ملحمة إضراب الأسرى.. الثوار يقاتلون العدو بالجوع
يواصل أسرانا البواسل أبطال معركة الأمعاء الخاوية للأسبوع الثاني على التوالي إضرابهم التاريخي في سجون الاحتلال الذي يشارك فيه أكثر من (1700) أسير فلسطيني إضرابهم التاريخي الكبير في سجون الاحتلال وينضم إلى هذا الإضراب في كل يوم أعداد جديدة من أسرانا.
إن رسالة الأسرى في هذا الإضراب ولسان حالهم يعبر عن رفضهم الكبير لكافة سياسات الاحتلال الإجرامية والعنصرية التي تمارسها سلطات السجون بحق أسرانا وأسيراتنا الطاهرات.
إن سلطات الاحتلال تنتهك داخل السجون ومراكز التعذيب كافة المعاهدات والاتفاقيات والشرائع الدولية والتي تحرم وتجرم وسائل التعذيب بحق أسرى الحرب؛ والكيان الصهيوني يتلذذ بتعذيب أسرانا بل ويبتكر أساليب تعذيب جديدة بحقهم بهدف إذلالهم وكسر عزيمتهم، وهناك المئات من الأسرى يعانون من أمراض مختلفة مثل السرطان والفشل الكلوي وغيرها من أمراض السجن.
إن أبناء شعبنا يساندون إضراب الأسرى التاريخ عبر العشرات من فعاليات الدعم الشعبي والجماهيري وخيم الاعتصام في كافة المحافظات الفلسطينية، وأرضنا المحتلة عام 1948، وامتدت الفعاليات إلى كافة أرجاء العالم.
وحسب آخر إحصائية صدرت فإن أعداد الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال وصل إلى (7000) أسير، من بينهم (330 أسيرا من قطاع غزة)، و(680) أسيرًا من القدس المحتلة وأراضي عام (1948)، و(6000 أسير من الضفة الغربية المحتلة)، و(34 أسيرًا من جنسيات عربية).
إن أسرانا يخوضون معركة كبيرة ضد الاحتلال، وسلاحهم الفتاك وصواريخهم هي الجوع والأمعاء الخاوية، بل إنهم يحيون بعزيمة وإرادة صلبة وإرادة عالية في مواجهة جرائم الاحتلال بحق الأسرى داخل السجون.
إن هذا الإضراب التاريخي أحدث ضجة كبيرة داخل مؤسسات الكيان الإسرائيلي، وهو يفضح جرائم (إسرائيل) بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين، بل إن هذا الإضراب أصبح له تأثيرات وارتدادات خارجية دولية وعالمية لها تأثير كبير على وجه الكيان في العالم وادعائه حمايته للحريات وحقوق الإنسان.
وقد أعلنت اللّجنة الإعلامية الخاصة بإضراب الحرية والكرامة أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام أصبحت في غاية الخطورة وذلك بعد فقدان الأسرى أكثر من عشرة كغم من أوزانهم، وهبوط في ضغط الدم وآلام حادة في الرأس والمعدة والمفاصل وضعف القدرة على الحركة.
ونقلت حديثا وسائل الإعلام شهادات من الأسرى المضربين عن الطعام في سجن "عوفر" بعد تمكن محامي هيئة شؤون الأسرى من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام وهم: الأسير فادي أبو عيطة والأسير لؤي المنسي والأسير شرار منصور والأسير أحمد الشرباتي، حيث ازدادت سوءًا أوضاعهم الصحية وأُصيب أحدهم بجراح في الرأس بعد أن شعر بدوار وغثيان وسقط أرضا، وقد نقل إلى عيادة السجن، وأفادت هيئة الأسرى بأن وحدات القمع المسماة (اليماز) تقتحم غرف الأسرى المضربين عن الطعام في سجن (عوفر) بشكل يومي عند ساعات الفجر، وتجري تفتيشات واسعة في غرفهم وتصادر الملح، وتخضعهم للتفتيش العاري، كما ويتعمد السجانون تقديم الطعام للأسرى المضربين كنوع من التعذيب النفسي.
إن سلطات السجون في الكيان تواجه أسرانا المضربين بارتكاب المزيد من الجرائم ومواصلة التشديد عليهم، وتحويل العشرات منهم لزنازين العزل الانفرادي.
إن رسالة أسرانا عبر هذا الإضراب لا بد أن تصل لكل أرجاء العالم، ويجب على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التحرك الخارجي الدبلوماسي والتصعيد الدولي لنصرة ودعم ومساندة هؤلاء الجنود في هذه المعركة الطويلة مع العدو الصهيوني.
أسرانا البواسل تعجز كلماتنا وأقلامنا عن وصف صمودكم الأسطوري وصبركم وجهادكم الكبير.. يا أبطال معركة الأمعاء الخاوية وأبطال معركة الجوع في وجه سياسات الاحتلال قلوبنا معكم وأفئدتنا تئن وجعا جراء ما يحدث من جرائم تعذيب بحقكم.. اصبروا وصابروا حتما بإذن الله سيبزغ الفجر القريب وستحرر السجون بإذن الله من كافة أسرانا.