أم وجدت صور أبنائها بموقع إباحي.. خبراء يحذرون من نشر صور الأطفال على الإنترنت

المدينة نيوز:- ما أكثر الآباء الذين يقررون أن يعلنوا حدثًا سعيدًا عبر موقع “فيسبوك“، فإذا كانت مشاركة الأقارب نبأ وصول طفل رغبًة مشروعًة، فإن نشر صور لهذا الطفل تطرح مشاكل مختلفًة، بما في ذلك، في نهاية المطاف، مشكلة “الحق في الصورة”.

ولحماية الحياة الخاصة وحق الأطفال في الصورة، ابتكر جاي باريك، نائب رئيس قسم الهندسة في “فيسبوك”، أداة جديدة خلال انعقاد مؤتمر في بلومزبري، وتتمثل هذه الأداة في إبلاغ أولياء الأمور بأنهم قد أصدروا صورة لطفلهم في حين أن هذا الأخير قاصر وأن حسابه على الشبكة مرئي للجميع.

هذا التحذير المبدئي قد يدفع الآباء بالفعل إلى التفكير قبل أن يصوبوا كاميرات أجهزتهم نحو أطفالهم لالتقاط ابتسامة أو تكشيرة، لأنه في السنوات الأخيرة، مع تدفق البالغين في “فيسبوك” امتلأت الشبكة بصور الأطفال الصغار الذين يعيشون في دائرة الضوء.

ويقول إيريك ديلكرواكس، المتخصص في “الويب 2.0 والهوية الرقمية”: “كثيرًا ما يتم انتقاد سلوك المراهقين على الإنترنت، والحال أن سلوك الآباء ليس أفضل من سلوكهم”.

ويضيف: “يجب أن نفكر في الذي يمكن أن يحدث في المستقبل، فالأطفال يمرون بأعمار لا يريدون أن تلتقط فيها صورهم، فكيف يقبلون بنشرها؟”.

ويتابع: “وإذا كان الكثير من الناس يرون أن عرض صور أطفالهم أمر عادي فعلى الآباء أن يدركوا أن الأمر ليس هينًا، إذ يعني كشف أطفالهم على مرأى من الجميع وربما من محتالي الإنترنت، ويعني ذلك أن هذه الصور هي بمثابة سجل رقمي يظل يلاحقهم حتى سن بلوغهم وبعده”.

سبب النزاعات العائلية في المستقبل

تقول السيدة فيفيان لي جيليس، وهي محامية متخصصة في قانون الإنترنت في مدينة ليل بفرنسا، إن “الصراعات آخذة في الظهور بالفعل بين الأزواج، خصوصًا عندما يختلف الآباء بشأن مسألة عرض صور أطفالهم عبر الشبكات الاجتماعية، فالقانون المدني الفرنسي، على سبيل المثال، المتضمن الحق في الصورة، يوضح أن الآباء مسؤولون عن حماية صورة أطفالهم، ولا شك أن المسألة تزداد تعقيدًا عندما ينفصل الزوجان”.

ويقول إيريك ديلكرواكس: “في غضون سنوات قليلة، من المحتمل جدًا أن يرفع الأطفال دعاوى قضائيًة تتهم الآباء والأمهات بنشر صورهم على المواقع الاجتماعية عندما كانوا أصغر سنًا”، فإذا شعر الأطفال بعد مرور بضع سنوات بأنهم ضحايا التعدي على خصوصيتهم عن طريق آبائهم وأمهاتهم، فهؤلاء قد يطالبون بتعويضات عن الضرر المعنوي.

ويضيف ديلكرواكس: “وفي حال ما إذا كان التقاضي جنائيًا، أي عندما تنشر الصورة أو تلتقط أو تنقل إلى المجال العام من دون موافقة الشخص المعني فإن الأمر، في فرنسا مثلاً، تترتب عليه عقوبة السجن سنًة وغرامة قدرها 45000 يورو”.

ويرى علماء النفس والاجتماع، حسب تقرير موقع “dansquelmondeviton.fr” الفرنسي، أن “واحدة من المخاطر التي كثيرًا ما يتم تناولها والناتجة عن هذه الممارسة تتمثل في حفظ هذه الصور لأغراض الغلمانية أو بيدوفيليا أو الاشتهاء والولع بالأطفال، وبونوغرافيا الأطفال”.

ففي الواقع، إذا كان حساب “فيسبوك” الخاص ليس محميًا بشكل كاف، فإن الأهل والأصدقاء ليسوا وحدهم الذين يمكنهم الحصول على هذه الصور، إذ يمكن أن يصل المحتالون والشواذ إلى بنك لصور الأطفال في سن الطفولة.

لقد اكتشفت إحدى الأمهات أن صورًا لأولادها كانت مرتبطةً بمواقع إباحية، لقد رأت هذه الأم صورًا مسروقًة من على صفحتها في “فيسبوك”، ومنشورة من قبل أشخاص يروجون لهذه المواقع “المشينة”، وهكذا وجدت صور ابنة هذه الأم وعمرها 8 سنوات وابنها وعمره 9 أشهر، على 11 موقعًا.