محطات العمر
تقرع المدارس أجراسها إيذاناً ببدء عامٍ دراسيٍ جديد ، عامٌ تتلألأ فيه أحلام الطلبة بالجد والمثابرة والسعي للإجتهاد ، عامٌ يحمل في طياته كل ماهو جديد ، مفيد ، سعيد وحزين .
يصعد الطلبة قطارهم الاول ليبدءوا مشوارهم مع الحياة بأولى خطوات الصف الأول في المدرسة وينتهي بأجمل محطات العمر ألا وهي الجامعة .
فما المدرسة إلا حياة تمتلىء بالعلم والبحث والمعرفة والسعي للوصول إلى الأفضل ففيها تبدأ أولى خطوات النجاح وفيها ترتسم الأحلام والطموحات لتشق طريقها إلى المستقبل ، وما إن تنتهي رحلة المدرسة حتى تبدأ رحلة الحياة (الجامعة) تلك الرحلة التي تثير الدهشة في نفوسنا لما فيها من أشياء متجددة ومتغيرة ، في هذه الرحلة هناك الكثير من تجارب الحياة وأسرارها، ففيها تُـدَرَّس أولى أحرف الحياة و فيها يتعلم الطالب كيف يشق طريقه في منهاج يتشعب ويتعقد ولكنه يصل أخيراً إلى الحل بعقل منفتح وتفكير ناضج ، في الجامعة يعصف عقل الطلبة بكل ما هو مثير ،غريب ، شيق وممتع وعلى الطالب في هذه المرحلة التعامل مع هذه التغييرات بعقل ناضج .
الجامعة.... هي حياة المغامرة ، المتعه ، وحب المعرفة والفضول والإنفتاح على الثقافات ومعرفة الذات فهي طريق المستقبل ومنهاج الحياة، فمن منا لا ترتسم فصول الجامعة في مخيلته بمعالمها الدقيقة والتفصيلية ، ولا تعج ذاكرته بشخصيات ومواقف أثرت فيه، ومن منا لا يتذكرها بحنين وشغف العوده إليها .
يذهب بنا قطار العمر إلى رحلة جديدة من رحلات الحياة لنهبط على أرض الواقع العملي ، لنطبق فيه ما تعلمناه في مدارس الحياة ، ففي هذه الرحلة تأخذ الأحلام والطموحات مكانها على الارض ، وعندها لابد أن نتخبط وندخل في متاهات التطبيق العملي ومنهاج الحياة فتزداد حدة المنافسة ليفسر المثل القائل لكل مجتهدٍ نصيب .