حول الاستفتاء في جنوب السودان
لقد بشر سلفاكير الجنوبيين في السودان الشقيق وبعد عودة الغير ميمونة من الولايات المتحدة بالانفصال عن الوطن الأم وعملت وسائل الدعاية المغرضة والرخيصة على تصوير الاحتفالات بعودته إلى الجنوب ومظاهر الحفاوة والترحيب على نحو يفيد بان الجنوبيين جل الجنوبيين مع تطلعات سلفاكير لا بل مع الانفصال وهذا مع كل أسف مخطط أمريكي إسرائيلي واضح المعالم في خلق دولة جديدة تكون تابعا وجزء من أحلام الإمبراطوريات القديمة الجديدة في وضع مواطئ أقدام لها في أفريقيا الغنية بالثروات على مختلف أنواعها وهي مادة طرية للتشكيل الثقافي والسياسي والعسكري أيضا وهذا ما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية آلية وحليفتها الإستراتيجية إسرائيل حيث عملت ومنذ عقود طويلة على توتير القارة الإفريقية بكاملها ومدت بالسلاح والمال الكثير من حركات التمرد في أفريقيا وقد عملت وبلا كلل أو ملل على خلق الفتن في السودان العربي انتقاما وثأرا من لآلات الخرطوم الثلاث التي اتخذت قي مؤتمر القمة العربي آنذاك وبحضور الرئيس القومي والعروبي جمال عبد الناصر لقد وجدت ضالتها في تلك المجموعات المرتزقة وعملت على تسليحها وتدربيها ومدها بكل أسباب القوة لتعمل على إضعاف السودان وتمزيقه وهذا ما كان حيث عملت الحرب الطاحنة التي استمرت بين شطري الوطن لأكثر من ثلاث عقود على إضعاف السودان وتأخره وفي كافة مناحي الحياة وفاقمت مشاكله الداخلية والخارجية ولم تفسح المجال للحكومات المتعاقبة أن تتوجه لمحاربة الجوع والجهل والقفر وتنهض بالسودان حيث انخرط في حرب أنهكت قواه والمؤسف أن العالم العربي بقياداته ومفكريه وبماله الذي لا حدود له لم يفعل شيئا حقيقيا من اجل السودان سوى مبادرات خجولة ولم يدعم الحكومة المركزية في السودان بما يكفي لإنهاء التمرد الجنوبي ومنذ بداياته ووقف مترددا وغير مؤثر للمصلحة العليا للأمة على خلافات الضيقة حتى ضاع السودان أو يوشك علما بان السودان وبما حباه الله من موقع ومساحة شاسعة ومياه عذبة ومناخ زراعي ممتاز كان وما زال يشكل سلة غذاء للعالم العربي والسودان بموارده الضخمة والمتنوعة رافد من روافد الأمة فهل تنعقد القمة العربية بشكل عاجل وترفع الصوت عاليا بان الجنوب سوداني والسودان عربي!؟ وقبل فوات الأوان.
