صور : أمسية شعرية للدكتور باسل الرفاعي في رابطة الأدب الإسلامي
المدينة نيوز :- أقامت رابطة الأدب الأسلامي العالمية في الساعة السادسة من مساء يوم السبت 19-8-2017 أمسية شعرية في مكتبها بعمان ، استضافت فيها الشاعر الدكتور باسل الرفاعي الذي قرأ عددا من قصائدة الجديدة دارت موضوعاتها حول قضايا الأمة العربية والإسلامية وتاريخها العريق والهموم الوطنية وأنواع المعاناة التي يكابدها الإنسان في غياب منهج الحق والعدل في الحياة .
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور الرفاعي المولود في الأعظمية ببغداد عام 1942متخصص في القانون، ويحمل شهادة الدكتوراة في القانون الدولي من جامعة السوربون في فرنسا، وأنه مارس التدريس في بعض جامعات الأردن عدة سنوات، وهو الآن أستاذ في جامعة مملكة البحرين . له مؤلفات في مجال تخصصه في القانون الدولي، وأعمال بحثية في المجال نفسه بعضها منشور وبعضها ينتظر دوره في الظهور . أما في المجال الإبداعي في فن الشعر فقد أنشأ كثيرا من القصائد المطولة التي تمخضت عنها المعاناة المرة، في مراحل الاغتراب عن الأوطان ، وفراق الأهل والخلان ، وبث فيها زفرات تنبئ عن عذابات السنين، وتـنهدات الصدر الحزين .
وقد رحب الشاعر صالح البوريني الذي أدار الأمسية بالشاعر الضيف في مكتب الرابطة، وحيا الأردن، ووصف عمان بأن ربوعها منزل للضيوف من ذوي المواهب العالية فقال :
لبست ربوعك أجمل الأثواب = وتزينت بالفل والعناب
أردن يا وطن الجمال تحيـــــة = لجبينك العالي وللأهداب
عمانُ مرحى في ربوعك منزل = لأولي النهى والفكر والآداب
قرأ الرفاعي أربعاً من قصائده الجديدة هي على التوالي ( الشوق إلى الأمة ) ، ( تقلب الزمان بالإنسان ) ، ( رحلة الحياة ) و ( الحجاب حصن ورسالة ) ، ومن ديوانه ( في ارتقاب الشروق ) قرأ قصيدة (أراك بعين قلبي). وتقارب عدة الأبيات التي قرأها المئة والخمسين بيتا ، أشار فيها الرفاعي إلى المبادئ والأسس التي شيدت عليها الأمة تاريخها المجيد وحضارتها العريقة ، وأشار إلى الكثير من القيم والأخلاق التي تميزت بها ، وظهرت نغمة الحزن في هذه القصائد على واقع الأمة المتردي الذي تسوده الفرقة والخلاف والتمزق وتشتت الجهود وضياع الأجيال، وذكر الشاعر عددا من أسباب التدهور، وأشار إلى أن العلاج يتمثل في عودة الأمة إلى أسباب القوة والعزة والمنعة التي عمل أعداؤها على إبعادها عنها، ونجحوا في تنحيتها عن مناهجها وأصولها الصحيحة، والتي تتمثل في عقيدتها وقوتها الروحية والأخلاقية، ومبادئ العدل والحق التي نزل بها القرآن الكريم وجاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
يمتلئ الرفاعي ثقة بمستقبل أمته ، ويحتشد عزما وإصرارا على استنهاضها ، وينطلق في شعره من إيمانه الراسخ بحتمية نهوضها، وأحقيتها في استعادة موقعها الأول، واحتلال مبوئها اللائق برسالتها وخيريتها، وبصدقها وأمانتها، لتعود إلى ممارسة دورها الرسالي العظيم . من قصية (الشوق إلى الأمة) يقول :
لا تحرميـني مـــــــن نعيم لقاك أنا خضت أهوالاً لأجل هواك
ما بين باريس ولندن سرت في ما يعلم الباري من الأشواك
وقصرت إصلاح الشباب عليك إذ أنا من ذوي التوحيد لا الإشراك
عبر جمهور الأمسية عن تفاعل إيجابي مع قصائد الرفاعي وصوته الجهوري ، وعقب عدد من الحضور عن إعجابهم بما سمعوا ، ودارت مداخلاتهم حول وسائل النهوض بالأمة والجهود المطلوبة للخروج بها من حالتها الراهنة وأهمية العمل على الصدق مع الذات ومواجهة النفس وممارسة الإصلاح الداخلي بدءا من النفس ثم البيت والمدرسة ، وأكد الأستاذ محمد أمين أن تميز الشاعر وعبقريته تستند إلى مجموعة من العوامل المؤثرة في إطلاق طاقاته وتفجير إبداعه منها الخيال الرحب والتأمل والتدبر في تفاصيل الكون والحياة . وعلق الدكتور جميل بني عطا رئيس المكتب بعد ترحيبته بالضيف وقال : " لقد أشرتم إلى التاريخ في لوحات شعرية هي ذوب العقل والقلب فخرجت صورة معبرة بصدقها وجمالها في صوفية نقية ووطنية أبية وعقيدة صافية قوية، تستمد من معين الثقة المطلقة بالله تعالى وبالإسلام والكرآن الكريم والأنبياء جميعا عليهم السلام . "
وفي رده على المداخلين والمعقبين ، أعاد الدكتور باسل الرفاعي قراءة بعض الأبيات من قصائده التي أنشدها مستشهدا به على القضايا التي طرحها ، وقدم الشكر الجزير للرابطة وإدارتها وجمهورها على ما أحاطوه به من حفاوة وتقدير .
صور :