هل يتحول الطيب إلى تهمة !

تم نشره الأربعاء 03rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 07:08 مساءً
هل يتحول الطيب إلى تهمة !
محمد شهاب عضيبات

الله سبحانه امر نبيه صلى الله عليه وسلم بان ينذر عشيرته الاقربين، ولو كان في العشائرية عيب لما ذكرها الله في كتابه العزيز ولما اختار ابن اكبر العشائر العربية واعرقها ليكون هادي البشرية.
ان العشائر الاردنية حاضنة الكرم والنخوة وهي مصدر فخر مهما حاولوا ان يقللوا من مكانتها التي لن تقل، وابناء العشائر والعائلات هم كل الشعب الاردني، فمن منّا ليس ابناً لعائلة او عشيرة؟ وما العيب في ذلك؟ وهل تحول الاصل الطيب الى تهمة؟ اذا كانت توجيهات ونصائح خبراء الدعاية ان ننقص من مكانة العشائر انما نقوله لمن اصابهم الرمد او يتعمدون ادعاء العشى، فالأمر من أوضح الواضحات تاريخ عشائرنا تاريخ عز وفخار ورجولة وكرم ومواقف يعجز عنها كثيرون من أجيال الشيبس والآيس كريم والبناطيل الساحله والسبايكي والواكس واشباه الرجال الذيين لاتعرفهم الا من هويتهم الشخصيه بأنهم ذكور
لقد قامت الدولة الأردنية على عدة أسس منها أساس كبير وهو التفاف العشائر، والعشائريون متعلمون ونقول لمن يجهل انك لا تجد عشيرة في الاردن الا وفيها من حملة الشهادات العليا والتخصصات الدقيقة
ان ما يحدث في وطننا الاردني من احداث وظواهر غريبة عنه وبعيدة اشد البعد عن قيمنا وعاداتنا الطيبة شئ مؤلم ويبعث الحزن في النفس لان مملكتنا السعيدة ان شاء الله من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها من بدوها الى حضرها الى مدنيها الى ابناء مخيماتها بحاجة الينا جميعا في هذا الزمن الصعب
اعتقد ان صوت العقل لا يزال مغيبا واصبحنا كالطواويس كل يتباهى بمقدرته وقدرته ولم يعد هناك احترام لكبير وصدق المثل القائل من لم يكن له كبيرا فليشتري واحدا ، عدم احترامنا للكبير تفرقت الاسود و قادتها العنز الجرباء لذلك نحتاج فعلا الى إعادة كتابة مناهجنا لنزيد فيها رقعة العقل على حساب العاطفة، التي أكلتنا وذبحتنا، كلنا يردد في هذه الايام المثل القائل (اذا جن ربعك عقلك لا ينفعك) لهذا علينا ان لا ندعي اننا ابناء عشائر وان العشائرية تطالبنا بذلك ، بل علينا ان نعترف بأننا نسير مع الركب والربع وبأمر الشيطان، وربما ان هناك مثلا آخر يناسب حالنا (حط راسك مع الروس وقل يا قطاع الروس).

ان ديننا الاسلامي الحنيف يدعو إلي الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر. وقتل النفس، حيث قال سبحانه وتعالي (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) انه امرنا بالوحدة. لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة. فما احلي التصافي والتصادق بين افراد الشعب. فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة حيث قال عز من قائل ان اكرمكم عند الله اتقاكم ولم يقل ان اكرمكم عند الله اكثركم حسبا ونسبا ولو كان الحسب ووالنسب وابن العشيرة هو مقياس العمل لما انزل الله قوله على رسول الله بحق عمه ابو جهل عندما قال تبت يد ابي لهب وتب الى اخر الصوره
اننا خرجنا عن قيمنا واخلاقنا وعاداتنا وعشائرنا ودخلنا بحرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن، واكلت من خيرة شبابنا. وكأن وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور
ان أعداء الاردن كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا. بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية الي وحدة الشعب.
فأعداء الاردن بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة الي الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسيء الي وحدتنا . والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الابقاء علي وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات، وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الي تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن
واننا سنكون متحدين باذن الله مادمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة ونحترم كبيرنا ونوقر صغيرنا وليعلم الجميع ان احد اهم مكونات النسيج الوطني الاردني العشائر الاردنية وستبقى العشائر هى الاصل مهما بلغت التطورات والتغييرات الاجتماعيه وغيرها ،فالتطور لايعني التخلي عن تعاليم ديننا و اخلاقنا وعاداتنا فالتطور بفكرنا وابداعنا وتميزنا عن غيرنا، لكن أن نتغنى بالعشيرة في السراء والضراء ، وننسى أن هناك دولة وقوانين تحكم الكل فهذا يعني الخروج عن الإنتماء للاردن والولاء للقيادة الهاشمية .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات