تحريض إسرائيلي على الأسرى المحررين
المدينة نيوز :- قال كاتب بصحيفة إسرائيل اليوم المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل عقب إبرامها صفقة التبادل السابقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2011 يتضح مع مرور الوقت، بعد عودة معظم الأسرى المحررين لطريق قتال إسرائيل.
وأشار نداف شرغاي إلى عملية اغتيال أحد أخطر الأسرى المحررين مازن فقها الأسبوع الماضي في غزة حيث كان يخطط لتنفيذ عمليات دامية خلال احتفال اليهود بعيد الفصح قريبا، وأنه ما يزال رفيقه عبد الرحمن غنيمات -الذي أطلق سراحه في صفقة جلعاد شاليط- حيا.
وذكر أن جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) كشف عشرات الخلايا المسلحة بـ الضفة الغربية التي سعى الاثنان (فقها وغنيمات) إلى إنشائها ودعمها وتمويلها، وهما يعملان بتنسيق كامل مع صالح العاروري الأسير الذي أطلق سراحه بصفقة مع إسرائيل شرط إبعاده خارج الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الكاتب أن معظم العمليات التي خطط لها الأسرى المحررون تركزت في تنفيذ اختطاف لجندي إسرائيلي على غرار شاليط بهدف تحرير الأسرى الذين تبقوا خلفهم بالسجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن المعلومات الأمنية الإسرائيلية تفيد بأنه منذ اللحظة التي خرج فيها هؤلاء الأسرى لم يتوانوا لحظة واحدة عن العودة لطريق العمليات المسلحة.
وقال أيضا إنهم يحاولون تجديد الإنجاز الكبير الذي حققته حماس بصفقة عام 2011 بإطلاق سراح 1027 أسيرا كانوا مسؤولين عن مقتل 569 إسرائيليا في عمليات مختلفة.
أسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال (الجزيرة)
صفقات تنعش حماس
وزعم أن مؤيدي ومعارضي صفقة شاليط من بين الإسرائيليين مقتنعون بأن إطلاق الأسرى لم ينعش آمال الفلسطينيين بتنفيذ مزيد من الهجمات المسلحة فقط، وإنما أنعش من جديد قيادة حماس المنتخبة التي يظهر فيها عدد ممن قضوا سنوات طويلة بالسجون الإسرائيلية وعلى رأسهم يحيى السنوار وروحي مشتهى. ويعتقدون أن عليهم واجبا بضرورة الإفراج عمن تبقى من رفاقهم في السجون.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن الدعوات المتزايدة لقادة حماس ببذل المزيد من الجهود لاختطاف جنود ليست غائبة عن أنظار ومسامع أجهزة الأمن الإسرائيلية، لأن العديد من المحررين بصفقة شاليط ساهموا وخططوا لتنفيذ عمليات اختطاف مشابهة، منهم الأسير المحرر عمر أبو سنينة.
ويعتقد أن صفقة شاليط أضرت بالأمن الإسرائيلي، وضخت دماء جديدة في القيادة العسكرية لحماس، وزادت الأرضية والحوافز للعمليات والاختطافات، ووفرت المزيد من التأييد في الشارع الفلسطيني، وتحويل الأسرى المحررين لأبطال يجب تقليدهم.
ويؤيد رئيس "معهد السياسات ضد الإرهاب بالمركز متعدد المجالات" في هرتزيليا "بوعاز غانور" رأي شرغاي، ويعتبر أن سياسة تحرير الأسرى الفلسطينيين بصفقات تبادل أو مبادرات سياسية أدت لحصول أخطاء كبيرة.
وأشار لما صرح به رئيس الشاباك السابق يورام كوهين من أن 60% من الأسرى المحررين بصفقة شاليط عادوا للعمل المسلح ضد إسرائيل، واعتقل مئة منهم حتى الآن.
وقال غانور إن التجربة الإسرائيلية في تحرير الأسرى الفلسطينيين مريرة وقاسية، حيث بلغ عددهم منذ صفقة عام 1985 قرابة 12 ألف أسير، قتلوا المئات من الإسرائيليي، وأصابوا أكثر من ثلاثة آلاف آخرين.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية