لمن نصوت؟
![لمن نصوت؟ لمن نصوت؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/60452.jpg)
مع بدء العد التنازلي لموعد انتخابات مجلس النواب السادس عشر المقرر في التاسع من شهر تشرين ثاني، يتطلب من الناخب أن يكون على قدر كافي من الوعي الذي يمكنه من اختيار مرشحة - ولا أجد عذراً لأحد بعدم التصويت على اعتبار أن المشاركة في الانتخابات ( سواء أكانت بالاقتراع أو بالترشح ) تعد انحيازا للخيار الديمقراطي من اجل بناء ناظم للمؤسسة التشريعية ، التي تعتبر العنصر الأساس في العملية الديمقراطية الأردنية .
إذاً، يجب علينا جميعا أن نعقد العزم على أن نكون متواجدين في مراكز الاقتراع في يوم التصويت مصطحبين البطاقة المدنية ، وتحمل بعض المتاعب ، إن وجدت ، فربما يطول الطابور والانتظار ، وان ندلي بصوتنا وفاءاً منا لوطننا الذي أعزنا وتلبيةً لنداء جلالة الملك قائد المسيرة الديمقراطية.
أما وقد وصلنا إلى قناعة بأنة لابد لنا من التصويت - تنتصب أمامنا أسئلة عديدة تتعلق بهذه العملية منها : لمن نصوت ؟ أو أين تكمن المصلحة الوطنية في التصويت ؟
بداية يفرض علينا الواجب التأكيد على احترام خيار أي مواطن في التصويت للمرشح الذي يمثل توجهاته وقناعاته ، انه حق دستوري لكل مواطن . لكن علينا مراعاة بعض الملاحظات الهامة ونحن مقبلين على هذه الانتخابات ، وأحب أن أقول كلمتي بصدق ودون حياء أو خجل :
هل نصوت للمرشح الذي يرفع شعارات غير قابلة للتحقيق في الواقع ؟ هل نصوت لمن يدغدغ مشاعر الناس القومية والدينية ، يشبعنا بأماني يتخلى عنها عندما يصل إلى تحت القبة ؟ هل نصوت لمن يريد أن يدير عجلة التاريخ للوراء، ويسعى ، من خلال ذلك ، لتعطل استمرار مشروع النهضة الأردني العصري ، و تدمير الانجازات الوطنية التي تحققت عبر أل (90 ) عام (عمر الدولة الأردنية) ؟
أم نصوت للمرشح الذي يحمل رؤية عصرية، ومشروعا وطنياً ليبرالياً يهدف من خلاله إلى الارتقاء بالوطن لمستوى حضاري متقدم يضاهي المستوى الذي وصلت إلية الدول المتقدمة من خلال إتباع نهج برجماتيكي (pragmatist) وتشريع قوانين عصرية.
إننا في الأردن (أخي الناخب أختي الناخبة) بحاجة إلى نخبة برلمانية مؤهلة علميا وعمليا ، مسلحة بثقافة منفتحة ، تؤمن ببناء مجتمع مدني ودولة عصرية ، بعيدة عن التطرف والتعصب الديني والقومي ، متحررة من التزمت للتراث الفكري . نخبة قادرة على أن تكون سند لقائد مسيرة النهضة الأردنية "جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ".