قمة عمان فرصة لوحدة الأمة
يجمع المراقبون على أن استضافة الأردن للقمة العربية الثامنة والعشرين يعتبر بحد ذاته نجاحا للعمل العربي المشترك لا سيما وأن الأردن يحظى باحترام وتقدير جميع دول العالم وهو القادر أيضا على افهام المجتمع الدولي بكل قضايا الأمة العربية ، فمن المؤتمل أن تؤسس هذه القمة لمرحلة قادمة تبنى على توحيد جهود العرب لتغيير الصورة القاتمة التي ترسخت لدى المجتمع الغربي بفعل الأعمال الارهابية التي تنفذها الجماعات الظلامية في البلدان العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة باسم العرب والاسلام ، ومن هنا ينبغي أن يشخص القادة العرب بالاجماع مكامن الخلل بالتصدي للارهاب والتطرف والصراع الطائفي الذي يتهددهم وذلك بالوقوف معا في جبهة عربية موحدة ، عملا بما جاء في الحديث الشريف ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
كما يعرف الأشقاء أن قمة عمان تأتي في وقت تجني فيه الأمة العربية نتائج ما عرف بالربيع العربي وقد آن الأوان لالتقاط انفاسها بعد ست سنوات من الفوضى والدمار وتصدع في العلاقات العربية العربية ، ويثبت الأردن على الدوام وفاءه للأمة العربية والأشقاء جميعا الذين يأملون من قمة عمان التوصل لحل مجمل مشاكلهم امتثالا لقوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، حيث يسجل الزعماء العرب لجلالة الملك عبدالله الثاني إنجازه لرؤيته بضرورة إجتماعهم لتتلاقى القلوب وتتصافى النفوس من أجل حاضر ومستقبل شعوبهم وبلدانهم ، ولهذا أصرّ جلالته على إستضافة القمة في عمان أملاً في رأب الصدع ووضع نهاية لآلام المشردين وسفك الدماء وتضميد الجراح ونسيان الماضي الأليم وإنقاذ عالمنا العربي من القادم الأخطر ، وليعلم القادة أن أي نجاح تسجله قمة عمان هو من صنعهم وتوافقهم واجماعهم اذ هم أصحاب القرار الأول والأخير بتحقيق وحدة الأمة ورفع شأنها وتقدمها .
وتعرب الشعوب العربية عن أملها بنجاح قمة عمان لما يتميز به الأردن من موقف عروبي صادق من خلال صلاته وعلاقاته ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأشقاء بطريقة جعلت منه قاسما مشتركا ومقبولا عند الجميع .
ان الامال والتطلعات التي تعقدها الشعوب العربية على هذه القمة كبيرة جدا ، لكن أهمها تنقية الأجواء العربية عبر تحقيق توافقات في الرؤى حيال الأزمات التي تشهدها بعض الأقطار العربية ، بما يضمن التعاطي مع هذه الازمات في اطار البيت العربي الداخلي .
إن الشارع العربي ينظر اليوم الى هذه القمة والأمل يحدوه بأن تتوصل الى تعاون عربي مشترك في كل المجالات بعد أن عانت الدول العربية لسنوات طويلة من الفرقة والاقتتال وكثرة النزاعات وهدر الأرواح والطاقات ، وبناء على ما تواجهه المنطقة العربية من أخطار مصيرية تهددها فان فرصة العرب في مؤتمر عمان تبقى هي الأخيرة التي تحفظ لهم كرامتهم وعزتهم وتصون حاضرهم ومستقبلهم ، فيد الله مع الجماعة بالحفظ والصون ، وسيكون الأردن بعون الله وبفضل قيادته العربية الهاشمية المخلصة الأحرص على انجاح القمة ووحدة وتضامن الأمة والخروج بنتائج ترقى الى مستوى الطموح العربي ان شاء الله .