مجزرة حي الموصل القديمة تتكرر بحي رجم حديد
المدينة نيوز :- أفادت مصادر إن عشرات المدنيين في حي رجم حديد بالجانب الغربي من مدينة الموصل قتلوا نتيجة المعارك والقصف الجوي قبل أسبوع، بينما شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مباغتا على القوات العراقية بالحي، في ظل استمرار المعارك على مشارف جامع النوري الإستراتيجي.
وقال مراسل الجزيرة أمير فندي إن المجازر التي وقعت في حي الموصل الجديدة قبل نحو أسبوعين وقتل فيها ما لا يقل عن خمسمئة مدني بفعل المعارك والقصف الجوي لطيران التحالف الدولي، تكررت في حي رجم حديد.
ونقل المراسل عن مصادر أن القوات العراقية اكتشفت بعد دخولها الحي وجود عدد من المنازل قد تهدمت على رؤوس ساكنيها بفعل القصف، وأن السلطات العسكرية التي سيطرت على الحي تحاول التستر على الأمر ومنع أي طرف من الدخول إليه.
وقالت مصادر من داخل الجانب الغربي للموصل إن عدد القتلى أربعون على الأقل، لكن مسؤولين محليين بمجلس قضاء الموصل طلبوا عدم ذكر أسمائهم قالوا إن العدد يزيد على المئة وإن أغلبهم مازال تحت الأنقاض.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تستمر فيه عملية انتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل المدمرة في حي الموصل الجديدة بفعل ضربات جوية قبل نحو أسبوعين، حيث قال سكان محليون إن عدد الضحايا في ذلك الحي وصل إلى نحو سبعمئة قتيل وإن عملية انتشال الجثث لم تتوقف حتى الآن.
هجوم مباغت
وفي الأثناء، قالت مصادر عسكرية إن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجوما مباغتا فجر اليوم على القوات العراقية المنتشرة في حي رجم الحديد بعد نحو أسبوع من استعادتها له.
وأضافت المصادر ذاتها أن التنظيم شن الهجوم انطلاقا من منطقة الجزيرة التي كان مسلحو العشائر يسيطرون عليها لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام هجوم تنظيم الدولة بسبب ضعف تسليحهم.
وتتواصل المعارك بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة بالقرب من مشارف جامع النوري الذي ظهر فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في صيف 2014، وتحدث شهود عيان عن قصف مدفعي وصاروخي وجوي أدى إلى تدمير المنازل على رؤوس سكانها في عدد من أحياء الموصل.
من جانب آخر، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن 43 قتيلا و35 جريحا سقطوا في قصف جوي ومدفعي على أحياء الجانب الغربي من الموصل.
مطالب بتعديل الخطط
وفي إطار الانتقادات لعملية استعادة الموصل وما يسقط جراء المعارك من ضحايا مدنيين، دعا عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى النائب زاهد الخاتوني القيادات العسكرية العراقية إلى تعديل خططها القتالية في المدينة وبالشكل الذي يؤدي إلى تقليل الخسائر بين صفوف المدنيين.
وطالب الخاتوني في بيان هذه القوات والتحالف الدولي بـ "عدم الاعتماد على القصف الجوي لضرب أهداف غير دقيقة يذهب ضحيتها مئات المدنيين مقابل أعداد قليلة من مقاتلي التنظيم".
وأضاف الخاتوني أن المعارك بالجانب الغربي للموصل "يجب أن تحسم بحرب شوارع بسبب ضيق ممرات الأزقة"، مؤكدا ضرورة تقليل الخسائر بين المدنيين لما تبقى من المناطق التي لم تتمكن القوات العراقية من استعادتها حتى الآن.
بدوره، اعتبر رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي جمال الضاري أن عملية استعادة مدينة الموصل تمثل عملية إبادة جماعية.
وتتهم السيدة أم أحمد -إحدى ضحايا القصف في الموصل- التحالف الدولي والقوات العراقية بتعمد قصف المدنيين في أحياء غربي الموصل، وقالت للجزيرة إنها فقدت جميع أفراد عائلتها البالغ عددهم 26 في هذا القصف.