أمسية ثقافية حول كتاب "الأردن والإدارة التحولية "
المدينة نيوز :- استضافت دائرة المكتبة الوطنية ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه كل يوم احد الدكتور عادل الرشيد للحديث عن كتابه "الأردن والإدارة التحولية : نحو أردن متكامل ".
وقال الدكتور حسين صهيون في قراءته النقدية ان الكاتب وضع بين أيدينا مفهوماً بديلاً للإدارة مغايراً للنمط التقليدي في الإدارة والمبني على الإدارة المالية بدلاً من الإدارة التكاملية، والتي تشمل الفرد، والمؤسسة، والمجتمع, والبيئة المحيطة وتركز على الجزء الإنساني خاصة.
وبين ان الكاتب قدم مراجع غنية ونظريات توضح نقاط القوة والضعف لكل من الإدارة التقليدية والإدارة التكاملية، حيث ألقى الضوء على عجز النموذج المالي في الإدارة، مشيراً إلى نماذج عالمية فشلت، كان آخرها الأزمة المالية العالمية عام 2008 والتي لم تقتصر آثارها على بعض الشركات أو البلدان فحسب، وإنما أثرت على الاقتصاد العالمي ككل، وانعكست سلباً على الأوضاع الاجتماعية والسياسية على حدٍ سواء.
واشار الى أن الكاتب قد ركز على أهمية إيجاد بدائل لتعديل النماذج الموجودة حالياً أو الاستعاضة عنها بالكامل بالإضافة الى تأكيده على ان الإدارة التكاملية هي نهج مبني على الحقيقة، يسعى لتوجيه المؤسسات للتوازن وتحقيق العدل، والتفكير الحر، وهي العوامل التي ستضمن استمرارية المؤسسة المالي والأخلاقي والروحي.
كما بيّن بأنه لا يوجد طريقة بسيطة لتطبيق الإدارة التكاملية، وإنما يجب أن يتم بناؤها على فترة زمنية طويلة لتحقيق النجاح في المستقبل.
وعرض الكاتب عادل الرشيد فصول كتابه حيث ركز في فصله الأول على الطروحاتِ المعرفيةِ المتقدمة، التي تنادي باعتمادِ الحاضنتين الثقافية والإيكولوجية كأساسٍ للتنمية المستديمة والمتكاملة بدلاً من الحاضنة الاقتصادية.
كما سلط الضوءَ في الفصل الثالث على أهم مكوناتِ السياقِ والواقع المجتمعي الاردني المتمثلةِ بـالمجالات: السياسيةِ، والاقتصاديةِ، والعملِ والمجتمعِ المدني، والتنميةِ، والبيئةِ، والمرأةِ، والتعليمِ العالي، والمغتربين كمحددات أساسية للممارسة الادارية والتنظيمية الاردني.
وفي الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان "الواقع الاداري الاردني بخاصة والعربي بعامة" فلقد تم فيه تلمسُ هذا الواقعِ من خلال محطاتٍ معرفيةٍ بارزةٍ واكبت تطور الظاهرةِ الاداريةِ عموماً، ورافقت تطَوُرْ تجربته الاكاديمية وتكوينه المعرفي، والفكري.
واختتم كتابه بإلقاء الضوءِ على23 حالةً دراسيةً محليةً وعالميةً في الادارة التحولية والتنمية المتكاملة لتكونَ نبراساً يضيئ الطريقَ لتلك المنظماتِ.
وبينت الباحثة ليلى عبد المجيد التي أدارت الأمسية ان الكتاب يطرح نظرة بديلة للإدارة والعمل التنموي مما يؤدي لنقلة نوعية في التفكير، وسلطت الضوء على كلمتين جوهريتين في عنوان الكتاب هما: التحول والتكامل،فالتحول يعني الازدهار والتطور مع الحفاظ على الكيان والجوهر، وهو مختلف عن كلمة التغيير، فالتغيير يعني التخلي عمّا كان والبدء بشيء جديد تماما، أما الكلمة الثانية فهي تكامل، وتعني الكلمة هنا نظرتنا للتنمية بشمولية بحيث نعطي أهمية للمجتمع والطبيعة والثقافة والروحانيات، بقدر ما نهتم بالاقتصاد والتكنولوجيا والنظم.
وقدمت أحد النماذج المذكورة في الكتاب هي المدرسة الأهلية للبنات ومدرسة المطران للبنين ، هاتان المدرستان مرتا بعملية تحول بقيادة مديرة المدرستين سعادة العين هيفاء النجار، حيث عملت مع فريقها برؤيا واضحة لتقديم نموذج شمولي في التعليم. هذا النموذج الناجح الذي تعمل به المدرسة يرتكز على العلاقات الإنسانية والروحانيات ويولي أهمية كبيرة للثقافة والتمكين الذي يصب في بناء معارف ومهارات الطلبة .بترا