مصابو وذوو شهداء تفجيرات عمان : ارادة الاردنيين أقوى من الارهاب
المدينة نيوز - يصمم مصابو وذوو شهداء تفجيرات عمان الاليمة التي وقعت في التاسع من تشرين الثاني عام 2005 رغم جراحهم واحزانهم على المشاركة في الانتخابات النيابية لمجلس النواب السادس عشر التي تجري في ذات اليوم من الشهر المقبل .
قبل خمس سنوات عاشت عمان ليلة موجعة ، عندما دوت تفجيرات في ثلاثة فنادق هي ( حياة عمان وراديسون ساس وديز ان) ، مخلفة ستين شهيدا ونحو مئتي مصاب بينهم عرب وأجانب من ضيوف المملكة .
يصر فادي الاسي الذي اصيب بالتفجيرات على المشاركة في الانتخابات النيابية ويقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) " ليكون الاردن دائما الافضل والاقوى ساشارك في هذه الانتخابات ، وساسعى لاختيار الانسب والاقدر على خدمة الوطن والمواطن " .
" ان اجراء الانتخابات النيابية في يوم ذكرى تفجيرات فنادق عمان يحمل رسالة من الشعب الاردني الى الارهابيين " وفقا لقول اشرف دعاس العريس الذي كان يحتفل بزفافه يوم حادث التفجيرات في فندق راديسون ساس ويقول اننا سنستمر في بناء بلدنا الغالي في ظل الراية الهاشمية الخفاقة .
ويضيف وقد ارتسمت ابتسامة على وجهه " صممنا انا وعروسي نادية العلمي على ان لا يوقفنا مشهد الدم الذي حول عرسنا الى مجزرة ، وان نحقق احلامنا ,فقد رزقنا الله سبحانه وتعالى بطفلة اسميناها (هالة ) على اسم جدتها لوالدتها التي استشهدت متأثرة بجراحها بعد ايام من التفجيرات لتلحق بزوجها " .
فقد اشرف في ذلك اليوم والده وسبعة عشر شخصا من افراد عائلته واصيب شقيقه الاصغر بشار .
بتول عوض التي اصيبت خلال مشاركتها في حفل زفاف صديقتها نادية تمكنت من الخروج من حالة الانكسار التي خلفتها التفجيرات ولملمت جراحها وخففت الألم عن المصابين في ذلك الحادث الاليم ومدتهم بالأمل والعزيمة والصبر " حسب ما تقول.
ورغم ما تعانيه عوض من الآم حتى هذه اللحظة حيث تجرى لها عمليات لإزالة الشظايا التي خلفتها التفجيرات في جسدها الا انها ووفقا لقولها لم تنهزم وتحاول النهوض من جديد اذ انه من الصعب نسيان تلك الجراح والالام التي سببتها التفجيرات فقد اجريت لها عملية أخيرا لازالة عظمة مكسورة في قدمها .
وتتحدث بتول عن العظمة الزائدة التي علقت في احدى ركبتيها نتيجة الحادث الاليم ، والتي على اثرها اجريت لها عملية تصحيحية ، وعادت الى مزاولة عملها مستعينة بعكاز ، يسند قدمها ويحميها من خطر الانزلاق والكسر لارتفاع نسبة هشاشة العظام لديها.
وتقول " كنا خمس صديقات ، جمعنا العمل وفرقنا الارهاب ، الذي حرمنا من دانة صياغ وفاتن سلطان ، فيما أصبت أنا وسوسن ابو حليمة باصابات بالغة ومؤلمة ، جعلت لحظات التفجير لا تفارق ذاكرتنا ، على مر السنين" .
ونعود الى الاسي الذي انعم الله عليه بالنجاة من موت محقق بعد ان اصيب في كتفه ويده وبطنه ورأسه أثناء عمله في فندق الراديسون ساس حيث يقول انه تزوج ورزق بطفل مضيفا ان الخوف لم يرهبه بل تحول الى قوة في داخله ضد أي عمل ارهابي " لان مثل هؤلاء الفاشلين لا يمكن ان يقتلوا الفرح في قلوبنا أو يحرمونا من سعادتنا " .
ذهبت سناء شفاقوج لتشارك قريبتها في عرس ابنتها واصيبت في الانفجار الارهابي الذي حدث داخل القاعة ، لينقل خبر وفاتها الى ابنائها ، وابنتها دانة شوقار التي كانت تدرس في روسيا ، واخذت تبكي والدتها ، الى ان جاء هاتف يبشرها بأن والدتها مصابة فقط بحسب دانة .
وتكمل " نجت والدتي التي كانت تعاني من ورم خبيث من حادث التفجير بعد ان نجت من حادث سير قبل حفل العرس بايام وتشاء الاقدار ان تنجو من حادث سير اخر ، لتلقى وجه ربها قبل شهرين .
وتتذكر دانة قول والدتها " ان الوقوف في وجه الارهاب يتطلب التحدي " ، لذلك فان دانة ستقف بعزيمة وتصميم الى جانب وطنها الذي تحب ، وتعيش اجواء المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة كتعبير حقيقي عن الانتماء لترابه وتحقيق نهضته .
لم يختلف المهندس سمير فاروقة احد المصابين في تفجيرات عمان ، عن غيره ممن كتبت لهم النجاة بفضل الله تعالى , ويصر على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة رغم ما يعانيه من حالة افقدته القدرة على تحريك قدميه.
ويصف محمود العقرباوي الذي فقد زوجته سميرة نمر وابنتيه مرام 15 عاما ، وعلا 20 عاما ، وشقيقتي زوجته ، ارادة الاردنيين ، وبالذات اهالي ضحايا التفجيرات ، بأنها أقوى من الارهاب ، لانها اوجدت بداخلنا حالة من الصمود والتحدي في مواجهة المحن والظروف الصعبة .
ويصر العقرباوي على ان المشاركة في الانتخابات واجب وطني وانه رغم قيامه في ذلك اليوم بزيارة قبور من فقدهم في ذلك اليوم الاليم وقراءة القران الكريم على ارواحهم سيشارك في هذا الاستحقاق الدستوري .
تقول ام ألارقم الحفناوي التي فقدت ولديها في التفجيرات " الموت حق على كل العباد لكن الفراق صعب , والحياة يجب ان تستمر ، وان علينا واجب المشاركة في الانتخابات النيابية.
وتستذكر ودموعها تنهمر " فقدت ثلاثة من ابنائي في شهرين ، بعد ان اغتال الارهاب ولدي الارقم والمثنى ، فيما خطف الموت شقيقهم انس في حادث سير " , وتكفكف دموعها وتقول "فراقهم مزق قلبي ، كلما انظر الى الاحفاد السبعة الذين تركوا بلا معيل ومعين ، الا الله سبحانه وتعالى " .(بترا)