التبغ خطر يهدد التنمية

تم نشره الأربعاء 31st أيّار / مايو 2017 01:51 مساءً
التبغ خطر يهدد التنمية

المدينة نيوز :- تشير الإحصاءات العالمة انه جراء تعاطي منتجات التبغ يموت أكثر من 7 ملايين شخص سنوياً, ومن هؤلاء يموت 900 ألف شخص نتيجة التعرُّض للتدخين السلبي.

وتقع أكثر من 80% من حالات الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتتحمل هذه البلدان حوالي 40% من التكلفة الاقتصادية العالمية للتدخين من حيث النفقات الصحية وخسارة الإنتاجية، بما يُقدَّر بحوالي 1.4 تريليون دولار أمريكي
تُركِّز حملة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لعام 2017 على التنمية. فهناك صلة بين تعاطي منتجات التبغ، ومكافحة التبغ، والتنمية المستدامة. حيث أن أضرار التبغ تتعدَّى الضرر الصحي. فالتبغ يؤثر على الأمن الغذائي، والمساواة بين الجنسين، وفرص التعليم، والنمو الاقتصادي، ويضر بالبيئة. و تهدف الحملة هذا العام الى تسليط الضوء على التهديدات التي تسبِّبها دوائر صناعة التبغ على التنمية المستدامة لجميع البلدان، ومن ضمنها صحة المواطنين ورفاههم الاقتصادي , وتسعى الى تقديم خطوات موصى بها يتعيَّن على مختلف أصحاب المصلحة من حكومات وشركاء اتخاذها لتعزيز الصحة والتنمية من خلال مواجهة أزمة التبغ. من خلال تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، واعتماد التدابير الخاصة ببرنامج السياسات الست من أجل الحد من الطلب على هذا المنتج القاتل. وسيؤدي التنفيذ الشامل في الإقليم للاتفاقية الإطارية للمنظمة، والتدابير الخاصة ببرنامج السياسات الست إلى الحدِّ من تعاطي التبغ بمقدار 20% إلى 40% في 5 سنوات، وفي بعض البلدان قد تصل النسبة إلى 36% في 5 سنوات، و56% في 15 عاماً.
تشير الإحصائيات في بعض بلدان إقليم شرق المتوسط، يصل معدل التدخين إلى 52% بين الرجال و 22% بين النساء. كما أن البيانات الخاصة بالصغار من الجنسين مثيرة للقلق على حدٍّ سواء. ‏ويمكن أن تصل معدلات تدخين التبغ إلى 42% بين الفتيان، وإلى 31% بين الفتيات. أما في الأردن فان التدخين لا زال يمثل تحديا كبيرا للصحة العامة. ويقتل تعاطي التبغ واحدا في كل ثمانية أردنيين، وهذا معدل يزيد عن المعدل العالمي البالغ واحد من عشرة. ويتعاطى التدخين (60%) من الرجال في الأردن – وهذا أعلى مستوى انتشار للتدخين بين الذكور في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. والتدخين بين اليافعين أيضا أعلى مقارنة مع بلدان مماثلة، حيث 45 % من اليافعين الأردنيين يدخنون. والتعرض للتدخين السلبي عال كذلك حيث يتعرض 62% من اليافعين ممن أعمارهم بين 13-15 سنة للتدخين السلبي في الأماكن العامة.وبينما تبقى السجائر هي الشكل الاكثر انتشارا من منتجات التبغ التي يستهلكها البالغين، فان واحد من كل خمسة أشخاص (20.7%) من اليافعين من أعمار 13-15 سنة أفادوا بأنهم قد دخنوا الأرجيله. وهناك عدد متزايد من الشابات البالغات يدخن الأرجيلة أيضا.
ونظرا لخطورة هذا الوضع، وفي اطار التحرك لمواجهة المعدلات المخيفة لانتشار التدخين والتي تعد من بين أعلى المعدلات في المنطقة، بدا حراك حكومي بشراكات القطاعات الأخرى ومنظمات المجتمع المدني منذ ديسمبر 2015 , حيث وضعت وزارة الصحة بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسة ومركز الحسين للسرطان الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ في الاردن وخارطة الطريق الخاصة بها والتي أقرت من قبل خبراء دوليين والجهات الوطنية المعنية. وتهدف الاستراتيجية وخارطة الطريق للوفاء بالتزامات الاردن بموجب الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ (WHO FCTC).
وقد صادق الأردن على هذه الاتفاقية في عام 2005، وهي اتفاقية دولية خاصة بالصحة العامة- والتي تهدف إلى وضع حد لأعباء وباء التدخين في العالم. وتوصي منظمة الصحة العالمية بمجموعة من الممارسات الفضلى التي أثبتت نجاعتها في تنفيذ الاتفاقية الإطارية، ضمن سياسة التدابير الستةMPOWER .
تدابير منظمة الصحة العالمية الأكثر فاعلية في الحد من تعاطي التدخين:
. رصد تعاطي التدخين وسياسات منع التدخين
. حماية المواطنين من التعرض لدخان التبغ
. توفير المساعدة للاقلاع عن التدخين
. التحذير من مخاطر التدخين
. انفاذ الحظر على الدعاية والترويج والرعاية للتدخين
. رفع الضرائب والأسعارعلى منتجات التبغ.

وتشمل الاستراتيجية الوطنية للأعوام (2017-2019) محاور متعددة منها:
• الالتزام بجعل مكافحة التدخين أولوية وطنية على أعلى مستوى ورصد الوباء بشكل دوري.
• انفاذ حماية الاردنيين جميعا من التعرض للتدخين القسري في الاماكن العامة.
• تقديم المساعدة في الاقلاع عن التبغ واتاحة خدمات العلاج الضرورية.
• التحذير من أخطار التبغ من خلال تنفيذ التحذيرات المصورة بفعالية والقيام بحملات إعلامية جماهيرية.
• فرض حظر على الإعلان والدعاية والترويج لمنتجات التبغ وكذلك على رعاية شركات التبغ للمناسبات.
وكذلك تم صدور قانون الصحة المعدل (47) لعام 2017 متضمنا تعديل تعريف المكان العام حيث يمنع التدخين وكذلك تغليظ العقوبات على المدخنين عند خرقهم للحظر. وقامت وزارة الصحة بعقد ورشات عمل تدريبية ل 566 ضابط ارتباط للبدء بتنفيذ القانون وإصدار المخالفات بحق المخالفين وذلك بدء بتاريخ الأول من تموز عام 2017.

أضرار التبغ أكثر من مجرد أضرار صحية
يؤدي تعاطي التبغ إلى عواقب صحية واجتماعية وبيئية واقتصادية مدمرة. كما أنه يمثل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق التنمية المستدامة، حيث يؤثِّر تعاطي التبغ على الصحة، والفقر، والجوع في العالم، والتعليم، والنمو الاقتصادي، والمساواة بين الجنسين، والبيئة، والشؤون المالية، والحَوْكَمة.
التبغ يؤثِّر على الصحة
1- يضر التبغ بالصحة ويسبِّب الأمراض والوفاة المبكرة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسارة الإنتاجية.
2- التبغ يؤثِّر على النساء والأطفال. تستخدم صناعة التبغ بعض المفاهيم والصور التي تنجذب إليها النساء. كما أنها تُعرِّض النساء والأطفال للخطر بسبب زراعة التبغ وإنتاجه، وما قد يتضمّنه ذلك من مواد كيميائية خطرة في الغالب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن صناعة التبغ تعتمد بصورة كبيرة على عمالة الأطفال، مما يُفوِّت على الكثير من الأطفال فرصة التعليم بسبب عملهم في حقول التبغ. وعلاوة على ما سبق، فإن النساء والأطفال معرَّضون لخطر الوفاة بسبب تعرُّضهم للتدخين السلبي - حيث يتعرَّض حوالي نصف نساء وأطفال العالم لهذا النوع من التدخين بصورة منتظمة.
3- التبغ يؤثِّر على الفقر والجوع. الفقراء هم الأكثر عُرضة لتعاطي التبغ. ويضر تعاطي التبغ بالصحة ويسبِّب الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى إفقار من يعانون من هذه الأمراض، وكذلك إفقار أسرهم التي يتعيَّن عليها أن تنفق على الرعاية الصحية. كما أن زراعة التبغ تستهلك الأراضي الزراعية التي كان بالإمكان الاستفادة منها في زراعة المحاصيل الغذائية، مما يتسبَّب في حدوث نقص التغذية.
4- التبغ يؤثِّر على البيئة. تضر صناعة التبغ بالبيئة. وتُستعمل المبيدات الحشرية ومنظمات النمو والأسمدة الكيميائية استعمالاً كبيراً في زراعة التبغ، مما يتسبَّب في وقوع مشاكل صحية بيئية. كما أن استهلاك السجائر يؤدي إلى تلوث الهواء وإنتاج أطنان من مخلفات التبغ التي تحتوي على أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة، بما في ذلك الـمُركّبات المسبِّبة للسرطان. وتؤدي زراعة التبغ أيضاً إلى إزالة الغابات، مما يؤدي بدوره إلى التغيُّر المناخي - حيث أن كل 300 سيجارة منتَجة يقابلها فقدان إحدى الأشجار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أعقاب السجائر تؤدي إلى انتشار القمامة في البيئة، علاوة على كونها سامة للحياة المائية.
امنعوا التبغ، أنقذوا الأرواح
وفي إطار الحث على مكافحة التبغ، قال الدكتور فكري، المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية"مكافحة التبغ تنقذ الأرواح وتقلل من التفاوت الصحي". كما يمكن لمكافحة التبغ أن تكسر دائرة الفقر، وتساهم في القضاء على الجوع، وتعزز الزراعة المستدامة والنمو الاقتصادي، وتكافح التغيُّر المناخي.
- الحكومات ينبغي أن تعزِّز تنفيذ التدابير الواردة في الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، والتدابير الواردة في برنامج ‏السياسات الست للحدِّ من تعاطي التبغ.
- البلدان والمجتمع المدني ينبغي أن يتصدّوا لتدخل دوائر صناعة التبغ في العمليات السياسية، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقوية العمل الوطني في مكافحة التبغ.
- الجمهور والشركاء ينبغي أن يشاركوا في الجهود الوطنية، والإقليمية، والعالمية الرامية إلى وضع استراتيجيات وخطط التنمية وتنفيذها وتحقيق الأهداف التي تعطي الأولوية للعمل على مكافحة التبغ.
- الأفراد ينبغي أن يساهموا في صُنع عالم مستدام خال من التبغ، إما بالالتزام بعدم الإقدام على تناول منتجات التبغ على الإطلاق، أو بالإقلاع عن هذه العادة الكريهة.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات