قطاع النقل في الأردن
على هامش إعتصامات وإحتجاجات سائقي التكسي ( التكسي الصفراء ) على العاملين في تطبيقات ( إوبرا وكريم ) ، أقول بهذه المناسبة ، أنه لا يخفى على أحد أهمية قطاع النقل في أي بلد لحيوية هذا القطاع وأهميته للاقتصاد الوطني ، ولكي نستطيع أن نفهم مشكلة قطاع النقل في الأردن علينا أن نتعرف أولاً على ميّزة قطاع النقل في الأردن .
ميّزة قطاع النقل في الأردن :
إن الميزة الرئيسية لقطاع النقل في الأردن سواء نقل الركاب أو نقل البضائع هي الملكية الفردية لهذا القطاع حيث أن نسبة هذه الملكية في هذا القطاع تقارب الحوالي ( 85% ) أي أن الذين يمتلكون معظم قطاع النقل في الأردن هم أفراد وهذا بحد ذاته سبباً رئيسياً لعدم القدرة على تنظيم هذا القطاع مما يجعله يعيش واقعاً مؤلماً وصعباً لا يمكن تجاوزه في ظل هذا المعطى .
وبناء على هذه الميّزة وإنطلاقاً منها أضع الملاحظات التالية :
1- للبدء في حّل أزمة قطاع النقل لا بدّ من تدخل حكومي سريع في إدماج هذا القطاع ضمن شركات يملك المالكين الفرديين أسهماً فيها إضافة لمساهمة الحكومة والقطاع الخاص ، حتى يتم التغلب على الفوضى العارمة التي يعاني منها هذا القطاع .
2- يعاني العاملين في هذا القطاع من حرمان لأبسط حقوقهم في وجود تأمينات إجتماعية تحميهم ( الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ) إضافة للحقوق العمالية الأخرى التي يتمتع بها العاملين في القطاعات الأخرى مثل : العطلة الأسبوعية وساعات الدوام المحددة والإجازة السنوية .... ، مما يعني وجود العاملين في إطار شركات ضمان التمتع بهذه الحقوق .
3- لا زال العاملين في قطاع النقل محرومين من وجود نقابات عمالية تدافع عن مصالحهم وتحميها، لهذا لا بدّ من السماح لهم بإنشاء نقابات عمالية ديمقراطية ، ليس من أجل الدفاع عن مصالح العاملين في هذا القطاع فحسب ، بلّ لتساهم في رسم السياسات والخطط لهذا القطاع بالتشارك مع الحكومة والقطاع الخاص .
4- لا بدّ من إدماج سيارات التكسي الصفراء مع السيارات التي تعمل على التطبيقات الحديثة بعد ترخيصها وتنظيمها .
5- لا بدّ من العمل على تحديث البنية التحتية للقطاع ، للتخلص من عامل مهم من عوامل حوادث الطرق .
6- لا بدّ من توحيد الجهات المسؤولة عن تنظيم ومتابعة قطاع النقل الأردني في جهة واحدة وإعادة الإعتبار لوزارة النقل كجهة وحيدة مسؤولة عن قطاع النقل في الأردن .
قد تكون هذه الملاحظات موجزة وسريعة ، لكنني أعتقد أن لدى المختصين أفكار عدة ومهمة للخروج من أزمة قطاع النقل وتنظيمة وتطويرة ، لكن هذا يتطلب حواراً مجتمعياً حقيقياً يساهم فيه كل المعنين بهذا القطاع ودون إقصاء لأحد مع وجود إرادة حكومية أيضاً حقيقية لتطوير هذا القطاع .
ودمتم ودام الوطن بألف خير.....
22 / 5 / 2017
عزام الصمادي
رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة الأردني