محاضرة عن الحراك الثقافي في الامارات بمنتدى عبد الحميد شومان

المدينة نيوز - الحراك الثقافي في دولة الإمارات بين بعديه التاريخي والمعاصر كان عنوان المحاضرة التي القاها المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الدكتور عبد الإله عبد القادر مساء أمس الاثنين في منتدى عبدالحميد شومان .
وقال الدكتور عبد القادر خلال المحاضرة التي أدارها مدير عام مؤسسة عبد الحميد شومان ثابت الطاهر أنه رغم العوامل التي ساعدت على عزل المنطقة أو ابتعادها عن بؤرة الضوء، إلا أن الإبداع لا يرتبط بالأضواء ، فكم من مبدع لا تعرفه عدسات الكاميرات ولا أضواء الصالونات المظهرية وأسس لأدب حقيقي وإبداع ظل على مر السنين قائماً وشامخاً .
واضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة وهي جزء من وطن عربي كبير، اكتسبت واحدة من أهم صفات المجتمعات العربية، كونها أمة شعرية لا يمكن أن تعيش بدون الشعر بأشكاله وأجناسه المختلفة , فبالرغم من انقطاع وسائل الإعلام في نقل صورة ما كان يحدث وما ينجز في المنطقة لنا، كانت هناك بؤر إبداعية عديدة، وشعراء أثبتوا من خلال إنجازاتهم الشعرية قاماتهم التي تقف إلى جانب كبار شعراء عصرهم على الرغم من عدم تسليط الضوء عليهم إلا في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة .
وقال ان من أمثال هؤلاء الشاعر مبارك الناخي 1900-1982 وسالم بـن علـي العويس 1887-1959 وهو أحد أهم شعراء عصره وإن تأخرنا في إزالة الغبار عن نتاجه الشعري حتى أوائل أعوام الثمانينيات من القرن الماضي إضافة إلى شعراء ظهروا في هذه الفترة وأثبتوا جدارتهم وشاعريتهم مثل الماجدي بن ظاهر، أحمد بن سليم، وأحمد العويس، وحمد بو شهاب، مبارك العقيلي، وغيرهم.
وحول فن القص في الإمارات، اوضح انه لم تعرف القصة القصيرة ولا الرواية قبل الستينيات من القرن الماضي، وقد انتشرت الحكايات في الأوساط الشعبية كبديل للقص ، وظل هذا المشهد محدوداً بهذه الرؤى طيلة الخمسينيات ومنتصف الستينيات من القرن الماضي، ومع ظهور بوادر التعليم شبه النظامي الرسمي، وبداية ظهور المجلات المطبوعة في الإمارات بدأت حركة كتابة القصة القصيرة تظهر في هذا الإطار وكانت البداية كما يقول عبد الحميد أحمد تقتصر على النشرات والتي تطورت إلى مجلات أندية مثل النصر، الزمالك، الشباب، الأهلي إلى أن ظهرت مجلة أخبار دبي 1966 التي أصدرتها بلدية دبي وشهدت نهضتها بعد تسلم الأديب عبد الغفار حسين لها ، وقد استقطب أقلام معظم شباب تلك الفترة للكتابة من خلالها، وجريدة الاتحاد عام 1969.
ولعل من أوائل من كتب القصة عبد الله صقر الذي نشر (قلوب لا ترحم) في نشرة نادي النصر أواخر الستينيات، وقصصاً أخرى، كما نشرت شيخة الناخي في سقف هذا الزمن قصة الرحيل .
وعلى صعيد الرواية قال انه رغم تعدد الأصوات الروائية وتوزيعها على خارطة واسعة في إطار الحدود الجغرافية للوطن العربي إلا أن الرواية كجنس أدبي مازالت فناً حديثاً جداً، رغم مرور حوالي قرن من الزمن على دخول هذا الفن إلى جسد الأدب العربي، ولعلّي أتجاوز القول إلى أن الرواية عالمياً هي حديثة نسبياً بالقياس إلى الفنون الأخرى كالشعر والمسرحية.
واشار الى ان الرواية شأنها شأن المسرح وفنون القص لم تدخل إلا في النصف الثاني من القرن الماضي بعد اكتشاف النفط وتأسيس الدول الحديثة في الخليج على أثر خروجها من الهيمنة الاستعمارية البريطانية التي كانت أهم أسباب عزل هذه المناطق عن بقية امتداداتها الطبيعية، الجغرافية، والتاريخية، وجذورها المتعددة في الارتباطات المصيرية الأخرى.
وحول المسرح قال إن أحدث البحوث التي تمت عن المسرح الإماراتي تعيد بداياته إلى ظهور المدارس النظامية ثم إلى دور الأندية الرياضية الثقافية التي تشكلت بعد ذلك لتواكب المتطلبات الأساسية للحياة."بترا"