هكذا تكلم هردبشت كتاب ساخر ليوسف غيشان

المدينة نيوز- صدر عن دار ورد الاردنية للنشر والتوزيع من سلسلة "ساخرون" / حكايات ساخرة مجموعة "هكذا تكلم هردبشت" للكاتب الساخر يوسف غيشان.
وتدل المجموعة التي صمم غلافها الفنان السوري علي فرزات، وتقع في 168 صفحة من القطع الصغير، من عنوانها "هكذا تكلم هردبشت"، على الحفر الذي "اقترفه" غيشان في المفردة الشعبية حيث يستهل مجموعته بنص ساخر يحمل عنوان المجموعة معرفا من خلاله من هو هردبشت قائلا، "هذا الاسم التائه بين العربية والفارسية والتركية بلا نظام، الذي يدل على لا شيء وعلى كل شيء في ذات الوقت".
وباسلوبية تجمع بين بساطة الكلمة والتهكم الضمني عاين غيشان موضوعات اجتماعية وسياسية متنوعة في البيئة المحلية وفي هموم وآمال الانسان البسيط في حراكه اليومي المعتاد دعابات آسرة تتكيء على المفردة الشعبية والاحداث اليومية التي يعيشها المواطن محملة بالعديد من الرؤى الانسانية والخلل والانحراف.
ومن خلال هذه الشخصية الافتراضية "هردبشت" والتي اعتبرها غيشان "خليط عجيب" و"مكافيء غير موضوعي للانسان الاعلى/السوبرمان" الذي عبر عنه الفيلسوف الالماني فريدريك نيتشة في العديد من كتبه لا سيما كتاب "هكذا تكلم زرادشت"،يطرح الكاتب تساؤلات ضمنية تعكس الواقع المعاش للمواطن الذي يحاول في سعيه ان يبحث عن حلول لمشاكله اليومية وما يتعرض له من قضايا تمس معيشته بشكل مباشر او ضمني.
ويقول غيشان "من يستطيع أن يزاوج بين كلام هردبشت وجوع الوطن؟ بالضحكة والدمعة والإحتراق حد التوهج؟ بالتأكيد لا يجمع هؤلاء سوى السخرية المرة التي تعرّي وتفضح وتدب الصوت، لا بقصد رثاء المرحلة والبكاء على أطلال العروبة، بل من أجل فضحنا أمام أنفسنا، لعلنا نبحث عن السبل الجادة من أجل الخروج من مستنقع العدم الى حقول الجدوى، من الرصيف الى الشارع، من الهامش الى وسط الصفحة".
ويرصد غيشان باسلوبه المضحك المبكي مفارقات الواقع للانسان البسيط داخل حراكه اليومي، معتبرا "كل واحد منا يكمن في مغائره الداخلية هردبشت ما"، مثلما يشتبك مع قضايا محلية وغير محلية يتناقلها المواطنون في احاديثهم اليومية ليعيد حياكتها للمتلقي باسلوبه الساخر الخاص واضعا اياه امام واقعه بكل تلاوينه، ولكن محملا إياه الامل على تجاوز ذلك الخلل. (بترا)