مهرجان الاردن الدولي للفيلم يواصل عروضه لافلام تبشر بمواهب جديدة
المدينة نيوز :-أثبتت مجموعة الافلام الاردنية القصيرة، التي عرضت في مهرجان الاردن الدولي للفيلم الذي يواصل عروض دورته الخامسة في المركز الثقافي الملكي، انها تمتلك عناصر من القوة والتأثير التي تطمح الى بلوغ مستويات جديدة من الجماليات السمعية البصرية المزنرة برؤى انسانية بليغة.
وبانت اشتغالات متميزة في افلام : "وسلمى" لعبادة الضمور، "عود ناعم" لمحمد خابور، "نبراس" لرمضان الفيومي، "حققوا السلام" للور مدانات، "الجوكر" لمجيد زيتون، "ماما بتكزب" لاريج عبندة وسواها من الافلام المدرجة ببرنامج المهرجان، على اكثر من صعيد في عوالم صناعة الافلام والتي راعت تحقيق التوازن والتنوع في اختيار شخوص اعمالهم والاتية من بطون تفاصيل الواقع الحياتي اليومي الخصب، او من خلال طرح اسئلة جريئة تتعلق بهموم وتطلعات تتعلق بمصائر افراد وجماعات مثلما تستلهم تلك الاعمال القدرة على خلق أجواء من الدعابة السوداء والمواقف المتضادة المفعمة بالتشويق رغم تلك الامكانات البسيطة التي انجزت بها.
وعلى رغم تهافت البعض من الافلام سواء على صعيد اختيارات موضوعاتها او في معالجاتها الا انها تكشف في الوقت ذاته عن مواهب شابة توظيف التقنيات السمعية البصرية الا ان تظل احوج ما تكون الى تطوير قدرات صناع تلك الافلام من خلال التدريب والاحتكاك اليومي مع صنوف من تيارات التجديد في السينما العالمية وقاماتها الكلاسيكية البديعة .
مثلما ظلت اغلبية الافلام الاردنية المشاركة تدور في بيوتات المدينة الكبيرة، تنأى عن التوغل في اسئلة بيئات اجتماعية في البادية والريف، وهو ما افقد تلك الاعمال جماليات مسكونة بالظواهر والدلالات البليغة، في استكناه مفردات في محطات الألم والأمل على ايقاعات سمعية بصرية مستمدة من مناظر السحب والنباتات والاشجار ومكونات تضاريس المكان الخصب بالجبال والوديان والسهول وقطعان الحيوانات والطيور.
ولا شك ان اسلوبية الأداء في الافلام المشاركة اتسمت بالتنوع رغم بعض المبالغات التي كانت تظهر بها مواقف التعبير باليدين او بحركة العينيين تبعا لهذا الممثل الشاب أو ذاك الممثل المحترف، الا انها في النتيجة نالت على كثير من اعجاب وجدل الحضور خاصة وان طاقات التمثيل تفاوتت بين انماط الاداء الهادئ والاداء السريع الذي يساير مواقف من الخوف والرهبة والانكسار والفشل والخذلان حينا، والاندفاع والحب والمواجهة في سعي اكيد على اثبات الذات حينا آخر.
وتمتع عدد من بين تلك الافلام بصور شديدة الجاذبية، وابتكارات التجديد في التصوير من عل والتوازن في التقاط الصورة القريبة والمتوسطة والطويلة، في الاتكاء على قدرات كاميرا الفيديو الرقمية في تناسق واهتمام مع تدرجات الظل والنور بحيث يكشف حراك الشخصيات ضمن تفاصيل المكان.
اغلبية الافلام تجنح الى بث وتصوير قصص آتية من دراما الحب جرى تشييدها بلمحات ودلالات رغم مكابدات الحياة المثقلة باللوعة والوجع والالم يواجهها الشخوص غالبا بأقصى قدراتهم بحثا عن بارقة أمل او لحظة احتفاء بنصر يبدو كانه سراب.
--(بترا)