فرقة "ساسنا دزرير" الارمينية تشعل "الشمالي"
المدينة نيوز :- اشعلت فرقة "ساسنا دزرير" القادمة من جمهورية ارمينيا أكف الجمهور الكبير الذي احتشد مساء أمس الاربعاء، على المدرج الشمالي في المدينة الأثرية، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الــ32.
وقدمت الفرقة، التي تضم 13 عضوا من الجنسين بين راقص ومغن وعازف، 29 فقرة تمثل مقطوعات ولوحات غنائية وراقصة اخآذة من الموروث الارميني الاصيل.
وفي الأمسية التي برعت فيها الفرقة في أدائها التعبيري الراقص الرشيق والغنائي المتقن، عبرت في فقراتها عن حكايا وقصص مستلهمة من التاريخ الحديث مأسي تعرض لها شعب ارمينيا، وأخرى عن المشاعر الوطنية ، كما عبرت عن التراث الارميني الضارب جذوره في عمق التاريخ، والطقوس والعادات الاجتماعية في مختلف المناسبات الاحتفالية وغيرها، وعكست حرفية عالية في الأداء والاعداد لا سيما في التشكيلات الفنية الراقصة المصاحبة للغناء الذي صاحبته آلات موسيقية شعبية ايقاعية ونفخية من الموروث الموسيقي الارميني.
وخلال الأمسية، التي حضرها أمين عام وزارة السياحة والاثار عيسى هلسة ومحافظ جرش الدكتور رائد العدوان ورئيس لجنة بلدية جرش معين الخصاونة وجمع غفير من أبناء الطائفة الأرمنية في الأردن، أكد مستشار وزير الثقافة الأرميني ارسين غريغوريان عمق العلاقات الأردنية -الأرمينية لا سيما الثقافية منها، آملا أن تكون هذه المشاركة خطوة أولى نحو تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين لا سيما أن هذه المشاركة تأتي ضمن برنامج التبادل الثقافي الموقع بين وزارتي الثقافة في كلا البلدين.
ولفت إلى أن اللوحات التي تقدمها الفرقة هي من عمق اصالة التراث الأرميني دون أي تغيير أو تبديل عليها، معربة عن سعادة الفرقة بالمشاركة في مهرجان جرش ذائع الصيت والمعروف دوليا بعراقته ونوعيته والذي يعنى بالتلاقي بين الشعوب ثقافيا وفنيا.
واختتمت الفرقة استعراضها باللوحة الراقصة "يارخوشتا" التي كان الشعب الأرمني يؤديها قبل ذهابه لخوض الحروب التي تفرض عليه.
وعقب اختتام الأمسية، أعربت أحدى أعضاء الفرقة "سيدا غيلتشيان" لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عن سعادتها بالحضور إلى الأردن والمشاركة في مهرجان جرش، المعروف والذي أعجبها كثيرا، واصفة إياه بأنه "مليء بالحيوية، والمكان مليء بالطاقة".
وقالت إنه لم يتسن لهم الوقت الكافي للاطلاع على معالم الأردن إلا أنها عبرت عن انبهارها بـ "المكان" الجرشي وإعجابها بالمدينة الأثرية وبفكرة اقامة مهرجان دولي فيها.
وعبرت غيلتشيان عن اهتمامها بما يزخر به الأردن من جماليات تاريخية وحضارية، منوهة بالتنوع الثقافي والانساني الذي يتمتع به الأردن في معايشة وانسجام تام بين مختلف مكوناته.
كما عبرت عن اعجابها بما تمتاز به معمارية مدينة عمان من جماليات التصميم وانماط تجمع بين العمارة الحديثة التي تتماشى والحداثة وأخرى تعكس عمق تاريخها الحديث، مشيرة إلى زيارتها لعدد من الأماكن في مناطق عمان الغربية وحي الاشرفية الذي يتميز بحضور كثيف للطائفة الأرمنية الأردنية.
وتحدثت غيلتشيان عن عدد من اللوحات التي قدمتها الفرقة ومنها "جوش نانا" بمعنى الأم العظيمة والتي تتحدث عن قيمة الأم ومعاني الأمومة، و"يار غيولا" والتي تتحدث بأسلوب ساخر عن مناكفات عاشقين، و"غولو" التي تحمل أسم صبية وتتحدث عن حكايتها، و"كاي نانا" وتتحدث بأسلوب فكاهي عن مناكفات الكنة والحماة، وغيرها من الأغاني واللوحات الفنية التعبيرية الراقصة .
وفي مواصلة لفعاليات المدرج الشمالي، أعادت فرقة "الخان" القادمة من مصر ألق الطرب الجميل الذي تردد صداه عبر حناجر أعضائها الواعدين في أروقة المدرج.
والفرقة التي تضم 6 مغنيين من جيل النشء من الجنسين و5 عازفين على آلات موسيقية شرقية تصدرها "القانون" علاوة على مختلف الايقاعات الشرقية وآلتي "الناي" و"الكمان"، قدمت مجموعة من الأغاني التقليدية العربية المصرية المعروفة على نطاق واسع ومنها "بلادي بلادي" و"أنا لك ميال" و"جميل واسمر"، والتي غناها كبار المطربات والمطربين في ذات زمن جميل.
وتم تسليم الفرقتين "ساسنا دزرير" و"الخان" الدرعين التكريميين للمهرجان.
--(بترا)