صحف بريطانية: الأسد زعيم لجيش منهَك ونهاية الحرب بعيدة
المدينة نيوز :- تصدرت أخبار الضربة الصاروخية الأمريكية غير المسبوقة على سوريا، تغطية الصحف البريطانية، الصادرة السبت، لتتناولها بالمانشيت العريض، وترصد تحليلاتها.
فمن صحيفة "الغارديان"، التي رأت أنه "من غير المرجح نجاة بشار الأسد من الحرب في سوريا"، إلى "التايمز"، التي وصفت الضربة الصاروخية بمثابة "تنبيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، وأنها "حجّمت روسيا"، وحتى "الديلي تلغراف" التي عدّت الضربة "استعراضاً للقوة".
وجاء قصف أمريكا قاعدة الشعيرات الجوية (وسط سوريا) بـ59 صاروخاً، الجمعة، رداً على الهجوم الذي شنته قوات الأسد بالأسلحة الكيماوية، 4 أبريل/نيسان، على خان شيخون (شمالي سوريا)، والذي أسفر عن مقتل وجرح 500 مدني، بينهم الكثير من النساء والأطفال.
ونشرت "الغارديان"، تقريراً تقول فيه: "إنه يبدو أن شهر أبريل/نيسان بدأ بداية جيدة للرئيس السوري بشار الأسد، مع مرور ستة أعوام على اندلاع الحرب الأهلية التي بدا أنه من غير المرجح أن ينجو منها"، بحسب ما نقلت "بي بي سي".
وتضيف: "الحرب لا تزال مشتعلة، ولكن قوات الأسد والمليشيات الموالية له والمليشيات الأجنبية التي تدعمه لها اليد العليا، وبدا أن البيت الأبيض استبعد أي محاولة لتغيير النظام".
ولكنها تستدرك قائلة: "إن القوات السورية قصفت الثلاثاء خان شيخون في إدلب، متسببة في قتل العشرات بغاز السارين. وبعد ذلك بيومين، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توجيه ضربة صاروخية إلى القاعدة الجوية التي قال إن الأسلحة الكيماوية مخزنة فيها".
زعيم لجيش منهَك
وقال بيتر فورد، وهو سفير بريطاني سابق لدى سوريا، للصحيفة: "الأسد ليس مجنوناً، وعندما لوح ترامب بغصن الزيتون صوبه، أصبح استخدام الأسلحة الكيماوية أمراً غير مرغوب فيه".
ولكن تقرير غراهام-هاريسون في الغارديان يقول: إن "مكاسب الأسد منذ عام 2015 جاءت بطيئة ومكلفة، وعلى الرغم من فوزه في معارك مهمة، فإن نهاية الحرب ما زالت بعيدة".
وقال جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إن استخدام السلاح الكيماوي يبدو خياراً جذاباً لزعيم تنفد خياراته العسكرية.
وأضاف: "أعتقد أن الأسد يريد النصر، لكنه يملك جيشاً منهَكاً. استخدام القنبلة النووية في هيروشيما وناغازاكي ساعد الولايات المتحدة على حسم الحرب العالمية الثانية، رغم أنه لم تكن لأي من المدينتين قيمة عسكرية. فهل كان الأمر لإحداث الصدمة والفزع؟".
وتضيف غراهام-هاريسون أن استخدام غاز السارين رفع مستوى الوحشية، ولكن الأسد شعر بالثقة بعد أن قال البيت الأبيض إن حكمه "واقع سياسي علينا قبوله. وربما جعله هذا يعتقد أن فرص اتخاذ إجراءات ضده ضئيلة للغاية".
ضربات توماهوك
وفي افتتاحية صحيفة التايمز، بعنوان "توماهوك في الفجر"، تقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتحرك ذكي في الشرق الأوسط.
وتضيف أنه من الواضح أن الضربة العسكرية على قاعدة سورية كانت تهدف إلى معاقبة الأسد بعد استخدامه غاز الأعصاب (السارين) ضد المدنيين ولردعه عن شن المزيد من الهجمات الكيماوية.
وتتابع أن ترامب ترك الخيارات مفتوحة لما قد يحدث بعد ذلك؛ إذ لم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب كلما شن الأسد هجوماً على المدنيين، أو إذا كانت تعتزم التصعيد في حين يرسم ترامب سياسته في الشرق الأوسط للأعوام المقبلة.
وتقول الصحيفة إن الضربة الصاروخية كانت أيضاً بمثابة تنبيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قدم نفسه على أنه شريك رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم ما يدعى "الدولة"، ويبدو أنه اعتقد أن ذلك يعطيه موقعاً متميزاً أمام الولايات المتحدة.
وأدى الهجوم الصاروخي إلى تحجيم روسيا، التي ما عادت القوة الوحيدة المتحكمة في المجال الجوي السوري.
زعامة صارمة
وعنونت صحيفة الديلي تلغراف افتتاحيتها بـ"العالم في حاجة لزعامة صارمة". وتقول الصحيفة إن صورايخ توماهوك الأمريكية ضد قاعدة جوية سورية أطلقت القوة الكاملة لقوة عظيمة ضد "دولة مارقة".
وتقول الصحيفة إن الضربة الجوية كانت استخداماً مناسباً للقوة دفاعاً عن مبدأ إنساني. وأضافت أن الأسبوع الماضي أظهر تغيراً في السياسة الخارجية الأمريكية، وستتضح تبعات ذلك في العالم بأسره.
وتابعت الصحيفة أن ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكية، أكد أن السياسة الأمريكية العامة لم تتغير. ويمكن عبر ذلك أن نستنتج أن الأسد لديه الضوء الأخضر للنصر في الحرب بسوريا، طالما قام بذلك بأساليب يقبلها الغرب أخلاقياً.
وترى الصحيفة أن الضربة الصاروخية لم تكن إجراءً حربياً؛ بل استعراضاً للقوة.