحنيطين في ابوعلندا فوجد ترحيبا واحتراما وتقديرا من الجموع الغفيرة التي استقبلته ورحبت به ايما ترحيب ولم يكن حينها لا رئيسا ولا وزيرا ، في حين ان احد المسؤولين الكبار (اكبر من وزير) وكان على راس عمله قد زار ابوعلندا في نفس الفترة ربما بفارق اسبوع فقط ولكنه لم يجد الترحيب والاحترام والمحبة التي لقيها ابو نشأت ... فهل هذا الامر جاء من فراغ ... لا اعتقد .

الم يسأل المسؤولون انفسهم لماذا يصر الاردنيون على حب عدد قليل من المسؤولين الاردنيين ويبقون في ذاكرة الاردنين ازمانا طويلة في حين ان هناك المئات ان لم يكن الالاف من المسؤولين الذين لا يحظون باحترام وتقدير الاردنيين حتى وهم على راس عملهم . اقول لكل هؤلاء اقتدوا بطاهر المصري فهو لم يكن يوزع الحلوى على الناس كي يجمعوا على اختلاف مشاربهم على حبه وتقديره واحترامه لكنه كان يوزع على الجميع المحبة والاحترام وحب الوطن والاخلاص له والتفاني في خدمته ولم يسجل عليه يوما انه انساق الى اهوائه او مصلحته الشخصية ولم يجمع ثروة طائلة على حساب الام واهات الجياع والفقراء . فالشعب الاردني ذكي ومثقف يفرق بين الفاسد والنظيف ، الفاجر والفاضل ، الحاقد والمتسامح ، الصادق والكاذب والمخادع ، المنتمي الوطني والراكض وراء اطماعه وملذاته ولو على حساب الوطن ، مثلما يفرق بين العامل بصمت وانتماء وبين المراوغ والمتكاسل الذي جل همه واهتمامه حياكة المؤامرات . اخيرا وباختصارالاردنيون يعرفون الرجال ولديهم فراسة ليست متوفرة في الشعوب الاخرى فهم لا يفرقون بين ابناء جبل النار وبين ابناء البلقاء وابناء الجنوب او الشمال الا بقدر ما يقدم هذا الابن للوطن فالذي يقف مع الوطن واهله يحضى بحبهم وتقديرهم .

نتمنى من الله جلت قدرته ان يكلأ دولة الاستاذ طاهر المصري بعين رعايته وان يبقى قلبه نابضا وخافقا بحب الاردن وأهله انه سميع مجيب الدعاء .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات