تربية الأبناء في ظل خلافات الوالدين
![تربية الأبناء في ظل خلافات الوالدين تربية الأبناء في ظل خلافات الوالدين](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/56970.jpg)
التربية التي اصبحت تقليدا أعمى في حياتنا تعود بالأساس الى العلاقات القائمة بين الوالدين ، وهذه العلاقات قد تؤدي بالأبناء الى حياة كلها جحيم وعذاب وألم حقيقي، تلك التربية التي يتلقاها ألأبناء على يدي والديهم .
فالإتفاق في الحياة اليومية بين الوالدين ورعايتهما السليمة للأبناء والبنات ستؤدي حتما الى تشنيل أسرة متماسكة وحياة هانئة هادئة لاينغص صفوها اي مؤثرات خارجية ، وستبقى هذه الأسر يحقق افرادها النجاحات المتواصلة في سعيهم للتدور والإرتقاء بأعمالهم وتجدهم اكثر الناس في مجتمعهم يسعون لفعل الخير والصلاح إلتزاما منهم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، وتندرج ذلك على أصحاب الديانات السماوية الأخرى وترتد إيجابيات هذه التربية السليمة الى ابنء الأبناء وبناتهم .
مثل هذه التربية السليمة التي يسعى من يتعاملون بها عن علم ومعرفة لدفع أبنائهم وبناتهم الى تحمل المسؤولية إتجاه انفسهم أولا وإتجاه من حولهم ثانيا وإتجاه أبنائهم وبناتهم لاحقا وفي البداية وقبل كل شيء تريحهم وتشعرهم بالرضا على ما حققوه لأبنائهم وبناتهم ولمن حولهم من الذين ساروا على نهجهم التربوي السليم ، وفي المقابل هنالك الكثير من الأباء والأمهات من يتضاربون في قضية تربية الأبناء والبنات مما يؤدي الى ارتكاب اخطاء تنعكس سلبا على فربية الأبناء والبنات معا والأمثال على ذلك كثيرة جدا منها على سبيل المثال لا الحصر ان الرجل يعتمد إعتمادا كاملا على الزوجة في تربية الأولاد ويشعر ان تدخله في تربية أبنائه قد يؤدي الى الإزدواجية في مفهوم التربية وأنه قد يؤثر سلبا على ما تقوم به الزوجة من اساليب التربية التي تتبعها في تنشأة الأبناء والبنات دون ان يسعى للإطلاع على ايجابيات او سلبيات هذه الأساليب التربوية التي تمارسها الزوجة ومدى صلاحيتها للتربية السليمة ، وهنا تظهر سلبية هذا النوع من الأباء الذين يعتقدون ان تربية أبنائهم وبناتهم تسير على خير ما يرام ولكنهم يكتشفون وبعد فوات الأوان ان غيابهم اللامبرر عن لعب دورهم القيادي في تربية الأبناء قد الحق ضررا كبيرا يصعب تلافيه او تصحيحه وغالبا ما يكون هذا الإكتشاف بعد فوات الأوان ومثل هذه التربية التي لاتحقق النجاح المطلوب وكثيرا ما نسمع من يقولون في حال وقع الأولاد او البنات في الأخطاء الجسيمة او في المحظور من الأفعال التي لايرضى عنها المجتمع "تربية نساء " ، وفي كثير من الأحيان يشترك الوالدين بتربية الأبناء ولكن ضمن أهواء كت منهما الشخصية ، وما يراه الأب صالحا لتلربية اولاده وبناته تجده الأم لايصلح من وجهة نظرها فتعترض عليه وتدال الزوج بالكف عن تربية الأبناء او البنات بهذا الأسلوب المتشدد أو المتراخي أو الوسط في التعامل مع افراد أسرته ، وفي حال إصرار الأب على تنفيذ اسلوبه بالتربية التي تعترض عليها الأم ينفرط عقد التفاهم بين الوالدين بشأن تربية الأبناء والبنات فيقع الجميع منهم في حيرة من امرهم هل يتبعون الأب سواء كان متشددا في أسلوبه التربوي أو سهلا وغير حاسم في بعض الأمور التربوية ام يتبعون الأم ويخالفون الأب فيفقدون ثقة الأب وقد يدفعونه للتخلي ان دوره في تربيتهم تاركا الحبل على غاربه للأم غير عابيء بالنتائج التي يصل اليها الأبناء والبنات محملا المسؤولية للأم في نجاح او فشل التربية وللوقوف على بعض اساليب التربية المتبعة في مجتمعنا سأورد بعض هذه التجارب كما تحدث به اصحابها في اكثر من مناسبة .
تقول صبية في العشرين من عمرها تقدمت لإمتحان الثانوية العامة مرتين ولكنها لم تحقق النجاح :
أمي كانت أحيانا تعترض، أو تحتج، وفي الغالب تتشبث في رأيها تنظر من بعيد وكأن الأمر لا يعني احد سواها وعندما يحاول والدي حثي على الدراسة واستثمار وقتي بما يفيدني بدراستي أو يقدم النصيحة لأواحد من إخواني او احدى اخواتي نجد امنا وقد تصدت له وباسلوب جاف قائلة له "أنت اترك الأولاد ولاتتدخل بدراستهم " ربما كانت تعتقد أن منهج أبي غير مشجع لنا بالدراسة وخاصة ان والدي يستمر بحثنا على الدراسة وعدم إضاعة الوقت بعيدا عن الدراسة وتجد فيه ضغطا علينا قد لايؤدي المطلوب منه وان وأن منهجها هو الأسلم كونه يترك لنا حرية الدراسة متى شئنا دون قثنا على ذلك واسلوب والدتي لم يؤتى أكله وخاصة بالنسبة لي وكانت النتيجة انني لم احققالنجاح بالرغم من تكرار التجربة اكثر من مرة ولا ادري ايّ الأسلوبين أتبع بعد هذه التجربة وليس باستطاعتي ان اقرر اي الأسلوبين اتبع بعد هذا الفشل لعامين تممالين ؟.
تتساءل الصبية إبنة العشرن ربيعا بقولها ترى اي من الوالدين اتبع نصائحه ورشاداته لأتمكن من تحقيق النجاح ليس في الدراسة فحسب بل وفي الحياة ؟
ونظرا لعدم الإختصاص بعلم وأسليب وأنماط التربية الناجحة نضع هذا الأمر بين يدي اصحاب العلم والمعرفة بالتربية وسلوكياتها وإرشادنا الى الطرق السليمة والناجعة في مساعدة ابنائنا وبناتنا عل إتباع الأسس السليمة فيالتربية والإعتماد على انفسهم في كثير من الحالات وخاصة ان مسارب الحياة في هذا الزمان اصبحت كثيرة التعركات وهيّ وعرة جدا ان لم تجد الدليل الصحيح لتسلك الطيق السليم .