اكاديميون وخبراء: المرشحون الشباب للانتخابات مؤشر ايجابي لاحداث التغيير
المدينة نيوز :- في الوقت الذي يعتقد البعض أن مرشحي الإنتخابات البلدية ومجالس المحافظات يجب ان يكونوا ممن يمتلكون الخبرة الطويلة في العمل العام وبالتالي من الفئة العمرية التي تزيد على الاربعين عاما، يرى أكاديميون وخبراء، أن النجاح يعوّل على جيل الشباب لإحداث التغيير.
ووفقا للتقديرات السكانية حتى نهاية العام الماضي، بحسب دائرة الاحصاءات العامة، فإن مجموع عدد السكان للفئة العمرية من 25 الى 39 سنة، تقدر بـ 2.3 مليون نسمة، وبنسبة 23.3%.
وتعني هذه النسبة لدى الخبراء أنها متوازية وتتفق مع نسبة التمثيل الشبابي في ترشحهم بالانتخابات البلدية واللامركزية والذي يصل الى 16% من مجموع المرشحين من الفئة العمرية (25- 40) بحسب الهيئة المستقلة للانتخاب، معتبرين إياها بـ "المؤشر الايجابي".
استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني قال إن نسبة المرشحين الشباب تشكل عاملا إيجابيا، إذ ما علمنا أن غالبية السكان هم من فئة الشباب.
وأضاف ان الشباب هم القوة الدافعة في المجتمع، وأن دورهم شامل في الدولة وفي المجتمعات الدولية، وفاعل في هذه المرحلة من الانتخابات، بالرغم من أن فكرة الانتخابات اللامركزية جديدة والمساهمة السياسية والعمل السياسي فيها تكون نابعة من العمل التراكمي الخاضع لتجارب ومراحل كثيرة تترجم الى خبرة وثقافة ووعي مما يسهم في إنجاحها.
وبين أنه من الاهمية توظيفهم في مجال التنمية وتحقيق الامن والاستقرار، والتوجيه والتمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وإعطائهم حق المشاركة في صنع القرار، وهذا يتحقق من خلال النظام التعليمي المتكامل، والتنشئة السياسية وتمكين الأطر الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
أستاذ علم الاجتماع والفكر التنموي في جامعة فيلادلفيا الدكتور سالم ساري قال ان نسبة مشاركة الشباب كمرشحين في الانتخابات البلدية واللامركزية ، هو مؤشر إيجابي لتحقيق التنمية المجتمعية الحقيقية، واستجابة لتطلعات الشباب ومشاركتهم في التنمية والتحديث.
ورأى أن شباب اليوم يسعى للخروج والانطلاق الى آفاق عالمية اوسع، ويحاول تطوير ثقافة شبابية مدنية حديثة قابلة للحياة والتجدد، مبينا ان هذه الثقافة ليست في حالة حرب مع الثقافة المجتمعية الكلية، وإنما تنمو داخلها أو بصورة موازية لها ضمن سياقات عالمية أوسع.
وقال انه من الملاحظ في التجربة الاردنية الشبابية اليوم اكتسابها وعيا متطورا في مجالات الاقتصاد والسياسة والاعلام والاتصال والتواصل، ليثبت فيها الاردني بأنه فاعل اجتماعي في تحديث وقائع الحياة الاردنية، ومؤهل لنوعين من الشراكة أولاهما مع الدولة الوطنية والثانية مع شباب العالم الخارجي.
ولفت الى ان الشباب يكتسب وعيا في إدارة الاختلافات، وحل المشكلات والالتزام بأخلاقيات الحوار، معتبرا أن هذا الوعي يكسبهم عناصر قوة جديدة ، وهي قوة شبابية متطورة لتحقيق مشروعهم الشبابي التحديثي للمجتمع وللثقافة المجتمعية ولمجريات الحياة اليومية الاردنية.
وقال "انني أعتقد أن الدولة الاردنية الحديثة هي صاحبة المصلحة الحقيقية في تحديث مجتمعها وثقافتها الشعبية، على أيدي الشباب الجامعي المتطور بسرعة"، لافتا الى ان على الدولة ان تدرك أنه لا يمكن صنع مجتمع حديث بشراكات قديمة، وإنما مع الشباب، فهم الخطوة الأكثر نجاحا منذ عقود في تاريخها الاجتماعي السياسي.
وأوضح أن النظرة أصبح فيها انحسار تدريجي لمن هم الاكبر سنا ويفسح المجال للجيل الأصغر سنا، باعتبارهم مؤهلين للتمكين الديمقراطي والسياسي السائد في الدولة بشكل جاد والتي ستظهر جليا في الانتخابات، بعدما كان ينظر لفئة الشباب بأنهم على "خطأ " في ثقافتهم بحسب تعبيره .
وقال المؤسس والامين العام السابق لحزب الحياة الاردني ظاهر عمرو، انه لابد من مكافأة المرشحين الشباب بانتخابهم، بعد أن رأينا منذ سنوات عدم الانجاز الحقيقي لبعض الشيّاب بالرغم من خبرتهم العملية.
وأضاف ان لدى الشباب القدرة على التحمل والعطاء والانجاز، ولابد من إعطائهم مكانتهم الحقيقية، ولابد من دفعهم للأمام ومراقبتهم والاستجابة لمتطلباتهم، داعيا الارادة السياسية الى إعطاء الشباب حقهم في العملية التنموية.
يشار الى ان موعد الانتخابات اللامركزية والبلدية يتزامن مع اليوم العالمي للشباب، تحت شعار سلام من صنع الشباب، باعتبار أن إدماج الشباب في جدول أعمال السلام والأمن والتنمية المجتمعية هو عنصر اساسي لتحقيق السلم والعدالة الاجتماعية والاستقرار في المجتمع ونموه اقتصاديا وسياسيا.
وفي هذا الصدد، قال مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن عبد الرحيم الزواهرة إن الاحتفال باليوم العالمي للشباب له مدلولات كثيرة ودور كبير في رفع درجة الوعي بالفرص المرتبطة بالشباب، معتبرا ان العمل الميداني التطوعي هو مؤشر على دور الشباب ليسهم في تنمية المناطق النائية والأطراف بعيداً عن مراكز المحافظات، وذلك من خلال مراعاة متطلبات الشباب ليكون لهم بصمة في العمل المتواصل في ازدهار الأردن.
وأضاف ان هناك دورا كبيرا للشباب لتحقيق التنمية المستدامة، وضرورة استثمار طاقاتهم وحماسهم وإبداعاتهم، وإيجاد حلول لاحتياجاتهم، وإزالة المعوقات والتحديات من أمامهم، ودعمهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وتطوير قدراتهم وإحداث التغيير المنشود"، لاسيما انهم يمتلكون أدوات معرفية مرتبطة بالتقدم التكنولوجي والثورة المعرفية تمكنهم من الإبداع والتميز والخروج بمبادرات تسهم في تنمية المحافظات وتحفيز أقرانهم في مختلف المجالات سواء السياسية أو الإقتصادية أو الفكرية والإدارية.
من جهته، قال الناطق الاعلامي في الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني ان الهيئة نفذت عددا كبيرا من الدورات التدريبية لمئات الاشخاص لتأهيلهم، كي يتعاملوا مع متطلبات التوعية والتثقيف، إذ زاد عدد اللقاءات التي قامت بها الهيئة على مستوى المملكة عن أكثر من 130 لقاء في المدن والقرى والتجمعات السكانية وشملت الطلاب في الجامعات والاحزاب والمنظمات النسائية والجهات الرقابية والاعلامية وغيرها، مما يسهم في نجاح العملية الانتخابية."بترا"