قراءة في ديوان " مدار الفراشات " للكاتبة عطاف جانم بالزرقاء
- المدينة نيوز :- نظم مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء أمس أمسية أدبية تضمنت قراءة نقدية في ديوان " مدارس الفراشات " للكاتبة عطاف جانم .
وقال الشاعر راشد عيسى ، إن قصائد الديوان فيها جزء من القيم الفكرية التي تداخلت في رباط فكري ،متكئة على الاصالة والمعاصرة والحداثة ، التي إذا وجدت بأي قصيدة تؤدي الى النجاح والتميز لأنها أعمدة الشعر الذي يجعل الأسلوب خادما للرؤيا .
وأضاف أن هذا الانسياح الفني يعتبر صناعة جمالية مدبرة ،حيث أن هذه العملية المزدوجة المعبرة هي ما يطلق عليه فن اخفاء الصناعة الشعرية ، فالعنوان يفتح نافذة رئيسة على حقول القصائد تبعث الشاعرة فراشاتها إلى بساتين المعنى.
وبين أن قصائد الديوان تبدو صورا تذكارية التقطتها عدسة الروح قبل عدسة العين ، إذ يشعر المتلقي أن بعض القصائد مشاهد روحانية لنفسانية المكان على غرار قصيدة " أي غيم لغمامة "، مثلما مزجت الهم الفلسطيني بحنينها الشخصي .
وتابع عيسى ، أنه يسجل للشاعرة نقلة نوعية جاذبة من أسلوب فني جميل أسمه "الأنسنة " ، كما تبرز ظاهرة استدعاء الشخصية التاريخية بالديوان من خلال صور وأنماط مختلفة ، لاسقاطها على رؤيا القصيدة لتمكين الدلالة وتوسيع مساحة تأثيرها .
وأشار إلى أنها تستنطق شخصية "ميشع" ملك مؤاب الذي هزم اليهود ، وشخصية "أبو رغال " أول من دل ابرهة الأشرم على مكة .
ولفت إلى أن الشعر لا يحتمل ثقل الفلسفة ولا الأيديولوجيا ولا الفكر ، إنما يتعامل معها بشفافية وذكاء ، بينما تستحضر النص التراثي الشعبي في عديد من القصائد وتستخدم مفردات ذات ايحاءات ضاربة في الموروث الشعبي.
وبين عيسى أن الشاعرة تستدعي النص الشعري الفصيح ،إذ نجد أجزاءً من أبيات شعرية وعبارات لشعراء عظماء مثل المتنبي وأحمد شوقي.
ونوه إلى أن الديوان فيه مجموعة من الظواهر الفنية الأسلوبية ، وفيه قصائد قصيرة تعتمد على الاقتصاد اللغوي وكثافة الدلالة والبناء الهندسي الدقيق للايقاع من خلال صور سوريالية منتزعة من الواقع .
وقال الشاعر عيسى "ان الناقد المبدع يكتشف النص ويشتبك معه على ضوء ما يحمل النص من ملامح ابداعية دون تجهيز منهج نقدي قبل قراءة النص ، بل أن اكتشاف النص يقود الى البحث عن المنهج النقدي " .
وقرأت جانم، خلال الأمسية التي أدارها الشاعر جميل أبو صبيح وحضرها جمع من الكتاب والمهتمين ، العديد من القصائد مثل : المغني ، ترابها يا نور ، وقصة المعارج .
--(بترا)