الغندور يسلّم السيسي معلومات تؤكّد التورط المصري بدارفور
وقال شكري، في المؤتمر الذي انعقد بمقر الخارجية المصرية، اليوم السبت، إن "سياسة مصر ثابتة تجاه السودان، وترتكز على البناء والخير والإخاء"، وأنه "ليس من مصلحة القاهرة القيام بأي فعل له أثر سلبي على السودان، وأن النشاط التجاري والزراعي مُتاح بين البلدين".
كذلك أكّد الاتفاق على الانعقاد الدوري للجنة القنصلية بين البلدين، لاستمرار الامتزاج بين البلدين، وتناول فرص التعاون على المستوى الاقتصادي، والعمل على تذليل الصعوبات التي عرقلت سبل التعاون بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، لافتاً إلى سعي كل من القاهرة والخرطوم إلى تعزيز العلاقات.
وأشار إلى اتفاق الجانبين على التباحث من خلال المكاشفة الصريحة، لإزالة أية خلافات بين البلدين، والاتفاق على التعاون العسكري والأمني فيما بينهما، لافتاً إلى لقاء وزير الخارجية السوداني بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وبحثهما القضايا المشتركة.
من جهته، قال الغندور إنه نقل للسيسي رسالة من الرئيس السوداني، ووضع أمامه المعلومات التي تمتلكها الخرطوم عن الدعم المصري لبعض الجماعات في منطقة دارفور، وتسليمها بشكل رسمي إلى الجانب المصري، للتحقق في الأمر، مضيفاً أن مباحثاته مع وزير الخارجية المصري اتسمت بـ"الشفافية والصراحة".
وأفاد بصعوبة السيطرة على الحدود المترامية بين مصر والسودان، والبالغة 600 ألف كيلومتر، وأن بلاده فرضت تأشيرة على دخول المصريين إلى السودان، نظراً للتصعيد الإعلامي المصري على بلاده، وحفاظاً على أمن السودان، كاشفاً أنه عرض على القاهرة تشكيل قوات مشتركة لحماية الحدود بين البلدين.
وأوضح الغندور أن قرار حظر دخول المنتجات الغذائية من مصر إلى السودان "أمر فني"، وأنه جارٍ الاتفاق على تفعيل عمل اللجنة الفنية، لعدم تضرر المصدرين في القاهرة والخرطوم، مؤكداً أنه لا يوجد تصعيد من الجانب السوداني بشأن الصادرات المصرية، أو أي دوافع سياسية من وراء حظر دخول المنتجات الزراعية للخرطوم.
ودعا إلى تفعيل برلمان "وادي النيل" بين البلدين، وفتح صفحة جديدة في مختلف المجالات، مختتماً حديثه بأن "وسائل الإعلام تلعب دوراً خطيراً في طبيعة العلاقة بين القاهرة والخرطوم"، وأن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين "أمر مهم للغاية خلال الفترة المقبلة".
وساطات إقليمية
كان الغندور قد وافق على عقد مشاورات سياسية مع نظيرة المصري، لبحث القضايا العالقة بين البلدين، بعدما اعتذر عن حضور اجتماعاتٍ للجنة السياسية التشاورية المشتركة بين البلدين في القاهرة لـ"انشغالات داخلية"، في ظل احتدام الأزمة بين الدولتين، واتهام الرئيس السوداني، القاهرة، بدعم الهجوم العسكري الذي نفذته حركات دارفورية مسلحة قبل أيام قليلة.
ووفقاً لمصادر متطابقة، فإن وساطة إقليمية ودولية، جرت أخيراً، لحث الدولتين على وقف التصعيد، ومحاولة حلحلة القضايا الخلافية عبر مائدة الحوار، إذ استجابت الخرطوم لتلك النداءات، وقررت المضي قدماً في مسار التشاور.
وبحسب مصدر دبلوماسي سوداني رفيع المستوى، فإن جهوداً واتصالات موسعة أجرتها أطراف عربية، خاصة إماراتية، لتصفية الأجواء بين بلاده والحكومة المصرية، لوقف تصاعد التوتر في العلاقات، بعدما وصفت التحركات المصرية الأخيرة بـ"الاستفزازية"، والتي لا تليق بالروابط التاريخية والمشتركات بين الشعبين.
حلايب وشلاتين
وفي إجراء يعد الأول من نوعه، بث التلفزيون المصري شعائر صلاة الجمعة في أبريل/ نيسان الماضي، من مسجد "جمعون" في مدينة شلاتين، في حضور قيادات عسكرية مصرية بارزة في المنطقة الجنوبية العسكرية، بعد تصاعد التلاسن بين الدوائر الإعلامية والسياسية في البلدين، وتأكيد القاهرة "مصرية مثلث حلايب وشلاتين، المتنازع عليه بين البلدين".
وكشفت مصادر دبلوماسية سودانية في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أن "شكري أجرى اتصالاً مؤخراً بنظيره السوداني، وطالبه فيه بعدم التصعيد في الخطابات الإعلامية في القضايا الحساسة، لما لذلك من تأثير على أجواء العلاقات بين الشعبين"، على خلفية تأكيد الرئيس السوداني "سودانية حلايب وشلاتين، وتمسُّك بلاده بحقوقها في المنطقة"، في حوار تليفزيوني.
بدورها، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، أن "شكري، طالب الغندور، بضرورة ضبط أداء الرئيس السوداني عمر البشير على مستوى التصريحات الإعلامية، داعياً إياه إلى حل أي خلافات في الغرف المغلقة، لعدم تصاعد أي خلاف"، وهو ما أوضح الغندور أنه سينقله إلى البشير.
كذلك، لفتت المصادر إلى أن الحديث بشأن المنطقة الحدودية بين البلدين، شغل حيزاً كبيراً من النقاش الذي تم في حضور السيسي، إذ أوضحت مصر أن نشر تمركزات عسكرية، والسيطرة على منطقة جبل العوينات، بالمنطقة الحدودية بين البلدين، لا يحمل أي رسالة في ما يتعلق بملف النزاع الخاص بحلايب وشلاتين، وإنما له علاقة بجهود ملاحقة العناصر الإرهابية التي نفذت اعتداء المنيا الإرهابي، والذي ذهب ضحيته 29 قتيلاً من المصريين المسيحيين.
المصدر: العربي الجديد