عرض "أصيل" لطارق الناصر ورم يعيد حياكة الموروث بأسلوب حداثي في "الروماني" بعمان
المدينة نيوز :- أعاد عرض "اصيل" للموسيقار طارق الناصر وفرقة رم، حياكة الموروث الغنائي والموسيقي بأسلوب حداثي امتزجت فيه القوالب الموسيقية الشرقية بآلاتها المختلفة مع الصيغ الموسيقية الغربية وآلاتها، بانضباطية ابداعية مساء امس الاربعاء على مسرح المدرج الروماني بعمان.
في الحفل الموسيقي الاستثنائي الذي استلهم الموروث في الاردن وفلسطين خصوصا وبلاد الشام بشكل عام، وتفاعل معه جمهور كبير من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية واكتظ به المدرج، استهل الناصر ابداعاته بمقطوعة موسيقية "الهجيني" ذات اللحن القصير البسيط، والمجال الصوتي الضيق ليحيلها إلى لوحة موسيقية عصرية تألقت فيها جوقة المغنين بالأهازيج عبر اصواتهم المفعمة بالجرس الموسيقي المميز والذي انسجم مع الحان الموسيقا المنبعثة والممتزجة بآلاتها الشرقية والغربية المختلفة.
وفي المقطوعة الثانية "ع الاوف مشعل" من الحفل الموسيقي بقيادة الناصر على "البيانو"، برع هيثم جريسات عضو الجوقة المكونة من 8 اشخاص منهم 3 فتيات، بصوته الرقراق العذب لاسيما في المواويل التي أجادها بمصاحبة الايقاع الموسيقي البطيء الهادئ، لتنتقل الاجواء الى مقطوعة "لوحي بطرف المنديل" لتوفيق النمري، بمصاحبة غناء الجوقة وعلى ايقاعات الحان حداثية بقوالب شرقية.
وأعادت موسيقا الناصر المتكئة على الموروث والمتنكهة بالحداثة، صياغة حضور الموروث لدى جمهور عريض سكب نضيدا من المحبة والانسجام والتجلي الحالم، كأنه أمواج شفيفة تتداعى بألق في ليلة من التصوف ترتقي فيها للسمو، من خلال مقطوعات موسيقية وغنائية من البومه "يا بو ردين" والبوم "زريف" لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي قام الناصر بإعادة توزيع عدد من مقطوعاته ومنها اغنيات "بوابة القدس" و"ع الدوم" و"عيونها" وفي حضور بهي لموسيقا "القرب" لعازفين شباب اردنيين متميزين الى جانب عازف بريطاني على "الجيتار الكهربائي" ومبدعين مصريين على الات النفخية النحاسية "الترمبون" و"الترامبيت"، وبمشاركة كامل الفرقة الموسيقية، ابهر الناصر الجمهور في خلق توليفة موسيقية استثنائية واعادة توزيع حديث يتزاوج فيه اللحن بقوالبه الشرقية وصيغه الغربية في مقطوعة السحجة "المعانية".
والحفل الموسيقي الغنائي الذي اشتمل على ما يزيد على 18 مقطوعة، شارك في أداء عدد منها بمصاحبة الجوقة والفرقة الموسيقية عضو فرقة رم المخضرمة، الفنانة سحر خليفة، في اغنية "شاملي" المتكئة على موروث بيت نبالا، بانضباطية عالية لكامل اعضاء الفرقة، ومن سوريا بحرفية عالية "تانيا" و"كندو" في "يا محلى الفسحة" بإيقاعها الموسيقي البطيء الهادي الذي ما يلبث ان يتحول الى سريع مرتفع، بالإضافة الى "اسيل" و"رنا" من الجوقة.
وفي الليلة، التي ارخى الموسيقار الناصر، جدائلها لتنعتق في فضائها العماني وتراقص السمار وتمزج ما بين الحداثة وقوالب الجاز والموروث، وتتناغم فيها الارواح المنبعثة من وقع جمالياتها لتتكلل بمقطوعة "عمان الجديدة" التي تحاكي عشق السمار الابدي مع محبوبتهم عمان: المكان والناس والزمان، وتقترب في اسلوبيتها من قوالب الجاز الموسيقية بحيث تتصدر فيها آلتي "الترمبيت" و"الترمبون" النفخية المشهدية الموسيقية، وتعد اول لحن قدمه الناصر في بداياته عند قدومه من اربد الى عمان مستهل تسعينيات القرن الماضي وهو في عمر 22 عاما، تشتبك تاليا الانغام مصاحبة لغناء المجموعة في مقطوعات "شجن" و"حب" و"حلم"، ذوات الايقاع الهادي البطيء، و"تمنى" التي جاءت بإيقاع تشحذ فيه القلوب المتوثبة لتنسل الآهات مع انغام مقطوعة "يا روح" واصوات المجموعة الغنائية، المصاحبة للفرقة المكونة من 37عضوا.
ويعود الناصر في الليلة الموسيقية المتشحة بالغناء في استنهاض الموروث الاردني في مقطوعة "يا بورشيد" احد الوان الشعر النبطي، وغناء الجوقة بإيقاعها السريع والحان زاوجت بين الموسيقا الشرقية الغربية بحضور تجليات "الجيتار الكهربائي" لينتقل الى مقطوعة "ليا وليا يا بنية واردة ع المية" من موروث بلاد الشام بصوت السورية كندة التي كانت قدمت بأداء صوتي "رم" ومصاحبة الجوقة لتشارك لاحقا الفنان يزن الروسان احد اعضاء الجيل الاول لفرقة رم-طارق الناصر في اداء اغنية "مشتاقة كثير" بإيقاعها الهادئ و"انت روحي" ليتبعها الروسان بأغنية "تواعدنا في نفس المكان" بأسلوب حداثي يقترب من "البوب" ومن ثم بصوت الفنانة خليفة "دق قلبي" قبل ان يختتم طارق الناصر والفرقة ليلتهم الموسيقية الغنائية المتفردة بالمقطوعة الغنائية "يا روح" وسط تفاعل كبير وتصفيق حاد من الجمهور.
--(بترا)