شهادة ابداعية لابراهيم نصر الله في منتدى عبد الحميد شومان

المدينة نيوز - قدم الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله في منتدى عبد الحميد شومان مساء امس الاثنين شهادة ابداعية حملت عنوان تأملات في التجربة الروائية.
وقال نصرالله انه من الصعب الحديثَ عن جانب ما في التجربة الأدبية وإغفال آخر، فإن كنا قادرين على أن نفصل الماء عن الزيت بيسر ، فإنه لا يستطيع أن يفصِل الشعرَ عن الرواية في تجربته كما أن أي تجربة أدبية لا يمكن أن نعزلها عن تجربتنا الحياتية والثقافية .
واضاف ان قراءاتي الأولى كانت عشوائية ، ترضى بالمتاح ، المتداول ، الموجود في المكتبات المدرسية، وبعض الكتب التي نشتريها من وراء ظهور أهلنا في ظل معادلة تنتمي لشظف العيش في ذلك الزمان .
لكن قراءاتي اللاحقة في مرحلة التشكُّل (وقد أدركت حاجتي الماسة لتثقيف نفسي) انصبّت كما قال على الشعر بشقيه القديم والحديث، العربي والعالمي، ثم مسرح شكسبير والمسرح الإغريقي ومسرح العبث والأساطير والملاحم وحكايات الشعوب والرواية، ولعبت السينما دوراً أساسا لما تتمتّع به من قدرة مدهشة على استيعاب بقية الفنون وهضمها, ربما نظرا لما يشهده هذا الفن من تطور أسطوري.
واكد ان الكاتب في بعض الحالات يذهب إلى الأرشيف والشهادة المكتوبة، وفي بعض الحالات يكون هو الأرشيف والمكتبة، فعملية التّراكم في موضوع ما تتم على مدى سنوات طويلة من المعايشة، وحين يصل الكاتب إلى لحظة الكتابة، يكون كلّ شيء في داخله.
واشار الى ان هذا حدث معه حين كتب (حارس المدينة الضائعة) و (زيتون الشوارع) و (مجرد 2 فقط) و (طيور الحذر) وغيرها من الأعمال الروائية , وفي حالات كثيرة قد تحتاج القصيدة للبحث، كما حدث معه في (الطائر) و (راية القلب ـ ضد الموت) وغيرها .
واعتبر ان الشيء الأساس في تجربته أنه شاعر وروائي، أما بقية الفنون التي مارسها، فهي من منطلق الرغبة في معايشتها من الداخل ليستطيع الإفادة منها في الشعر والرواية, وهكذا، ظهر أثر السينما واللوحة والصورة الفوتوغرافية بوضوح داخل تجربته الأدبية.
ونوه الى انه ليس من الذين يرون أن الشاعر يعيش في الشعر وحده، بل يرى أن القصيدة والرواية تعيشان بسواهما، ويجب أن تتوقف القصيدة وسواها من الفنون عن أن تقتات على ذاتها , فالانفتاح على عوالم الفنون والثقافات المختلفة يعطينا الكثير.
وأكد في الندوة التي قدمه فيها الدكتور زياد الزعبي أن الذي لا يستطيع تقديم مساهمات جديدة على المستوى الفني لا يستطيع تقديمها على مستوى الخطاب الأدبي، لأن الجمال مضمون أيضاً.
واوضح انه يكتب عما يلامس قلبه ويستفز عقله وتلك الموضوعات التي تسكنه , وان الوصية التي تسكنه دائما هي: أكتب بكل قلبك، لكي يقرأك القارئ بكل قلبه، وإذا ما كتبت بنصف القلب فلن يقرأك أحد.
واشار نصر الله الى ان الدرس الأساس الذي تعلمه ان من لا يستطيع أن يتعلَّم لا يستطيع أن يُعلِّم وان كل إنسان تقابله مهما اختلف مستواه العلمي يمكن أن يعلّمك شيئا لأنه دائما يعرف شيئا أنت لا تعرفه, ولذا على الكاتب وغيره النظر باحترام لكل من يقابلهم من بشر لأنه لا يستطيع مسبقا أن يعرف أي معرفة تلك التي يمكن أن يمنحوه إياها حيث ان الإصغاء أهم فضيلة يمكن أن يتحلى بها الكاتب، الإصغاء للبشر والطبيعة ولكل تلك النداءات الغامضة التي تسكنه ولم يدرك بعد كنهها. (بترا)