الأمير عاصم بن نايف يفتتح المجلس العلمي الهاشمي الخامس والثمانين
المدينة نيوز :- مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، أفتتح سمو الأمير عاصم بن نايف المجلس العلمي الهاشمي الخامس والثمانين، الثالث لهذا العام، حول المذهب الفقهي الشافعي، وذلك في المركز الثقافي الاسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، بحضور وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور وائل عربيات.
وقال أستاذ الفقه وأصوله في جامعة العلوم الاسلامية الدكتور أمجد رشيد إن موضوع المجالس الهاشمية لهذا العام، وهو إحياء المذاهب الأربعة وبعثها في نفوس الأمة، لهو من الموضوعات المهمة والحيوية للمشتغلين بالعلوم الاسلامية، مؤكدا أن المذاهب الأربعة هي المثل الأعظم لفقه السلف من الصحابة ومن بعدهم، والصورة الأرجح لتفسير الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وهي ما تنافس الخلفاء، والحكام، والملوك، والامراء على خطبة ودها والانتساب اليها، واعمار مدارسها، وتصدير علمائها ورعاية طلابها، ونشر كتبها، واحياء فقهها، تقع الفتيا بها وتفصل الخصومات بسلطان قضائها .
ووصف رشيد الأمام الشافعي بأنه العالم بدقائق كتاب الله تعالى، وأنواع علومه، والحافظ للسنة العالم بأحوالها، وصاحب القياس الصحيح والنظر في المعاني، التي تصرف عن قارئها وحافظها الجمود في الفهم والوقوف عند مجرد الالفاظ، والتي توسع نطاق تطبيق النصوص، وتكشف عن احكام النوازل بما يحقق شمول الشريعة واستمراريتها في البيان والاصلاح.
وأوضح أن من أسباب اتساع دائرة الشافعي - رضي الله عنه- في العلم وحيازته دقائق الفهم جمعه بين علم أهل مكة، والمدينة، واليمن، والعراق، ومصر، مبينا أن الله سبحانه تعالى جمع في الأمام الشافعي أعلى ما يجتمع في الانسان وذلك شرف النسب، ورئاسة العلم، وفصاحة اللسان، واشتهار الذكر، والتبتل في عبادة الله تعالى، وتصنيف المصنفات، وكثرة الاتباع .
وحيا عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر ومستشار مفتي الديار المصرية الدكتور أسامة الازهري المجلس العلمي الهاشمي الموقر واختياره المهم والدقيق للمذاهب الأربعة لإحياء شرف هذه المذاهب وبينان أنها الأمين والحافظ لفقه الحديث، وأنها المستودع التي تقام متن علوم السلف وارثهم مع الخدمة العلمية المحررة البالغة، التي توالت عليها عقود وعهود من المحدثين، والائمة، والاصوليين، والفقهاء واللغوين حتى نضجت تلك المذاهب نضجا تاما وتركت لنا الفقه الرفيع الذي نرجع إليه .
وتناول رصد العلاقة بين مذهب الأمام الشافعي رضي الله عنه والحديث النبوي الشريف من خلال عدة نقاط، وهي: أن اصحاب الحديث والحفاظ قد خالطوا الأمام الشافعي وأقروا بفقهه وشهدوا بإمامته وقروا له بالسبق في فهم المعاني، والاستنباط، والفقه، ثم بعد ذلك انتسب لمذهب الشافعي الآف الحفاظ والمحدثين كالعسقلاني، والذهبي، والسيوطي، والعراقي، والسفاوي، والبيهقي وغيرها ممن اقروا له بالسبق والاحاطة .
وكان أمين عام دائرة الافتاء الدكتور أحمد حسنات، الذي أدار المجلس، رحب بمندوب جلالة الملك عبدالله الثاني سمو الأمير عاصم بن نايف، مبينا أن العناية بعلماء الأمة، وعظمائها والوقوف على آثارهم، والافادة منهم ومن علمهم من القضايا المهمة، التي يجب الاهتمام بها والتركيز عليها وأن علماء الشريعة، الذين هم حملة الاسلام والتبليغ عن الله سبحانه وتعالى هم أولى من يوقف على سيرهم وعلمهم وبينان الجهود العظيمة التي بذلوها وقدموها ومن هولاء الأئمة الاعلام: الامام الحجة الفقيه محمد بن ادريس الشافعي .
ولفت إلى إن المذهب الشافعي، الذي أنتشر بشكل كبير في دول عديدة، يتميز عن المذاهب الثلاثة الأخرى بتنظيمه على أصول موضوعة، وقواعد ثابتة ومضبوطة ضبطا دقيقا، وهو وسط بين أهل الراي وأهل الحديث.
وأوضح الدكتور الازهري أن الامام الشافعي قد بلغ الغاية القصوى في علوم اللغة، وبلغ في فصاحة اللسان العربي شان لا يدرك، وأمعن في ادوات الاستنباط وقوانين الفهم؛ فابدع التعبيرعن علم اصول الفقه في كتاب الرسالة ؛فاجتمعت له أدوات الفهم ، وتوافد عليه الحفاظ والمحدثون للانتساب لمذهبه .
وحضر المجلس، الذي أجاب فيه المحاضران على استفسارات وأسئلة الحضور، قاضي القضاة سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، وإمام الحضرة الهاشمية الشيخ غالب الربابعة، ومفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة، وعدد من العلماء، والمدعوين، وضباط القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، والدفاع المدني، والأمن العام .
--(بترا)
