اغتنم رمضان
من منكم لم يحضر فيلم فتى الكاراتيه، من لم يتابع تلك الحركات التي كان يعلمها المدرب للفتى من خلال أعمال كان يستنكرها الفتى يوميا، بدأً من رفع معطفه عن الارض مرات ومرات الى تنظيف الارض مرات ومرات، وطلاء سور المنزل مرات ومرات حتى ثار الفتى على المدرب قائلا له: ما جئتك لتعلمني اعمالا حرفيه؛ بل لأتقن لعب الكراتيه والدفاع عن النفس! لم يرد مدربه بالكلمات، بل رد عليه بأن حاول صفعه فإذا بالفتى يستعمل حركةً بشكل لا إرادي من تلك الحركات الحرفيه ليدافع عن نفسه
وضربة تلو ضربة ودفاع تلو دفاع فهم الفتى المغزى الذي كان يرمي إليه المدرب.
إن حاولت اسقاط ذلك بحجمه البسيط الصغير على علاقتنا مع الله بعظمتها، ستجد اننا احيانا نمر بذات الحاله، فرائض وسنن تُطلب منا، كثيرٌ منا لا يُدرك الحكمة من أدائها، وإذ بأحداث غريبه صعبة كانت أم سهلة تمر بك، فتصمد أمامها كالجبال، وتتفاعل معها كما العناصر تتفاعل معا منتجةً ما هو حي
بسبب سجدةٍ او صدقه، بسبب صيام او قيام، بسبب زكاة او عمره لم تدرك لما عليك أداؤها في لحظتها.
تأكد تماما ان الله يعد منك شخصا مميزا، شخصا غير عادي، فلا يريد انقاص مالك بزكاه، ولا حرمانك من غذاء بصوم، فالقصةُ أبعد من ذلك بكثير، قد لا تدركها في لحظتها.
جاء رمضان فإغتنمه، ولا تتذمر منه، فقد تكون القصة أبعد من ذلك بكثير.