هل أنتم إلى نحركم يا شعبي ذاهبون .......ام مقاطعون
![هل أنتم إلى نحركم يا شعبي ذاهبون .......ام مقاطعون هل أنتم إلى نحركم يا شعبي ذاهبون .......ام مقاطعون](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/59196.jpg)
بغضبي و بغضب الأردنيين سأكتب هذا المقال ، سأكتب حروفه و كلماته بعرق و تعب الأردنيين و ليغضب
من شاء و ليطرق رأسه بالصخر من أراد و ليحاسبني من أراد ، وانأ على يقين بأنهم لن يستطيعوا رفع رؤوسهم الفارغة و هاماتهم الخائرة بوجهي انأ الأردني الناطق بلسان أبناء الحراثين وأبناء العسكر و المغلوبين على أمرهم من الأردنيين الذين يريدون مصادرة عقولهم و أفكارهم بعدما صادروا جيوبهم .
كانت هذه مقدمة لمقال كنت انوي كتابته عن الفساد و الإرهاب المادي الذي يقلق مضاجع الأردنيين و يلف حبله حول رقابهم مسلطاً سوط الفقر والعوز على أعناقهم فلا يتجرؤون على التفكير بأكثر من طعامهم و نهارهم تاركين الساحة فارغة لمنفوخي البطون و ( الشدوق) يتقاسمونها براحتهم.
و لكن آخر المستجدات دفعتني لأن أتحدث اليوم عن نوع اخرمن الإرهاب ظننا لوهلة بأنه دخل في سبات جزئي و لكنه اطل برأسه من جديد ، إن الإرهاب الفكري الذي بدأت حكومتنا الرشيدة بتطبيقه على الاطفال قبل الكبار، وبدأت بتخويف المواطنين فيه معلنة الوصاية الجبرية على أفكارهم بعد أن فرغت من جيوبهم يدل على دخولها لمرحلة الإفلاس السياسي المطقع ، فمن يحاول السيطرة على عقول الناس و تفكيرهم و محاولة إملاء عليهم عنوة ما ينبغي به أن يفكروا و بماذا يجب أن يصفنوا و كم مرة عليهم التلفاز أن يفتحوا وماذا يجب أن يتابعوا ، هذه الأفعال تثبت بما لا يدعوا للشك بأنهم فقدوا جميع الطرق الدبلوماسية و الإقناعية للتأثير على توجهات و خيارات الشعب ، وأن أبواقهم الإعلامية فقدت قدرتها التي من أجلها عينت .
حكومة العلماء أصحاب الخبرات و الانجازات المتكئين على خلفياتهم الحزبية و النقابية و المواقع الاجتماعية تضطلع بدور الأب الحاني المهتم لتوجيه أبنائه الجهلة لطريق الصواب والرشد ، فالأب العطوف قد وفر لأولاده كل سبل النجاح والراحة والحياة الكريمة و يجب عليه توجيه أفكار و طموحات أبنائه كي لا يفقدوا بوصلتهم فيضيعوا ، و يصبحوا لقمة سائغة للوحوش التي تريد الفتك بناء و التي تشبه تلك التي كانت أمهاتنا يخترعنها لنا لتخويفنا بها كي ننام .
هم لا يعرفون أو يتجاهلون حقيقة أن الشعب الأردني قد كبر ونضج و لم يعد يرضع قصص الخيال و لا يرضى بالوصاية الفكرية ، ولا تنطلي عليه دموع التماسيح و الرقص على دفوف الوطنية و الخوف على المواطنين من الخطر القادم المتمثل بكل ما هو عدو لمصالحهم و مهدد لوجودهم ، لأن ألاعيبهم انكشفت و أصبح واضح بأنهم هم الخطر الذي فتك بالناس حتى وصل لمرحلة تكميم الأفواه و تغليل اليدين و تجميد العقول فأي خطر أكبر من ذلك .
هم يعلمون بأن اغلب الشعب المثقف و المنتمي سيقاطع مهزلتهم الانتخابية ، لانهم لن يذهبوا لينتخبوا مجلس المقاولين والتجار و حملة رايات التوريث و رجال الأعمال الأثرياء الذين أتى بهم المال السياسي و الفساد الإداري في المجلس السابق و يريدون إعادة الكرة هذه المرة بعد أن أعجبتهم هذه اللعبة المدرة للأرباح ، فالكل سيربح و سيعوض خسائره في حملته الانتخابية كل حسب اختصاصه و مجال عمله ، و سكن كريم اكبر دليل .
أريد إن أقول للذين يريدون أن يمنعونا من المقاطعة و يسلبونا إرادتنا و يطمسوا اختيارنا بعدما سلبونا حياتنا
و أتوجه لهم متسائلا :
أيها السادة الكرام إذا كان اغلب أعضاء المجلس المنحل بإرادة ملكية سامية بسب ضعفه و انتهازيته و كونه أصبح عبئا على الشعب و الحكومة في آن واحد مرشحون و شبه عائدون ، و أسباب اعتقادنا بعودتهم واضحة و منطقية فأموالهم مازالت موجودة، شراء الذمم مستمر و بأساليب مختلفة ، غياب المنافس الحقيقي بغياب الإخوان و الشخصيات الوطنية و النقابية و الحزبية المحترمة المؤثرة و التي آثرت الابتعاد لما عانته في 2007 عام النكسة ، مع استمرارية امتطاء ظهور العشائر و استغلالها أبشع استغلال للوصول السريع و غير المكلف بوعود كاذبة و اللعب على وتر العنصرية العشائرية و حفظ اسم العائلة كاسم دون فعل في اغلب الحالات حتى و لو كان صنما أو جاهلا من يحمله مما يحرم العشائر الصغرى من أي أمل حتى في المشاركة .
فإذا كانوا عائدون وليس هناك خيارات أفضل يا سادة فما الفائدة من التصويت ، وإن كان جلالة الملك قد أبعدهم أنعيدهم نحن و نعطيهم الشرعية المسلوبة ، ولو كنتم يا حضرات حريصون على مشاركتنا و تطبيق رؤية جلالته في إيجاد مجلس قوي قادر على إحداث التغيير و إعادة الهيبة لمجلس فقد معناه لأنجزتم قانونا عصريا يلائم المرحلة و يتماشى مع تطوركم الظاهري في مخاطبة الشباب عبر الصفحات الالكترونية و القنوات الإذاعية و الإعلانات التلفزيونية .
أنتم من أجبرنا على المقاطعة ، و إن كان وجود مجلس ضعيف من( البصيمة) مفيد لكم ، لتمرير قوانينكم و تعييناتكم دون محاسبة أو نقاش , فهو بالتأكيد ليس مفيدا لنا لأننا قد عانينا من ضعف المجالس السابقة و حالة الفراغ الحالي و نتاجهما الكارثي على كافة الأصعدة، سنقاطع لأننا بكل بساطة لا نريد أن نكون شركاء في جريمة ترتكب بحق شعب لمدة 4 سنوات قادمة .
و أدعو من يحاولون الضغط على الناخبين ليصوتوا بأن يتقوا الله في هذا الوطن و هذا الشعب لأنهم هم الباقون و أنتم ذاهبون كما ذهب عرابوا الانتخابات السابقة بعد أن رهنوا إرادة شعب و مستقبله بأيدي تجار همهم الأول والأخير تحقيق مكاسب و مصالح شخصية ، ذهبوا و العار ملتصق بهم ليوم الدين، و ها أنتم تعيدون الكرة و تفسحون الطريق أمام عودتهم فماذا أنتم كاسبون ، سخط شعبي سترونه بعد شهر واحد من الانتخابات إن بقيتم ، و ذكرى لن يسهل محوها لأناس احتاجوا الكثير من السنوات و العمل ليبنوا سمعة و مكانة، و أقصد هنا بعض الوزراء و المسؤولين أصحاب المواقف و الماضي العريق و ليس المارين مرور الكرام فهؤلاء ليس عندهم شيء او ماضي ليخسروه، أيرضيكم أن تسلموا مقاليد شعبكم و إرادته لتجار، بائعوا كلام ، مشتروا ذمم ، انتهازيون لأربع سنوات كفيلات بالقضاء على ما تبقى من كرامته ، ماذا ننتظر من مثل هذه الفئة التي تبني نجاحها بأدوات الفساد و من مال الفساد .
أيها السادة
ستذهبون و لو بعد حين، وعندها سترون ما جنت أياديكم ، ولن يرحمكم أحد، و لن يعذركم أحد، ولا أعرف بأي عين ستقابلون شعبكم و بأي وجه ستواجهون ربكم، و تذكروا القول الذي نقشه أرابيوس احد ادباء جدارا على حجارة ام قيس (أيها المارّ من هنا كما أنت الآن كنتُ أنا ، وكما أنا الآن ستكون أنت)
و انا هناء لا احرض على المقاطعة (تهمة 2010) و لكني احاول جاهدا رسم صورة لما آلت اليه حالنا ،
و أقول لكل الأردنيين و أدعوهم لأن يتذكروا زمنا ليس ببعيد، كانوا يناشدون جلالة الملك ليحل المجلس، كانوا فيه يشتكون ويتذمرون ويسبون بعد أن رأوا نوابهم يتقاسموا غنائم الوطن و يطالبون بامتيازات جامعية و وظيفية و مالية و سفرات و مياومات حتى العمرة و الحج تقاسموها ، فلا تكونوا شهود زور وأنتم تعلمون بأنكم لن تحصلوا على شيء ، وهؤلاء الذين يتوسلون لكم لتصوتوا سوف يذهبون و لن يعيروا استجدائكم انتباها و سيقولون هذا إفرازكم فتحملوا عواقبه ، فهل أنتم إلى نحركم يا شعبي ذاهبون .