الوطن واهله أكبر من اَي تاجر مهما انتفخ
ليس معقولا أن نختزل الوطن ومصالحه وأهله ، ليكونوا حرفا هامشيا بين السطور. وليس مقبولا أن نجامل ونداري مجرما تحت ذرائع واهية ، أو أن يستهتر بنا اعتمادا على شهوات ومصالح خفيّة يشترينا بها.
إن ما يجري من اعتداءات على قوت شعبنا ، وتطاول على قوانيننا ، واستباحة لضمائر كثير من منتفعي الخفاء، كل ذلك يستحق أن نستنفر أمامه كالطود لنكفّه قبل أن يجعل منّا خبرا بعد عين.
وإنني لأشعر بالوخز الأليم حين أرى وأسمع ما يشين البلاد، ويعكّر صفو عيش أهلنا ، فنحن لم نكن نوابا لنصفق لفاسد، ولم نقف أمام الشعب لنبرر الأخطاء للفاتكين، وليس لنا عذر بالسكوت عن أحد ، إلا إذا جعلنا ضمائرنا خلفنا وبطوننا نصب أعيننا.
وإن من المخجل المبكي أن ينظر المستثمرون إلى مواطننا بوصفه حشرة ، لا يعنيهم سلامتها ، ولا يقلقهم رقيب على حياتها. وإن أولئك المنتفخة جيوبهم يريدون أن يخادعونا ، ويزاودون بالوطنية ليخفوا فسادهم الذي وصل بهم إلى انتهاك حرمة الصيام وحرمة الإنسان الأردني ويملؤوا بطون الناس بالدجاج الفاسد ، غير آبهين بسيف الرقابة الذي نحمله نحن معشر النواب. وكل العجب أن في مجلسنا من يدافع عن أولئك التجار المفسدين، بدل أن يضعوهم على مقصلة القضاء ، وبدل أن تُفرض على التجار ضرائب لمساعدة الحكومة في حالها الاقتصادية العاثرة.لقد اقترف هؤلاء جريمة الدجاج الفاسد فأغرقوا السوق بعشرات الأطنان ، في ظل وجود مؤسسات معنية تتحمل معهم المسؤولية الأخلاقية والقانونية. ولكن هؤلاء التجارمطمئنّون بأن وراءهم من يقبض ثمن السكوت عنهم ، لا سيما وأن كثيرا من المسؤولين مشغولون بمكاسبهم وأبنائهم...
إن الوطن وأهله أكبر من أي تاجر مهما انتفخ ، ومهما رشى واشترى من الضمائر ، وليس له عذر أو حجة حتى لو كان في استثماره نفع لفئة من المواطنين، فالنفس البشرية أغلى ، والمصالح العليا لا تُقايض بشيء.
إن الله تعالى سيسألنا عن كل حرف وموقف ، ولن نسكت على باطل مهما علا، ولن نسمح للمال وأهله أن يحرف بوصلتنا عن الحق المبين.
حفظ البلاد وأهلها في ظل القيادة الهاشمية الرشيدة.