العنف الانتخابي
![العنف الانتخابي العنف الانتخابي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/57839.jpg)
يمكننا الحديث عن عنف انتخابي في الاردن ، رغم محدودية الظاهرة ، وانخفاض وتيرتها ، قياسا بما يحدث في مجتمعات اخرى . فالتعريفات التي تحاول توصيف الظاهرة ، تتسع و تضيق ، تلتقي وتتباين ، بفعل وعي المجتهد ، وذهنيته ، وحساسيته تجاه الظواهر الاجتماعية والسياسية ، التي تطفو على السطح بين الحين والاخر ، ومدى استعداد المجتمعات للاعتراف بها .
كما تلعب حدة الظاهرة ، وهامش حضورها في الحياة اليومية، ووضوحها ، وخصائص المجتمعات ، وانماط حياتها دورا في تعريفها . فالذي يصلح لان يطلق عليه عنفا في بلد اسكندنافي مثلا قد لا يكون كذلك في بلد افريقي او اسيوي . ولذلك نجد انفسنا مضطرين للبحث في التعريفات المجردة لنحدد مدى حضور العنف الانتخابي في الحياة الاردنية التي بدات تظهر فيها بعض الاشكال غير المألوفة من العنف الاجتماعي .
في التعريفات المجردة ، للعنف الانتخابي ، لا يقتصر الامر على المشاجرات بين جمهور الناخبين ، كما يحدث في بعض محافظاتنا ومدننا وقرانا ، فاستخدام القوة المادية والمعنوية في الضغط على جمهور الناخبين يعد شكلا من اشكال الظاهرة . وميزة هذه التعريفات انها تحفر عميقا في المسكوت عنه اجتماعيا وسياسيا لتوسع دائرة المعنيين بالتصدي للظاهرة .
فهناك دور للاجراءات الحكومية في حماية المواطن من الضغوط الهادفة الى تزييف ارادته . وتتحمل العشيرة بوصفها وحدة اجتماعية اصيلة في مجتمعنا قدرا لا باس به من المسؤولية . دور العبادة ورجال الدين لهم دورهم في تحفيز الضمير ليكون يقظا على الدوام وترشيد قرار الناخب كي يعطي صوته لمن يستحق . ووسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني مطالبة ايضا بالقيام بدورها في توعية المواطن ليكون المرشح الاصلح صاحب الحظ الاوفر في الانضمام الى السلطة التشريعية . لا مجال للقفز الى الامام ، ودفن الرؤوس في الرمال كما تفعل النعامة ، حين تستشعر الخطر ، فالكرة في مرمانا جميعا ، وعلينا ان نتحمل مسؤولياتنا ، تجاه حاضرنا ومستقبل اجيالنا .