الأمن مقابل الدعاء
هل من الصدفة أن أشهد خلال سبعة أيام قضيتها كإجازة في الأردن خمسة مشاجرات في أماكن مختلفه أثناء تنقلي أغلبها مشاجرات جماعية استخدمت فيها الحجارة والعصي والأدوات الحادة وإحداها كادت أن تتطور لاستخدام الرصاص لولا تدخل البعض ! , ولكي لا يتهمني البعض بالمبالغة سأذكر مكان كُل مشاجرة شهدتها , كانت الأولى في الزرقاء في حي الزواهرة بالقرب من دوار الدلة القديم وكانت أقرب لمعركة من كونها مشاجرة حيث كانت الحجارة والعصي تتطاير في الهواء فوق رؤوس المارّة وفوق سياراتهم وكانت بين أكثر من خمسين شخصا ًوكان أحد الأشخاص يشهر مسدسا ًويركض خلف آخر لولا تدخل البعض لربما أرداه قتيلاً , والأخرى كانت في صويلح بين مجموعة من الشباب واستخدم فيها العصي والأدوات الحادة وكان بعض أفراد المرور شاهدين عليها , وأخرى في موقف باصات وادي السير بين " كنترولية الباصات " وتم استخدام آلات حادة وحجارة وتم فض الشجار من قبل المارة , وأخرى في ذات اليوم في حي معصوم حيث تلقى أحد الشباب ضربةً بـ/موس في وجهه من شاب آخر قبل أن يلوذ الأخير بالفرار , والأخيرة كانت في الرصيفة بحي القادسية بين مجموعة من الشبان استخدم فيها الأدوات الحادة , فتخيلوا أن يكون هذا الحال في إجازة العيد ! فكيف به ِ يجب أن يكون في باقي أيام السنة ؟ , إنعدام الأمن للمواطنين أمر مؤذي جدا ً, فحين يكون حمل السكين أو الموس وحتى الأسلحة الناريه أمرا ً هينا ً بل واستخدامه لترويع الآمنين وايذاء المواطنين يجب أن تكون هناك وقفة حازمة من أصحاب الإختصاص للحد من هذه ِ الظاهرة , أنا لا ألوم الأمن أبدا ً فهم يقومون بما تمليه عليهم القوانين , ولكن حين تكون القوانين ذاتها غير رادعه فهنا تكمن المصيبة , فالعقاب دائما ً ما يكون غير رادعا ًلمن يزعزعون أمن المواطن , وقد أصبح مألوفا ً جدا ً أن ترى الكثير من شبابنا يحمل " ضربة موس " في وجهه قد تجعل منه ُ هذه ِ الضربة التي قد يكون تلقاها من أزعر دون وجه حق عاطلا ً عن العمل ومنبوذاً من الناس فلا أحد يزوجهُ أو يمنحه ُ فرصةً للعمل أو يتعامل معه , وهذا بلا شك سيحولهُ إما إلى سارق أو مجرم , بل تطورت الأحداث لدرجة التعدي على النساء والشيوخ , فقبل شهرين تقريبا ً تلقت سيدة في السبعين من عمرها ضربتين من أحد الزعران الذي وقع بينه ُوبين حفيدها شجار في وقت سابق بعد أن طرق الباب وفتحت له ُ فإذا بهِ يفاجئها بضربتين في وجهها وثم لاذَ بالفرار , فأين العقاب الرادع لمثل هؤلاء الذين يشوهون صورة الوطن الغالي ويسيئون لسمعتهُ , حين يكون العقاب لا يتعدى الحبس لشهر أو لأسابيع يكون فيها المجرم معززا مكرماً ( آكل شارب نايم مدخن ...الخ ) ثم يخرج ليشوه شخص آخر يضيع مستقبله بضربة موس فأين العدل وأين الأمان في الوطن وكثير من المناطق يخشى المواطن المشي فيها نهارا ً فكيف به ِ إذا جنَّ الليل ؟
من يمنحنا الأمن ونمنحه ُ الدعاء