حسن الظن
في غرفة الانتظار في احدى العيادات يجلسان بجانب بعضهما احداهما يظهر عليه الثراءن، لقد جاء لعمل الفحوصات الدوريه فقط. اما الاخرى يظهر في عينيها حزن عميق، جذوره في القلب يمتد ليظهر خارج جسدها، فتراه في عينيها مجرد ان تسقط عيناك عليها.
رن هاتفها فأجابت، نعم انا في العياده انتظر، نعم سأحتاج لوقت مازال امامي العديد من المرضى، سأسأله ان كان يستطيع مساعدتنا، نعم نعم سأسأله، سأخبره اننا لا نملك ثمن العمليه، ولا امل لنا غير املنا بالله و مساعدة هذا الطبيب لنا...لاحظت انها تزعج الموجودين بالقاعه، فحملت هاتفها و خرجت لتكمل المكالمه مع الطرف الاخر.عرف الرجل اسألة الطرف الاخر من إجابات المرأه...
نظر الى مقعد المرأه وجدها نسيت حقيبتها على المقعد، بل لعلها فارغه لا تحتوي على شيء ذا قيمه لتحملها معها عندما ذهبت لتكمل مكالمتها.
احس بمدى حاجة هذه المرأه، واعتصر الالم قلبه لألمها.
فكر في ان يساعدها دون ان يحرجها، ولكن ما الطريقه؟
وإذا به يدس يده في حقيبتها محاولا ان لا يراه احد، و يضع مبلغا من المال قد يساعدها و يجعلها لا تطلب الحاجه حتى من هذا الطبيب.
خرج من القاعه مسرعا و اصدمت كتفه بكتف المرأه وهي تعود الى مقعدها. واذا بأحدهم يقول لها: انتبهي ذلك الرجل لابد وانه سرق شيء من حقيبتك..فلقد رأيته بأم عيني يضع يده في حقيبتك و يخرج.
لهف قلبها وخافت، بسرعه فتحت حقيبتها فاذا بالمبلغ الذي في حقيبتها اكثر بكثير مما كان، نزلت دموعها دون ان تشعر لتشكر الله على عطاياه و تشكر ذلك الرجل الذي لا تعلم من هو او اذا كانت ستراه يوما.
لا تحكمو على ظاهر الامور. فهناك من يسرق قلبك ليحافظ عليه لا ليدمره، احسنو الظن بالله وبأنفسكم و بالاخرين.قد تراه يسرق ولكنه في الحقيقه... يتصدق..