عندما تتغزّلين بزوجكِ أمام الناس.. هل تظهرين عكس ما تشعرين به؟
المدينة نيوز:- ربما نصادف في إحدى الجلسات العائلية أو جلسات الأصدقاء إحدى الزوجات لا تتوقف عن الحديث وهي تتباهى بزوجها أمام الجالسين، مبدية مدى حبها له، وطيبته ورومانسيته وكيف يتعامل معها، وغير ذلك من أمورهما الخاصة، وكأنها تقصد إغاظة الجالسين بتاريخ زوجها المثالي وقدرته على إسعادها.
ويعتقد أخصائيون أن هذا الوصف المُبالغ به في مدح الزوج والتغزّل به أمام الناس ما هو إلا إظهار عكس ما تعيشه الزوجة معه، أو ربما تعيش حالة من "عُقدة النقص" التي تحاول تعويضها من خلال لفت انتباه الآخرين إليها.
فهل يكون هذا الغزل جرأة زائدة عند الزوجة؟
بيّن الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي استغرابه من وصف الزوجة التي تتغزل بزوجها بالوقحة أو الجريئة، متسائلاً: "ما الذي يمنع أن تطلق الزوجة لسانها في مغازلة زوجها والتغني بصفاته الحميدة التي قد تؤثر على الأزواج الموجودين في المكان، وقد تغير من سلوكهم بشكل إيجابي نحو زوجاتهم؟".
فهل يشكل مدح الزوجة لزوجها أمام الناس عُقدة نقص؟
وخالف الخزاعي الاعتقاد الذي يقول مَن تتغزل بزوجها أمام الناس بأنها تعيش حالة من النقص في حياتها، بل اعتبرها ظاهرة حضارية وإيجابية؛ لأنها تعبر عن معاني حبّها لشريك حياتها ونصفها الآخر.
وأضاف: "الزوجة التي تقدم الإطراء وعبارات الرومانسية لزوجها، وكأنها ترسل رسالة لمن حولها بأن هذه هي السمات الصحيحة للعلاقة الزوجية التي يُفترض أن تُبنى على المودة والغزل والسعادة، وأن تكون مليئة بالاحترام والتقدير".
والقضية الأخرى، التي تبيّنها من خلال رسالتها بأن أي زواج ينبغي أن يكون خالياً من العنف والتذمر وخلْق المشاكل، وهذا الأمر قد يجعل من حولها يقتنع بالزواج بل ويفكر به تحديداً إن كانت تشمل الجلسة مَن هم في سنّ الزواج.
وشجع الخزاعي بأن يتغزّل الزوجان ببعضهما أمام الناس، وأن تُظهر الزوجة مشاعرها تجاه زوجها ولا تخفيها خوفاً من كلام الناس وتفكيرهم السلبي، حتى يتعظ الغير ويعرف ما هو الحب وما هي حقيقة الزواج.
وبحسب إحدى الدراسات، فإن الغزل بحسب نظرة المجتمع قديماً وحديثاً هو من صنع الرجال أولاً، لذلك هناك أسباب تعيق مغازلة الزوجة لزوجها أغلبها يتعلق بالخوف أو الإحباط من ردة فعل الزوج، الذي غالباً ما يكون متقلب المزاج، وأحياناً الإحراج الناتج عن التنشئة الاجتماعية عند الحاضرين، خشية الظن بها أنها وقحة أو ذات خبرة عاطفية، وأخيراً، عدم الاقتناع بأهمية وجدوى المغازلة، خصوصاً بعد مرور عدة سنوات على الزواج.
(فوشيا)