عندما نقمت علينا الريح .. مجموعة شعرية جديدة لعلي طه النوباني
المدينة نيوز :- صدر حديثاً عن وزارة الثقافة الأردنية في العاصمة الأردنية عمان، وضمن منشورات المفرق مدينة الثقافة الأردنية مجموعة شعرية للشاعر والروائي علي طه النوباني بعنوان " عندما نقمت علينا الريح"، وتقع المجموعة في أربع وسبعين صفحة من القطع المتوسط. وهي المجموعة الشعرية الخامسة له بعد إصداره أربع مجموعات شعرية هي: "جنازة حمورابي الأخيرة" 1993، "دورة تشرين" 1997، "الدرب والحكايات" 2001، "شارع آخر" 2009، ومجموعتين قصصيتين هما: "جامعو الدوائر الصفراء" 2004، و" ملح إنجليزي" 2015، ورواية بعنوان " دموع فينيس" 2017.
وقد ضمَّن النوباني ديوانه الأشكال الثلاثة الرئيسية للقصيدة العربية وهي: القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، لكنه اختار واحدة من قصائد النثر ليكون عنوانها عنواناً للمجموعة كاملة، وهو بذلك يؤكد على مذهبه الجمالي في الفن؛ حيث أنه يعتقد أنَّ الشكل الفني للقصيدة ينبع من لحظة ولادتها، ومن مكوناتها الانفعالية، وأن الإبداع لا يحدّه الشكل الفنيُّ للقصيدة، فقد تجد قصيدة عمودية غثة وقد تجد قصيدة نثر رائعة الجمال.
يقول في واحد من مقاطع قصيدة: عندما نقمت علينا الريح:
" قرب أغنيةٍ
تَسكَّعَ وابلٌ من عِنب الجبال الباردة
كانت أصابعُ التلال تعصره فَيَجري
مثل ساعةٍ نسيتْ عَقاربها
نقمت علينا الريح
فانكسر الزجاج
لا حقائبَ
لا أغاني
لا قماشاً نلونه فنعرف صوتنا"
وكما تضمن الديوان قصائد طويلة، فقد احتوى على ومضات شعرية عميقة مثل قصيدة خذلان التي يقول فيها:
"الذئبُ العنزة
كانَ معي ذئباً
وكان فريسة كلب أسودْ
عيناه الواهيتانْ
تجعله أرجوحة شبح نائم
يوماً يفترس الليل
ويوماً يتعمَّد في ماء الخذلانْ"
وهكذا فإن المجموعة تتضمن أيضاً قصائد من الشعر العمودي مثل " مرثية الغريب" و " حكاية الأيام " وغيرهما، وقصائد أخرى من شعر التفعيلة مثل: "المسافر والطريق" و "فراشتي الحبيبة" وغيرهما.
ويختتم النوباني مجموعته الشعرية بقصيدةٍ ومضة يقول فيها:
من حقِّ الطريق أنْ تحفظَ الخُطى
ومن حقِّ الخُطى أنْ تنسى مَرارَةَ الطريقْ
تلك الأغاني لم تكنْ يوماً سِوى نعيقٍ شقَّ المَدى
فظنَّ المسافرُ أنَّ العدوَّ صديقْ