اخطاء الحكومه في تناول ازمة التشويش
![اخطاء الحكومه في تناول ازمة التشويش اخطاء الحكومه في تناول ازمة التشويش](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/58700.jpg)
اخطأ ت الحكومة الاردنية اعلاميا واجرائيا في تناول ا لأزمة مع فضائية الجزيرة ، مما ادى الى تعقيدها بدلا من تخطيها بأقل الخسائر الممكنه ، فقد فشلنا في ادارة الازمة والتعامل معها بحنكة وحكمة ودراية فضائية الجزيرة التي قدمت لنا درسا في ادارة الازمات لصالحها مستغله اخطاءنا .
لقد سبق وحذر كتاب واعلاميون اردنيون بارزو ن يعرفون قراءة مابين السطور من تداعيات الازمة على الوطن ،الا ان الحكومة ل لم تسمع منهم ، لأنها لا تسمع الا ممن يؤيد قرارتها ويحرق البخور عند اقدامها .
في حين كان عليها ان تسمع ممن يعارضها اولا وليس ممن يبرر ممارساتها وتصريحاتها كيفما كانت .
لقد ادار ت الجزيرة الأزمة بكل اقتدار اعلاميا وتقنيا ، اقليميا ودوليا ، واستعانت بافضل الخبرات العالميه المحايده ،وذات المصداقيه ، لتاكيد اتهاماتها ، التي سارعنا لرفضها دون تفكير ووعي بابعادها ، ودون دراسة
لدلالا ت تحرك الجزيرة الدولي ودلالادته واستقراء ما يمكن ان يؤدي اليه .
اذ اصدرت الحكومة عبر الناطق الرسمي بيانا لاتدحض فيه التهمه بل تهدد بالويل وعظائم الامورليس " الجزيرة " فحسب وكل جهة في الدنيا تتجرأ على مهاجمة الأردن .
وهكذا اقترفت الحكومة اخطاء جديده اضافتها لسلسلة اخطائها الداخلية والخارجيه كما يلي:
اولا : ان الحكومة سيست الازمة بدلا من ان تبقيها تقنيه فنيه خالصة ، فتعاملت معها وكأنها ازمة بين
حكومتين ، في حين كان الافضل ان تكلف جهة تقنيه حكومية ذات علاقه ، بالتعامل معها حصريا
ومن زاوية تقنيه ، وان تصدر هذه الجهة البيان بدلا من الناطق الرسمي للحد من الخسائر المتوقعه
للازمة ولتحميل طرف تقني المسؤولية عنها لتبقى صورة الاردن مشرقة كما هي دوما .
ثانيا : ان الحكومة ردت على التهمة باتهام الجزيرة كما يفهم من البيا ن رغم ان الجزيرة لم تتهم الحكومة
الاردنية مباشرة بعملية التشويش عليها ، وتحدثت الجزيرة بلسان مشتركيها الذين تضرروا من عملية
التشويش ومنهم الاف الاردنيين .
ثالثا : ان الحكومة استصغرت الازمة وتعاملت معها باستعلاء بدلا من تدعو وفدا من الجزيرة الرياضيه لزيارة
الاردن حاملا معه الوثائق المفترضه ، وان تكون هذه الازمة غيمة صيف تنقشع حين تتضح الحقائق
سلبا اوايجابا فتعاقب الحكومةالمسؤوليين الفنيين عن التشويش بحيث تصبح اداة لاحقاق الحق وتطبيق
القانون الدولي على الخارجين عنه اردنيا فنكسب احترام العالم وتزداد ثقته بنا .
ان الحكومة بمعالجتها لهذه الأزمة تحصد نتائج سياساتهاالاعلاميه اذ انها عملت منذ اليوم لتشكيلها على
محاصرة الاعلام الحر وتفننت باساليب تجفيف مصادر تمويله وكأنه مسؤول عن الارهاب العالمي وقربت
الاعلاميين والصحفيين الذين يبررون قرارتها للراي العام والذي رد على الحكومة باطلاق مصطلح
جديد عليهم هو – كتبة التدخل السريع - سيسجل باسم الشعب عالميا . رغم ان مهمة الصحافه ليس ان تؤيد
الحكومه بل ان تقوم بتحليل سياسات الحكومة سلبا وايجابا وان توجهها وتقدم الاقتراحات المناسبه لأنها
عين االشعب وضميره ولسان حاله وقلبه الذي ينبض بالحقيقة
لقد غدا الاعلام اليوم سلاحا اكثر تاثيرا وفعالية من اقوى الجيوش في العالم ، واصبح اداة تستعين به الدول
لتحقيق سياساتها الداخليه والخارجيه ، في حين تمعن حكومتنا الحاليه في تقزيمه وتهميشه واجهاضه
لأنها تريد ان تهميمن على الاعلام دون معرفة بنتائج هذه الهيمنة على كل الوطن .
ان حرية الاعلام هي الطريق الوحيد للتقدم والديمقراطيه وبناء جيل جديد كما يسعى جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يؤكد في كل مناسبه ان حرية الصحافه سقفها السماء وبالتاكيد فان جلالته لايعني ان سقفها قاعة اجتماعات مجلس الوزراء .
ولو كان اعلامنا حر لما تطورت ازمتنا مع قناة الجزيرة الى هذا المنحى السلبي . وهكذا ندفع في كل مرة اخطاء حكوماتنا بسبب اهمالها لدور الاعلام الاردني الوطني في مشاركة الدولة الاردنية في صنع القرارات السياسيه والاقتصاديه والامنيه كماهو حاصل في الدول المتقدمه والتي لم تتقدم لوو لم يكن اعلامها حرا .