اربعون عاما والموقف الإسرائيلي لم يتغير
![اربعون عاما والموقف الإسرائيلي لم يتغير اربعون عاما والموقف الإسرائيلي لم يتغير](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/57579.jpg)
المدينة نيوز -كتب : عبدالرحيم غنام- بعد ثلاثة واربعين عاما على حرب حزيران عام 1967م , وبعد ثلاث سنوات ونيف على انتهاء هذه الحرب "هزيمة العرب في الخامس من حزيران امام إسرائيل الصهيونية حلفائها " وبالتحديد قبل اربعين "عام ١٩٧٠م " سئل الجنرال موشي دايان الذي أدار حرب 1967م في مواجهة مع العرب كوزير للدفاع الإسرائيلي عن تصوره للتسوية السلمية الممكنة مع الفلسطينيين.حيث أكد دايان انه لا يزال ينتظر على الهاتف مكالمة عربية للبحث في التسوية. كان جوابه بالغ الصرامة والغطرسة: مفاوضات السلام الوحيدة هي أن نبني ونستوطن ونذهب الى الحرب بين وقت وآخر.
بهذه العنجهية والصلف وبهذه الشروط جاء موقف الجنرال موشي دايان قبل أربعين سنة وهو بالطبع يمثل الموقف الإسرائيلي ، وذهب دايان وتغيرت حكومات إسرائيلية وظهرت أحزاب إسرائيلية جديدة وطمرت احزاب إسرائيلية يسارية ويمينية ودينية عنصرية ومتعصبة واستيطانية ومعتدلة من وجهة نظر بعصهم في الكيان الإسرائيلي الصهيوني وبالرغم من مضي اربعين عاما إلا انه ، ومن دايان الى نتنياهو مرورا بعدد كبير من قادة العصابات الإسرائيلية الصهيونية التي تعاقبت على الحكم في إسرائيل على الرغم من كل ذلك لم يتغير شيء في عمق الموقف الاسرائيلي. تغيرت مواقف عربية وفلسطينية وبقي الموقف الاسرائيلي ثابتاً. تطورت مواقف أميركا والرباعية الدولية بالنسبة الى التسوية التي صارت توضع في خانة المصلحة الحيوية من دون القدرة على تغيير الموقف الاسرائيلي من بناء المستوطنات برغم الاصرار على القول إن الموقف الدولي المعارض للاستيطان لم يتغير. فالموعد الذي اعتبره رعاة التسوية اختباراً لجدية المفاوضات مر باستمرار التحدي الاسرائيلي: لا تمديد لقرار التجميد الجزئي للاستيطان. المستوطنون اندفعوا في البناء. والسلطة الفلسطينية والدول العربية في انتظار ان تنجح إدارة الرئيس باراك اوباما او تفشل في ايجاد مخرج لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات او الاستمرار فيها.
وهاهو بنيامين نتنياهو رئيس اسوأ حكومة إسرائيلية ظهرت على الساحة منذ قيام الكيان الصهيوني الإسرائيلي عام 1948م يريد الحصول على كل شيء دون ان يقدم اي شيء للفلسطينيين وللعرب ، يريد إستمرار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وفرض شروطه في مواصلة الإستيطان في القدس وفي الضفة الغربية وفي تحقيق امن إسرائيل والإعتراف بيهودية الدولة العبرية التي ينشدونها والتي تتيح لهم طرد الفلسطينيين العرب من داخل ما يسمى بالخط الأخضربهدف تفريغ المنطقة من غير اليهود كما يخططون منذ عشرات السنين غير عابئين بالقرارات الدولية والمواقف العربية من شروط التسوية المؤدية الى حل قضية الصراع العربي الإسرائيلي ولب هذا الصراع القضية الفلسطينية ، وإقامة الدولتين الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة حسب التعهد الأمريكي في ادارة المفاوضات المباشرة الجارية هذه الأيام بي الفلسطينيين من جهة والإسرائيليين من جهة أخرى .
نتنياهو الضارب بعرض الحائط ما تنص عليه توصيات وأراء وتعهدات الإدارة الأمريكية والرباعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وبالمبادرة السلام العربية وبكل الإتفاقيات التي أبرمت مع الفلسطينيين منذ إتفاقيات أوسلو ووادي عربة وخريطة الطريق وغيرها من الإتفاقيات التي كتبت على الورق ولكنها إسرائيليا اصبحت لاغية قبل ان يجف حبرها واليوم تواصل سلطة رام بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المفاوضات المباشرة على الرغم من إعترافه انها مفاوضات فاشلة ويصرح وبالصوت المرتفع انه لن ينسحب من المفاوضات حفى لو لم تتوقف حكومة نتنياهوعن سياستها بالإستمرار في بناء المستوطنات في الأراضي المحتله عام 1967م على الرغم
من كل الاعتبارات والأطراف الداعية الى الخروج الفلسطيني من المفاوضات سوى الحسابات التي تتعلق بمضاعفات الخروج والبديل من التفاوض. وكأن الرئيس محمود عباس محكوم بأن يلتزم موقفه المعلن وهو عدم الإنسحاب من المفاوضات المباشرة مع العدو الإسرائيلي فور إعلان إسرائيل عن استمرارها في بناء المستوطنات وبالتوسع الإستيطاني على حساب الفلسطينيين وانه "محمود عباس " سيتريث قبل اتخاذ موقفه بالإنسحاب من المفاوضات ووضع خيار محدّد أمام اسرائيل: السلام او الاستيطان.
لكن السلطة تأخرت كثيراً في ممارسة الموقف الحاسم من الاستيطان. إذ فاوضت، منذ اوسلو في العام ١٩٩٣، كما اسلفت في حديثي حول المفاوضاتغير المجدية فلسطينيا في ظل تنامي المستوطنات.
وهي تعرف أن الاستيطان واحد من أعمدة السياسة الاسرائيلية.وخاصة اننا نعي تماما ان اسرائيل كلها مستوطنة كبيرة؟ لقد اوردت في مقدمة مقالتي قول موشي دايان قبل اربعين عاما ان الحرب الدورية التي أكد عليها دايان هي أعلى مراحل السياسة الاسرائيلية منذ حرب ١٩٤٨؟امام هذه السياسة لامجال امام العرب والفلسطينيين لخداع النفس، وخاصة بعد ان اختار نتنياهو علنا سياسة الإستيطان على السلام بارغم من الضغط الأميركي وضغوط الشركاء في الحكومة يختار نتنياهو رفض الضغط الأميركي. و يختار الاستيطان على حساب السلام والأمن معاً.
الرئيس الأمريكي باراك اوباما وإدارته والإتحاد الأوروبي يبذلون الجهد كما يعلنوى من اجل التوصل الى مخرج لإستمرار المفاوضات التي لن تجدي نفعا في حال لم يحسم نتنياهو أمره في الإنسحاب من 95% من اراضي الضفة الغربية ، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية العتيده وحق الاجئين الفلسطينيين بالعوددة ، ومعروف ان الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى البحث في حق العودة
وبخصوص حق العودة الذي اصبح مسلما به فلسطينيا نتيجة الإصرار الإسرائيلي عدم التفاوض حوله وفي هذه الحالة يصبح مطلوبا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقناع شعبه بالتنازل عن حق العودة والقبول بالتعويضات والحصول على جنسيات البلدان العربية والأجنبية التي يعيشزون فيها والسؤال الذي يطرح نفسه في حال توفرت هذه المستحيلات من وجهة نظر الصهاينة في فلسطين لبعض الوقت ولكن في حال فشل هذا الإتفاق . هل تستطيع الإدارة الأمريكية توفيرالشروط الملزمة للطرفين بعدم العودة الى حالة الصراع بينهما وطمأنتهما الى أن واشنطن ستواصل العمل من اجل توفير ما يضمن حقوق كل منهما من جلال الضغط الحقيقي على الطرفين للإلتزام بما اتفقا عليه .؟.