تجنباً لـ «النكد».. كيف تتعامل مع مشاجرات زوجتك بسبب المال؟
المدينة نيوز:- المال هو السبب الأول للمشاجرات بين الأزواج، وهو من أكثر المشكلات التي يصعب إيجاد الحلول لها. الدراسات تؤكد أنه كلما ارتفع معدل المشاجرات حول المال ارتفعت نسبة الطلاق خصوصاً إن كانت المواجهات تتم أكثر من مرة أسبوعيًّا أو بشكل يومي.
لكن ولحسن الحظ هناك بعض المقاربات التي يمكنها أن تساعدك على التوقف عن المشاجرة حول المال مع زوجتك. إمكانية تطبيق بعضها ترتبط بحجم المدخول وبشخصية كل واحد منكما.
أي طرف أنت؟
في أي مشاجرة حول المال هناك طرفان: الشخص الذي ينفق والآخر الذي يدخر. وعليه فواحد منكما سيتم اعتباره عديم المسؤولية ويتعامل مع المال، وكأنه لا قيمة له، وبالتالي فهو أناني ينفق على نفسه من أجل سعادته الشخصية، أما الآخر الذي يفضل الادخار فسيتم اعتباره بخيلًا ويتعامل مع المال كما لو كان الأهم في الحياة.
المنفق يشعر بأنه محاصر، أما محب الادخار فيشعر بانعدام الأمان، وكل واحد لا يمكنه سوى رؤية عيوب «الشخصية المالية». الحل هو بالاعتراف بنقاط قوة كل واحد منكما؛ فالذي يحب الادخار يمكنه رصد الصفقات المثالية والمساومة للحصول على سعر أفضل، أما الذي ينفق فيمكنه ضمان إتمام الصفقات. الخلاصة هي تعلم اتخاذ القرارات باعتباركما ثنائيًّا لا أفرادًا، وقبل الشراء يجب الحديث وبصراحة عن الهدف والتوقعات والميزانية.
اكتشاف الدوافع
عوض كيل الاتهامات وتوجيه الكلام الجارح فليحاول كل منكما معرفة دوافع الآخر حول أسباب تعامله مع المال بهذه الطريقة أو تلك. معرفة لماذا يحب أحدكما الإنفاق بينما الآخر من النوع الذي يفضل الادخار ستسهل عليكما فهم الصورة العامة. العادات المالية هي حصيلة تجارب سابقة وعادات الأهل بالإضافة إلى الوضع الذي ترعرع فيه كل واحد منكما. عادةً نجد الذين ترعرعوا في بيئة فقيرة أكثر حرصًا على كل قرش يتم إنفاقه؛ وذلك لأن الشخص لا يريد العودة إلى تلك المرحلة. لو تم فهم الصورة حينها سيتم النظر إلى آلية التعامل مع المال بشكل مغاير.
من يجني المال ينفقه..
في حال كنت أنت الجهة الوحيدة التي تجني المال فعلى الأرجح تعتبر أنك المسؤول عن جميع القرارات المالية. تجاهُل رأي الطرف الآخر لا يؤسس سوى التوتر والنزاعات والخلل في ميزان القوى. استخدام المال من أجل فرض السيطرة عليها وعلى حياتكما الزوجية لا تأثير له سوى تدمير العلاقة. يجب السماح لها بالتعبير عن رأيها ومخاوفها حول المال، ووضع قيمة تقديرية لحجم إنفاق كل شخص منكما، ثم تحديد سقف جديد لها في حال كانت تتجاوز الحدود المعقولة. يجب الاتفاق على مناقشة كل عملية شراء كبيرة معها قبل القيام بها وعدم تهميش رأيها.
المشاجرات حول راتبها
عندما تكون المرأة عاملةً خصوصًا في مجتمعاتنا العربية فإن القرارات المالية تكون بيد الرجل لا بيدها. ولعل المشاجرات الشائعة تكون باعتبار أن راتبها نقطة في بحر ما يجنيه، وأن وظيفتها تكبدهما الخسائر أكبر مما تعود بالفائدة، بينما تعتبر هي أن تعبها طوال حياتها ذهب سدى، ورغم كل سنوات عملها لا تملك قرشًا خاصًّا بها. لحل هذه المشكلة ينصح الخبراء باعتماد المقاربة التالية، من ينتج أكثر يساهم في مصروف البيت بشكل أكبر. أي عليكما التعامل مع الراتبين بشكل منفصل، وتحديد من سيدفع الجزئية هذه ومن سيدفع تلك.
الخلاف الأكبر حول الإنفاق على أولادكما
المشكلات تبدأ مبكرًا جدًّا عند اختيار دور الحضانة، ثم المدرسة فالجامعة. الخلافات تطال أيضًا كل تفصيل يتعلق بهما، نوعية الملابس ونمط الحياة، وكل ما له علاقة بهما. هناك دائمًا في كل عائلة الطرف الذي يريد كل ما هو فاخر للأولاد، وهناك الطرف الذي لا يكترث لكل هذه الأمور. المشاجرة هنا لا تتعلق بالمال بقدر ما تتعلق بالقيم الأساسية وبقناعة كل طرف. لعل أحدكما عاش وفق هذه المبادئ ويظن أنها المقاربة المثالية لحياة ناجحة، بينما الآخر لم يحصل على كل هذا الترف وحقق النجاح، وبالتالي يعتبرها سخافات وقشورًا. تأمين تعليم جيد للأولاد أولوية، لكن اختيار المدارس أو الجامعات وفق إمكانية التبجح بها مقاربة خاطئة كليةً. يمكن اختيار تعليم مثالي للأولاد وفي مدرسة أو جامعة بأقساط مرتفعة، لكن حينها تجب التضحية بجوانب ستكون أكثر تواضعًا. أما في حال كنتما على الصفة نفسها فحينها المشكلات حول الإنفاق لا وجود لها هنا.
القروض والديون
القروض والديون تجعل المشاجرات حول المال أسوأ؛ لأن المنفق سيكون الملام دائمًا. الوضع سيصبح أسوأ بأشواط في حال كانت الأمور قد وصلت إلى مرحلة لم يعد بالإمكان تسديد الدفعات الشهرية في مواعيدها. ما يجب القيام به هنا هو التركيز حصريًّا على التخلص من القروض والديون. نعم ندرك أن قول ذلك أسهل بأشواط من تنفيذه، لكن ما يجب القيام به هو تحديد حجم الدين أو القرض المتوجب عليك تسديده، ثم وضع لائحة بالكمية التي يتم إنتاجها وتحديد المعدلات التي يتم إنفاقها. وبعد وضوح كل هذه الأرقام يمكن العمل على اتخاذ قرارات جذرية وجعل الهدف الأول تسديد القروض بأسرع فترة زمنية ممكنة.